سوشيال ناس

التنمر الإلكتروني.. المراهقون الأكثر عرضة و«انستجرام» هو السبب!

شاع مؤخرًا؛ نوع من استغلال شبكة الإنترنت بهدف الإيذاء المتعمد للآخرين. وهو ما يُعرف بـ «التنمر الإلكتروني». وهي ظاهرة مؤرقة لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بشكل عام، وتُعرف أيضًا باسم «البلطجة الإلكترونية».

ويُمثل إرسال رسائل متكررة بشكل مُلح؛ أو نشر صور أو معلومات من شأنها أن تخدش الحياء. أو حتى ترك تعليقات مسيئة أو الساخرة على صور الأفراد عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ شكلًا من أشكال التنمر الإلكتروني. فمجرد تعليق واحد سلبي قد يكون من  شأنه أن يلحق الضرر بشخص ما. وقد يدفعه إلى الاكتئاب، وفي بعض الحالات إلى الانتحار.

 المتنمرون عبر الإنترنت جبناء

الغيرة أم النقص؟

وتقول الدكتورة عزة فتحي، أستاذ علم الاجتماع في جامعة عين شمس، في تصريح لـ «الناس. نت»، إن المتنمرين لديهم إحساس مبالغ فيه إما بالنقص أو التعالي. فقد تجد امرأة متواضعة الجمال سببًا للتنمر على فنانة جميلة. أو قد يكون لدى المتنمر إحساس متزايد بأنه شخصية مثالية، وأنه لا يوجد من هو أجمل منه.

التنمر الإلكتروني، فعل عدواني متعمد، قد يقوم به فرد أو عدة أفراد. عبر الإقصاء أو التشهير ونشر الفضائح. وتمثل المضايقات أو المراقبة والملاحقة الإلكترونية، نوعًا من التنمر، وكذلك سرقة الحسابات، ونشر معلومات مسيئة عن شخص ما. وحتى نشر الألفاظ البذيئة بشكل عام يمثل نوعًا من التمر الإلكتروني.

المتنمر الخفي

يقول خبراء علم الاجتماع، أن جزءًا من شيوع ظاهرة «التنمر الإلكتروني» سببها الانترنت نفسه. ويتساءلون: هل من يمارسون التنمر الإلكتروني أو أية جريمة إلكترونية أخرى، يمكنهم ممارستها على أرض الواقع؟

تسمح شبكة الإنترنت لمستخدميها، بالتواصل عبر عدة حسابات. وقد تمثل هذه الحرية والسهولة في التواصل، نوعًا من الاستغلال الخاطئ لبعض الأشخاص كي يظهروا بهويات مجهولة. عبر حسابات وهمية، يمكنهم من خلالها ممارسة بعض جرائمهم الإلكترونية، دون أن يُستدل عليهم.

وترى الدكتورة عزة فتحي، أن المتنمرين عبر الإنترنت؛ لا يملكون الشجاعة للإفصاح عن آرائهم في الواقع. موضحة: «صار الإنترنت الآن في كل يد، هذا ما يجعل التعليقات الساخرة أو المؤذية للآخرين أسهل شيء يمكن ممارسته دون رادع». وتؤكد أن عدم وجود تشريعات قانونية تحدد التنمر الإلكتروني وتجرمه، فضلا عن كثافة استخدام الهواتف الذكية مؤخرًا؛ سببًا في شيوع هذه الظاهرة.

عصر السوشيال ميديا

تعتبر فئة المراهقين، من أكثر الفئات استخدامًا للإنترنت لساعات طويلة. فعلى سبيل المثال؛ يقضي الصبية والمراهقون في الولايات المتحدة من 5- 7 ساعات يوميًا للترفيه عبر الإنترنت.

ويقول حوالي 54% من المراهقين إنهم يقضون الكثير من الوقت عبر هواتفهم المحمولة. ويقول 41٪ منهم إنهم يبالغون في ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كما أبلغ 42٪ من المراهقين عن شعورهم بالقلق عندما لا يتمكنون من الوصول إلى هواتفهم المحمولة!

