حكايا ناس

الهوس بالشهرة والربح… لماذا يدعي البعض المرض؟

مريض يستحق التعاطف أم مدعي شهرة؟.. سؤال ورد في ذهن المتابعين الأيام الماضية إثر ظهور شاب مصري يدعى محمد قمصان، زاعما إنه مريضا بالسرطان في محافظة دسوق بكفر الشيخ، لتتحرك النيابة العامة للقبض عليه بتهمة نشر أخبار كاذبة.

بداية القصة

وبدأت القصة حين انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي منشورات لقمصان، يطالب المتابعين له بالشفاء، وقد قام بمتابعة العديد من مجموعات الدعم لمرضى السرطان والاشتراك بها، ونشر صور لمرضى السرطان زاعما إنها صوره وهو صغير في السن. ما أثار الشكوك حول قصة الشاب، وطالبت جمعيات لمرضى السرطان منه إرسال ما يثبت حقيقة زعمه لكنه رفض، وقام بمسح الصور على الفور.

وعقب ذلك، نشرت والدة الشاب فيديو على مواقع التواصل، لتؤكد فيه أن نجلها يعاني من السرطان منذ أربعة أعوام، وأنه مصاب بجلطة بعد تعرضه لحالة نفسية سيئة بعد ما سمعه من تعليقات وتشكيك في مرضه.

قرارات النيابة العامة

ورصدت وحدة الرصد والتحليل بمكتب النائب العام الواقعة لقمصان، إذ أنه أدعى إنه محارب للسرطان، ويأسه من العلاج واستسلامه للموت، وذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وذكر بيان النيابة العامة، أن قمصان متهم بإدعاء المرض ونشر منشورات كاذبة، المتهم وتأثيره سلبًا في بعض المرضى الحقيقيين الذين انتابتهم لذلك حالةٌ من اليأس والإحباط، مما أدى إلى إيقاف عدد منهم للعلاج. وتحقق النيابة العامة في الواقعة.

من جهتها، استدعت مباحث مركز دسوق، التابعة لمحافظة كفر الشيخ محمد قمصان للتأكد ومعرفة صحة مرضه بالسرطان وما يثبت ذلك من تقارير طبية، ولكن الشاب لم يقدم أي إثبات يدل على صحة زعمه بالمرض، لذلك تم تحويل الشاب إلى النيابة، لسؤاله عما نسب إليه من الاتهامات.

سلوك منحرف

وتعليقا على وقائع إدعاء المرض، يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي إن إدعاء المرض بهدف الشهرة أو التربح هو في الأصل سلوكا شخصيا منحرفا، ويعد شكلا من أشكال الشخصية السيكوباتية المضادة للمجتمع.

ويوضح فرويز في تصريح لـ”الناس دوت نت“، أن الشخصية المدعية للمرض تكون في العادة شخصية سلبية، تعاني من اللامبالاة، لا يوجد لديها أحاسيس حقيقية، إنما تدعي المرض من أجل تقمص شخصية الضحية، وطلب التعاطف من المجتمع.

ويؤكد استشاري الطب النفسي أن الشخصيةالسيكوباتية المدعية للمرض تكون تشكلت من السلوك والخبرة المجتمعية، إذ أن الشخصية تتكون من ثلاثة أشياء: الأسرة والتربية والخبرة الشخصية، مضيرا في الوقت ذاته أن علاج مثل تلك الشخصيات يتطلب تغير العنصر الثالث في بناء الشخصية وهو الخبرة الخاصة بهذا الشخص.

ويوضح فرويز أن الشخصية المدعية تحقق لذة كبيرة بتصديق الناس لها، وهو اضطراب يمكن علاجه.

مسلسل أمريكي

ولا يعد إدعاء المرض من أجل الحصول على التعاطف أو الأموال أو الشهرة، أو كل هذه الأسباب معا أمرا جديدا، إذ توجد وقائع مماثلة كُشفت عقب ذلك.

ولعل أشهر تلك الواقعة قصة الطفلة الأميركية جيبسي روز، والتي حين تعرقلت في منزلها، اتخذت زوجة أبيها من هذه الواقعة فرصة من أجل ضرورة وجود كرسي متحرك لها، وبالغت في مرضها، ولم تعتبرها إصابة عادية.

الأمر الذي تسبب في تعجب من حولها، ورغم محاولاتهم الجاهدة في إقناعها، إلا أنها لم تتقبل، ولم تصدق إلا ما قالته.

تطورت قصة روز، وقد صممت زوجة أبيها بأن تحلق شعرها كاملا، وتدعي إنها مصابة بمرض خطير، وتنهر البنت حين تحركت، وتصمم أنها لا ينبغي لها الحركة من الكرسي المتحرك، وأدعت زوجة أبيها أن الإعصار الذي طال منزلهم أضاع أوراق مرضها الخطير.

ذلك الإدعاء جعل المحيطين يتعاطفون مع الأم والابنة، ويقدمون لها الدعم المادي والمعنوي، وتتربح الأم ماديا من هذا الإدعاء، لكن الأمر انكشف حين امتلكت الفتاة هاتفا بشكل سري وظلت تراسل أحد الشباب، والذي ساعدها على مقاومة زوجة أبيها، ولكن الأمر تطور بمقتل الفتاة لها طعنا عدة طعنات متتالية.

وهربت الفتاة والشاب الذي تعرفت عليه، وحين ألقي القبض عليها وانكشفت القصة كلها، خفف حكم الإعدام على الفتاة إلى عشر سنوات فقط. القصة قدمت كمسلسل من إنتاج شبكة “هولو” وعنوانه “ذا أكت”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

اقرأ أيضا:

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى