حكايا ناس

من دفتر أساطير كرة اليد في مصر.. بلال والأحمر وحسين زكي

تستعد مصر لاستضافة كأس العالم لكرة اليد، في الفترة من 13 إلى 31 يناير الجاري، وهي إحدى اللعبات الرياضية التي تمتلك مصر باعاً طويلاً فيها، إذ حققت العديد من الانجازات وحصدت العديد من الألقاب سواء على المستوى الإفريقي أو العالمي.

يزخر تاريخ لعبة كرة اليد في مصر بالعديد من الأبطال المنسيون، إذ لم يحظ العديد من لاعبين كرة اليد إلى الشهرة التي يحظى بها لاعبي كرة القدم، لذا حاولنا أن نسلط الضوء على بعض أشهر لاعبي كرة اليد في تاريخ مصر.

أحمد بلال.. العميد ابن الإسكندرية
أحمد بلال أمام فرنسا قبل نهائي كأس العالم 2001
أحمد بلال أمام فرنسا قبل نهائي كأس العالم 2001

 

لم يختلف الأمر كثيرًا بالنسبة إلى اللاعب الدولي أحمد بلال، صاحب لقب عميد لاعبي العالم، إذ الصدفة وحدها قادته إلى لعب كرة اليد واحترافها وتحقيق بطولات وألقاب حفرت في تاريخ اللعبة.

يحكي أحمد بلال لـ«الناس.نت» عن بداياته وكيف التحق بفريق النادي الأولمبي السكندري، إذ كانت الصدفة هي السبب الاول، يقول بلال: “كنت في التاسعة من عمري، وكنا أعضاء في النادي الأولمبي وأثناء تواجدنا داخل أسوار النادي أنا وشقيقي، ذهبنا إلى أحد اختبارات كرة القدم لقضاء الوقت ليس أكثر”.

كان من الممكن أن يكون أحمد بلال أحد لاعبي كرة القدم الناجحين إذ كان يتميز بقوة بدنية وسرعة يؤهلانه لأن يحجز مكانه في أحد كبار الأندية إلا أن ما رآه خلال اختبارات كرة القدم لم يحظى باهتمامه ففضل أن يمضي في طريقه، يقول بلال: “كنت وشقيقي ننتظر الاختبارات لكن أصابنا الملل فقرننا الانصراف وأثناء تواجدنا داخل النادي أحد الاصدقاء عرض علي حضور تدريب لفريق كرة اليد.. ومن هنا بدأت رحلتي مع عالم كرة اليد”.

لم يكن يتصور “بلال” أن يصل إلى أعلى المستويات، فهو كان يتمنى فقط قضاء وقته داخل النادي، إلا ان اللعبة استحوذت على أفكاره ونسق حياته: “عشقت اللعبة، أدركت انها ستشكل حياتي، فضلت أن أمضي في طريقي برفقتها وأن احقق انجازات تبقى في تاريخ اللعبة”.

خلال فترة ممارسته لكرة اليد بالتحديد في عمر الـ 14، الح عليه عدد من مدربي كرة القدم وألعاب القوى أن ينضم إلى فرقهم، إذ يمتلك المؤهلات اللازمة ليكون أحد أهم اللاعبين: “طالبني عدد من المدربين بالانضمام إلي فرقهم وخاصة ألعاب القوى، وبالفعل كنت ضمن فريق المدرسة في رياضة ألعاب القوى، لكن ظلت كرة اليد هي المسيطر الأكبر على فكري”.

خلال فترة ممارسته لكرة اليد وتحقيقه للألقاب والجوائز فضلا عن احترافه لكرة اليد في النمسا وقطر وغيرها، تعرض بلال لعدد من المواقف المحجرة في مسيرته، يقول بلال: “خلال إحدى مباريات المنتخب في بطولة افريقيا عام 88 التي أقيمت في تونس، سقطت العدسات اللاصقة من عيني ولم اجدها ولم أخبر أحدا واستمريت في لعب المباراة بعين واحدة”.

الأحمر عائلة صنعت مجد اللعبة
مصطفى الأحمر وابنه أحمد أسطورتان في عالم اليد
مصطفى الأحمر وابنه أحمد أسطورتان في عالم اليد

بدأت حياتي عاشقا لكرة القدم، كنت أداوم على الذهاب إلى مركز شباب دمنهور.. هناك بدأ كل شيء.

يروي مصطفى الأحمر أحد أيقونات كرة اليد في تاريخ مصر، بدايته مع كرة اليد وكيف التعثر في احتراف كرة القدم هو من قاده إلى أن يكون أيقونة كرة اليد التي نعرفها.

يقول الأحمر: «فشلت في إثبات نفسي للمدير الفني، حينها كنت في العاشرة من عمري، لم أستطع تقديم ما يغير رأي المدير الفني وضمي ضمن فريقه، شعرت ببعض الإستياء، كنت ومازلت عاشقا للرياضة، لا أرى نفسي أفعل شيئا غير ذلك».

الصدفة وحدها من قادته إلى الاهتمام بلعب كرة اليد أحد الألعاب الرياضية ذات الاهتمام الجماهيري القليل، يقول الأحمر: «الصدفة وحدها قادتني إلى ممارسة كرة اليد، كانت سبيلا لتفريغ طاقتي، سرعان ما لفت الانتباه وانطلقت من مركز شباب دمنهور إلى نتخب مصر لكرة اليد».

