أرض صارت تنبت الزهور.. كيف هربت الأشباح من المدينة؟


في عام 2015؛ كانت الفنانة التشكيلية إيلين موزا؛ في طريقها إلى حديقة كانيولاندز الوطنية لقضاء إجازة سعيدة. ولكنها سمعت السيدة الجالسة بجوارها تتحدث عن مدينة «سيسكو» قرب صحراء «يوتا» النائية، والتي تُعرف في أمريكا بـ مدينة الأشباح؛ كمحطة ممتعة في الطريق. وهكذا قررت الانتقال إلى مدينة الأشباح دون أن تنظر إلى الوراء. ولكن إلى أي مدى يمكن أن يغير اقتراح تسمعه من شخص عابر في طريقك؛ مجرى حياتك؟

تحويل المدينة إلى معرض فني
عندما زارت «موزا» «سيسكو» لأول مرة، قالت إنها كانت خائفة، وغير متأكدة مما إذا كانت المدينة قد هُجرت بالفعل. فقد رأت هياكلَ عظمية، وعشرات الأكواخ المهجورة، والسيارات المعطلة، ومكتب بريد صغير، وحافلة مدرسية قديمة من السبعينيات. لا توجد مياه، فقط تسقط الأمطار. وعندما غادرتها وعادت إلى المنزل، لم تستطع التفكير إلا في تلك المدينة الصغيرة؛ فعادت إليها.
«شعرتُ بالغرابة لمغادرة جميع من أتوا قبلي لتلك المدينة. فقررتُ ألا أكون مثلهم، وبحثت عن مالك الأرض واشتريتها. وبدأت أنفق عليها لمعاودة الحياة فيها من جديد». هكذا تقول «موزا»، وتوضح كيف تفاجأت بعدم قيام أحد قبلها بهذا الأمر. وهذا هو الاختلاف بينها وبين أي شخص آخر زار نفس المكان.
«لم أكن أول من يزوره. كل ما في الأمر إنني أحببت تجربة شيء جديد قد يدفعني ذلك إلى المغامرة التي أحبها». وهكذا شرعت «موزا» تصلح وتستبدل وتبني من أول وجديد. بداية من وضع النوافذ؛ إلى تركيب الموقد. وحاليًا تقوم ببناء مقطورة وساونا.
تقول «موزا»: «هناك شيء يتشكل داخلي عند النظر إلى المدينة كمشروع؛ وإرادتي أن أجعله أفضل مما هو عليه. يُمكنني القيام بشيء فني أو إبداعي». قررت أن تطلقَ عليها بيت الشجعان بدلا من مدينة الأشباح. وقالت «موزا» إن كل ما يمكن أن تراه هو إمكانات المدينة والمواد العديدة التي يمكن العمل بها. ومؤخرًا أطلقت مبادرة لزيارة الفنانين للمدينة تحت اسم “بيت الشجعان”.

جعلت من المدينة معرضًا فنيًا يقصده كل الفنانين
ترحب «موزا» بالعديد من الفنانين لزيارة المدينة على شكلها الجديد. وتمدهم باللوازم الفنية، وراتب 500 دولار، يتم دفعها من خلال رسوم الـ 20 دولار التي تُفرض على المتقدمين. حيثُ يحصل الزائر على دعوة لمدة ثلاثة أسابيع دون راتب. في حين تم تأجيل زيارة فناني 2020 بسبب جائحة فيروس كورونا. ولكن طلبات الزيارة مفتوحة للعام الجديد من فبراير إلى مايو 2021. وتأمل موزا أن يحصل الزوار على منظور جديد للحياة، بدءًا من الموارد التي يستخدمونها في حياتهم اليومية، إلى تعلم كيفية العيش في الخارج على الطريق.

الكثير من الدروس الحياتية وراء مغامرتها
«أصبحت أكثر ثقة بقراراتي». هكذا تقول إيلين موزا، موضحة: «كنت خائفة في البداية، غير متأكدة ما إذا كنت اتخذت الخيار الصحيح أم لا؟ لكنني تعلمت أن أتبع شغفي. شغلتُ أيام بالعمل؛ ففقدت الكثير من الخوف، وتبدد قلقي من نظرة الناس والمجتمع. وفكرتُ: لو أنني بمفردي الآن؛ فذلك لا يعني أنني سأكون وحيدة إلى الأبد».