غادة والياسمين.. الوجه الآخر لزجاجة عطرك

في النصف الثاني من كل عام، وتحديدًا ما بين شهري يونيو ونوفمبر، يتمكن مزارعون من مصر وحدها من جمع زهور الياسمين البيضاء الذي يعرف بموسم حصاد الياسمين، ما يكفي نصف إنتاج العالم من عجينة الياسمين. والتي تدخل في صناعة أغلب العطور العالمية الفاخرة.
قد يبدو الأمر مدهشا، فمصر والهند وحدهما ينتجان ٩٥٪ من إنتاج العالم من الياسمين.
وفي مصر فقط تتركز زراعة الياسمين في وسط الدلتا، حيث تقع أكثر من٩٠٪ من مزارع الياسمين في محافظة الغربية. وبالتحديد في مدينتي قطور وبسيون، وقرية تُسمي “شبرا بلولة” وهي الأشهر.
وفي موسم جمع الياسمين في مصر، تركز القنوات التلفزيونية المحلية والدولية على جمال وروعة هذه الزراعة التي تميز دلتا النيل. إنه أمرٌ يدعو للفخر.. ولكن كم من المصريين على دراية بأن بلدهم ينتج هذا الكم الهائل من الياسمين؟
هناك تقريبا ٥٠ ألف أسرة في محافظة الغربية؛ يشكل جمع وزراعة الياسمين المصدر الرئيسي والحيوي لدخلها الدائم.
ولقد قررت «الناس. نت» أن تنقل لكم جزءًا من حياة الشقاء المجهولة وراء زراعة الياسمين في مصر. من خلال معايشة يوم كامل منذ الثالثة فجرا؛ حيث يبدأ العاملون في جمع الياسمين، وحتى صباح اليوم التالي.
ولقد كشفت لنا قصة “غادة” التي عاشت حياتها كلها تجمع هذه الزهرة منذ نعومة أظافرها وحتى اليوم؛ معاناة من نوع آخر يعانيها جامعو الياسمين. ولا يخفى على الكثيرين أن الياسمين يستخدم في صناعة العطور، والنسائية بالأخص. ويمكنك بعد مشاهدة التقرير التالي أن تعرف إلى أي مدى تشهد كل زجاجة من عطر الياسمين على عرق وشقاء نساء أخريات.