حكايا ناس

مطعم يقدم آلاف الوجبات للمشردين مجانًا في ظل كورونا

تعلمنا الأزمات أهمية العطاء، وتكاتف الجهود الإنسانية كي نتجاوز أزمتنا بسلام. ولذلك قد برزت العديد من المواقف الإنسانية الملهمة في ظل أزمة كورونا، والتي من خلالها تقل وطأة الظروف الاقتصادية العصيبة التي يمر بها العالم.

بطل قصتنا هو صاحب مطعم أمريكي، قرر توزيع وجبات طعام مجانية على الفقراء والمشردين. لكنه تعثر وكاد أن يفلس في ظل جائحة كورونا. ولكن دائرة العطاء استمرت ولم تتوقف.. فكيف حدث ذلك؟

كان «كازي منان»، صاحب مطعم معروف، يقدم وجبات مجانية لأي فقير أو مشرد يقصد مطعمه. وظل يطعم مئات الأشخاص يوميا بلا مقابل وبشكل غير مشروط حتى كاد أن يخسر كل أمواله وموارده، بسبب الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم في ظل انتشار وباء كورونا.

حملة استكمال العطاء

عندما علم بعض المتبرعين بنشاط «كازي منان» الخيري، بدأوا بالمساهمة معه في مشروع إطعام الفقراء. كما قرر أحدهم إطلاق حملة لجمع التبرعات ليستكمل النشاط الخيري الذي بدأه.

وبالفعل استطاعت الحملة جمع تبرعات مالية بلغت حوالي 331430 دولارًا، من أكثر من 7100 شخص. ومازالت التبرعات في التدفق، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.

يقول أحد المتبرعين في مقابلة مع شبكة «إن بي سي» واشنطن: «لم أعتد أن أرى شخصًا يسقط دون عمل شيء. فلماذا لا أمد يدي له؛ لأساعده فربما ألتقطه». ويقول «كازي منان» وهو غارق في الدموع: «هذه دموع الفرح شكرا لكم أيها الطيبون على جميل صنعكم».

مطعم الخير

يرى آلاف المتبرعين أن «كازي منان» هو الشخص الكريم. فقد كان قبل انتشار فيروس كورونا يقدم أكثر من 80 وجبة مجانية للمحتاجين يوميًا. ويقول «كازي منان»: «كان يتحطم قلبي كلما رأيتُ الناس يبحثون عن الطعام في صناديق القمامة».

أصبحت شوارع المدينة مهجورة منذ فرض ظروف الحجر الصحي، واتجاه الجميع للعمل من المنزل. و كان على «كازي منان» أن يترك موظفيه يذهبون، ولم يصبح أمامه من سبيل سوا أن يغلق المطعم.

قرر أحد أفراد الأسرة في حيرة من أمره إطلاق حملة للمطعم الشهير في نوفمبر الماضي. وكتب عبر صفحات السوشيال ميديا قائلًا: «نحن في ظل الوباء نتطلع إلى البقاء على قيد الحياة هذا الموسم. حتى لا تغلق أبواب المطعم في وجه الكثير من المحتاجين. كل سنت يحمل نفس الأهمية في الحفاظ على هذا الحلم. تبرع بما تستطيع. فهناك المئات سيقدرون دعمكم وصلواتكم».

ومع استمرار الحملة لأكثر من شهر، نجحت التبرعات في إنقاذ المطعم الذي يخدم الفقراء والمحتاجين في الاستمرار رغم ظروف كوفيد- 19 الصعبة. فالخير ولو قليل دائم، أفضل من كثير زائل.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى