اكتشف عدد من العلماء حوالي 119 جمجمة بشرية، في برج الجماجم “الجديد” الذي يقع في مدينة مكسيكو سيتي. وذلك ضمن برنامج الآثار الحضرية PAU، الذي يطلقه المعهد الوطني للأنثروبولوجيا والتاريخ في المكسيك.
يعتقد العلماء أن تلك الفئة من الجماجم التي تم اكتشافها في هذه المنطقة، تأتي ضمن سبع مجموعات من الجماجم في «تينوخيتيلان Tenochtitlán» وهي عاصمة قبيلة الأزتيك قديمًا. وكانت تعد أكبر مدينة في العالم عندما غزاها الأسبان في أوائل القرن 16م. وكان بها معبد ضخم وقصر الملك والعديد من القنوات، لكنها دمرت على يد الأسبان. إلا أن حضارتها ظل لها تأثير على الثقافة المكسيكية حتى الآن.
تُعرف «تينوخيتيلان Tenochtitlán» الآن بـ «مكسيكو سيتي»، والتي تم اكتشاف حوالي 484 جمجمة بها. ويؤكد علماء الآثار على أن هذه الجماجم تعود إلى الفترة ما بين عامي 1486 و1502 على أقل تقدير.
السر وراء 119 جمجمة
على عمق حوالي 3.2 مترا من سطح الأرض، تم العثور على عدد من جماجم التي تم التضحية بأصحابها خلال أغرب وأعنف الطقوس لدى قبيلة الأزتيك. حيث تنتمي الكثير من جماجم إلى أطفال ونساء في أعمار مختلفة. وكانت هذه الكومات من الجماجم تدل على قوة وهيبة وهيمنة هذه القبيلة. وفي عام 1519 تم غزو العاصمة “تينوختيتلان” من قبل الأسبان، والذين قاموا برصف هذه الأنقاض.
وفي عام 2015 بدأت عمليات متتالية من البحث والتنقيب في هذه الأماكن، لتكشف المزيد من أسرار تلك الحضارة. وكان من أهمها تقديم الأسرى ككقرابين للآلهة من أجل بناء أبراج الجماجم العملاقة وإرهاب الغزاة.
ويشير علماء الآثار إلى أن بناء تلك الأبراج على هذا النمط من “الجماجم”؛ يعتبر أحد أهم الأبعاد الثقافية لقبائل الأزتيك. ويؤكد عالم الآثار الشهير راؤول باريرا يقول لـ «رويترز» إن كل هذه الجماجم ربما تعود إلى جماعة من الأسرى؛ كان من المعتاد تقديمهم كقرابين للآلهة.
ويعود برج الجماجم بمظهره المرعب، كما يؤكد خبير عالم الإنثربولوجيا روديجو بولانوس، إلى طقس يسمى في اللغة الأزتيكية “تزومبانتلي”. ويعتمد هذا الطقس على وضع الجماجم بشكل معين، من أجل إخافة الغزاة. ويقع هذا البرج في منطقة معبد “ويتزوبوتشلي” إله الشمس والحروب والتضحيات عند قبيلة الأزتيك. وقد بلغ قطره حوالي ستة أمتار تقريبا.