وأفاد 37٪ من طلاب المدارس الإعدادية والثانوية في الولايات المتحدة أنهم تعرضوا للتنمر عبر الإنترنت مرات عديدة. وأنهم تلقو صورًا فاضحة دون إرادتهم. وذلك وفق تقارير مركز أبحاث التنمر الإلكتروني. والتي تؤكد أن الشباب الذين يتنمرون على الآخرين هم أكثر عرضة للاستدراج لإدمان الكحول، وربما يتحولون إلى مجرمين في المستقبل.

وتؤكد الدكتورة عزة فتحي، أن المرأة والأطفال والفئات المهمشة مثل ذوي الاحتياجات الخاصة؛ هم الأكثر عرضة للتنمر. خاصة عبر الانترنت.

وأفادت بعض التقارير الإحصائية في الولايات المتحدة، أن المراهقين من العائلات ذات الدخل المنخفض هم الأكثر عرضة للتنمر الإلكتروني، من أبناء العائلات ذات الدخل الأكبر نسبيًا. لأنهم يقضون وقتًا أطول عبر الإنترنت بلا ترشيد للاستخدام.

وتشير الدكتورة عزة فتحي، إلى ضرورة وجود برامج تربوية في المدارس والحضانات، لتنشئة الصغار والمراهقين. مؤكدة على أن الدور التوعوي المنوطة به مؤسسات رعاية النشء بداية من الأسرة، ثم المدرسة، حتى مؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام؛ له تأثير كبير في إرساء قيم الاحترام، والوعي بحقوق الغير، ورفض انتهاك حرمة أو خصوصية الآخرين.

مشاهير ضد التنمر

أعلنت الفنانة المصرية يسرا اللوزي مؤخرًا؛ استنكارها للتنمر الذي طال ابنتها عبر أحد التعليقات المسيئة عبر إنستجرام. فقد وصفها أحد التعليقات بأنها «أم الطرشة». وذلك عقب ظهورها إعلاميا والحديث عن مشكلة ابنتها في القدرة على السمع بشكل طبيعي. وأشارت يسرا اللوزي في تعليقها إلى أنها فخورة بأنها أم لطفلة صماء ستصبح إنسانة متفوقة ومثقفة وتعتمد على نفسها بدون أن تكون عبئا على أحد. مقدمة توعية بخصوص مصطلح “الطرش”.

وعقب تلك الواقعة، طالب هشام حسين، عضو مجلس النواب، بوجود بيئة تشريعية تسمح بمعاقبة كل صور وأشكال التنمر. وأوضح أن مجلس النواب في عام 2015، أصدر تعديلات على قانون العقوبات، تضمنت تعريفًا واضحًا للتنمر. فيما تضمن عقوبات صارمة تصل إلى الحبس عام، وغرامة تصل إلى 100 ألف جنيه.

وفي نفس السياق، تعرضت الإعلامية بسمة وهبة للتنمر عبر «إنستجرام»، عقب نشر صور لجولة تسوق لها مع ابنتها في دبي. وكتبت قائلة: «عشان المتنمرين اللي مستكترين إني خارجة أنا وبنتي بنتفسح. هذا ما وراء الكواليس التي لا يراها صم أو بكم». مضيفة إنها كانت تروح عن ابنتها التي أصيبت مؤخرًا بفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي أفادت فيه بعض التقارير أن موقع التواصل الاجتماعي «انستجرام» يشهد حالات عديدة من «التنمر الإلكتروني»، أكثر من أية منصة أخرى. أطلق موقع «انستجرام» نوفمبر الماضي؛ حملة «حاسبوا على كلامكم» لمكافحة التنمر عبر الانترنت. بدعم من المجلس القومي للمرأة. وشاركت في الحملة الفنانة يسرا، والفنانة منى زكي وابنتها لي لي، والإعلامية ريا أبي راشد.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى