طبيب الغلابة يعود من جديد


خيم الحزن على مدينة طنطا برحيل الدكتور محمد مشالي وإغلاق عيادته. حيث وهب حياته لعلاج المرضى من الفقراء مجانًا، وعُرف بين الناس بـ «طبيب الغلابة». ولكن يبدو أن الخير يأبى أن يتوقف. إذ افتتح العيادة مرة أخرى؛ الدكتور حسني قطب استشاري الجراحة العامة والكبد بمستشفى المنشاوي في طنطا.
مسيرته المهنية
بدأ الدكتور حسني قطب، تكليفه المهني في محافظة البحيرة، رغم أنه من مواليد طنطا. وعمل في مستشفى كفر الزيات ومعهد الأورام في طنطا. وبعد حصوله على ماجستير الجراحة العامة؛ سافر إلى السعودية وعمل عدة سنوات. ثم عاد ليعمل في معهد الكبد. وكان يمتلك عيادة خاصة في ميدان التحرير بالقاهرة، لكنه استقر حاليا في مدينة طنطا. ويعمل استشاريّ جراحة في مستشفى المنشاوي بمدينة طنطا. وبجانب عيادته الخاصة، قرر أن يتولى عيادة الدكتور مشالي التي تقدم خدماتها بأسعار رمزية للغاية للمحتاجين.
سبب إعادة فتحه للعيادة من جديد
يروى الدكتور «قطب» أنه أراد أن يستكمل مسيرة الدكتور مشالي. فعندما فتح العيادة من جديد كان السؤال الأول للناس عن سعر الكشف، فأخبرهم أن قيمة الكشف ستكون خمسة عشر جنيهًا، والمريض غير القادر على دفعهم سيتلقى الكشف مجانا.
«هذا أقل شيء أقدمه للناس. فهم في أمس الحاجة في مثل تلك الظروف الصعبة». هكذا يقول الدكتور حسني قطب، موضحًا جهوده في التواصل مع صاحب البيت، الذي ساعده على استلام العيادة بعد أن علم بعزمه على استكمال مشروع الدكتور «مشالي» الخيري. ثم أعد العيادة بالتشطبيات اللازمة والأجهزة اللازمة من أجهزة أكسجين وسونار وأشعة وما إلى ذلك على نفقته الخاصة. يقول الدكتور حسني قطب: «الدكتور مشالي علم من أعلام الغربية. وأردتُ أن أستكمل جميل صنعه. أنا ابن طنطا في الأساس وهذا أقل شيء لأهالي بلدتي».
سنرحل وسيبقى العمل
يقول «قطب»: «الناس سعداء ويدعون لي كثيرًا. سنرحل جميعًا وسيبقى العمل. هذه العيادة مكان للعطاء ودكتور مشالي رمز للعطاء. كما أدعو المستشفيات أنا على استعداد لعمل أي عمليات جراحية بالمجان أو بأجر مخفض. أرحب بأي تعاون من الأطباء معي كما أحب تضافر مراكز الأشعة والتحاليل والصيدليات في التبرع للمرضى غير القادرين حتى نستكمل الخير».
أعضاء فريق الدكتور مشالي والذين يعملون معه منذ أربعين عام؛ تعاونوا مع الدكتور «قطب» بمجرد ما عرفوا نواياه لاستكمال «علاج الغلابة». بلغني أن أسرة دكتور مشالي سعيدة بإعادة فتح العيادة. سأتفرغ إلى عملي بعيادة دكتور مشالي وسأوهب إليه ثواب العمل فيها.
يقول الشاعر فؤاد حجاج في تتر مسلسل حديث الصباح والمساء: ولا شيء يعطر حياتنا يمد في مداها غير سيرة عاشت هنا أكتر صاحبها ما عاش. أن تعيش حياتك لتعطي بلا مقابل شيء لا يضاهيه ثمن، فإذا رحلت ستبقى سيرتك عطرة في فم من خدمتهم ومن وهبت حياتك لتخفيف ألمهم وإسعادهم. هذه حكاية الدكتور مشالي الذي لم يرحل حتى بعد وفاته. وحكاية الدكتور حسني قطب الذي يستكمل مسيرة من العطاء لا تنقطع عبر الزمن.