على مدار سنوات كانت الاندية الشعبية ذات الجماهيرية والتي تنافس على البطولات هي من يتم الاعتماد على لاعبيه للانضمام إلى المنتخب إلا أن ضم مصطفى الأحمر من كركطز شباب كان في ذلك الوقت صدمة ونقلة نوعية في آن واحد: «إنجاز كبير بالنسبة لى ولمركز شباب دمنهور، جرت العادة أن يتم اختيار لاعبي المنتخب من أندية الأهلي والزمالك فكان اختياري مفاجأة وصدمة كبيرة وفرحة لا توصف».

رغم انضمامه إلى منتخب مصر إلا أنه بقي لاعبا في مركز شباب دمنهور، وصدفة آخرى سهلت مأمورية وصوله إلى نادي الزمالك، يقول الأحمر: «كنا في نهايات 1974 على ما أذكر، وقد كان حان وقتي لأن انضم إلى القوات المسلحة وأثناء تأدية الخدمة العسكرية رزقني الله بقائد الكتيبة يحب الرياضة وعضوا بنادي الزمالك ورويت له قصتي وظروفي، على الفور تواصل مع الدكتور كمال درويش لتتحول بوصلة حياتي من مركز شباب دمنهور إلى نادي الزمالك وأصبح أحد لاعبي الفريق لتبدأ مرحلة جديدة من مسيرتي».

ينضم الاحمر إلى الزمالك ويبدأ رحلة توهج كبيرة داخل النادي الملكي، ويحقق أول بطولة له عام 1977 ويحصل على مكافأة 100 جنيه كاملة، يقول الأحمر عن تلك اللحظة: «ما زال احساس النشوة والسعادة يزورني عند تذكر تلك المحطة الهامة في مسيرتي، لم نكن نتقاضي مبالغ مالية كبيرة، لكن احساسنا بالانجاز كان أعظم من أموال الدنيا».

 

الصدفة تلعب دورها في حياة حسين زكي

«لا أعرف لماذا عشقت كرة اليد، مارستها منذ طفولتي وبالصدفة ويشاء القدر أن تتحول إلى محور حياتي في الحاضر والماضي والمستقبل».

بينما كان الطفل حسين زكي يلهو داخل حجرته، تعرض جارته أن تصطحبه برفقة نجلها إلى نادي النحاس للعب مع الأطفال، هناك بدأ صاحب الـ 5 سنوات التعرف إلى كرة اليد وتتسلل إليه محبتها.

يقول حسين زكي: «بدأت ممارسة كرة القدم حارسا للمرمى، كنت جيدا وتم اختياري ضمن فريق المدرسة ومن ثم المنطقة، لكني لم أجد متعة فيها، شعرت أن متعتي في كرة اليد التي أمارسها منذ نعومة أظافري».

كرة القدم هي اللعبة الاكثر جماهيرية وتنال اهتمام الإعلام ويتلقى لاعبوها الأموال لقاء انجازاتهم على غرار لعبة كرة اليد التي تعد واحدة من اللعاب المظلومة، يقول زكي: «كرة اليد لعبة هامة جدا، تحتاج إلى قوة بدنية وفكر ولياقة، لكن لسوء الحظ يتم التعامل معها على كونها لعبة قليلة الجمهور ولا تدر مبالغ مالية على الاندية لذا يقل الاهتمام بها أو على الأقل في الفترة التي مارست فيها كرة اليد».

نجح زكي في الوصول إلى أعلى المستويات وحقق نتائج وجوائز عديدة، وكان أحد أكثر المحترفين نجاحا إذ انضم إلى نادي سوسيداد ريال الأسيباني ليكون أحد أهم المحترفين في عالم كرة اليد يقول زكي عن تلك الفترة: «لم يسمع أحد عن نجاحاتي وما حققته خلال تلك الفترة، لم يتم عرضه على الجمهور غياب السوشيال ميديا وكذا الاهتمام الإعلامي كان سببان رئيسيان في عدم تسليط الضوء على أهمية كرة اليد».

خلال فترة احترافه، كانت أعلى مكافأة حصل عليها 15 ألف جنيه عندما حقق برفقة منتخب مصر تالت العالم في بطولة العالم عام 1999، يقول زكي: «حققنا انجازا تاريخيا، لم نحظى بأي اهتمام يذكر، يسلط الإعلام الضوء لبضعة أيام ثم يختفي الحديث عن كرة اليد، في الوقت الذي كان يسلط كافة أدواته على كرة القدم كانت كرة اليد في نهايات جدول اهتماماته، على الرغم من عدم وجود تقدير مالي كبير فقدنا أيضا التقديم الرياضي».

يشعر حسين زكي أن الاهتمام الجماهيري بكرة القدم أثر بالسلب على كرة اليد على الرغم من انلجاحات المضاعفة التي حققها لاعبو كرة اليد سواء على مستوى الفرق أو المنتخبات.

«علينا أن نولي اهتمام بكرة اليد، لدينا لاعبين على قدر كبيرة من الاحترافية والقوةوالإلتزام، نفقد أثرهم واحدا تلو الىخر في ظل حالة التعتيم الإعلامي التي تمارس على اللعبة، لو كان لي أمنية فهي أن يتم عرض مباريات الدوري والمنتخب على كافة القنوات لتحظى باهتمام الرعاة والجماهير».

 

وراء كل حجر ..

Share on facebook
Share on whatsapp
Share on twitter
Share on linkedin
Share on email

اقرأ أيضاً:

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى