حكايا ناس

كيف وطدت الرسائل صداقة سيدتين 70 عامًا دون لقاء؟

وجود صديق في الحياة يهون عليك مصاعبها ويشاطرك أفراحها وأحزانها. يقسم معك ذكرياتك ولا ينساك حتى إن مر على صداقتكما سنوات طويلة. لكن ماذا عن صديقتين لم يلتقيا طوال سبعة عقود سوى ثلاث مرات فقط؟ ورغم ذلك استمرت مراسلاتهما عبر السنين إلى الحد الذي توطدت فيه صداقتهما لأكبر درجة ممكنة.

في عام 1950، بدأت جيل ستريتون البالغة من العمر 12 عامًا بالكتابة إلى فتاة في اسكتلندا، تُدعى كاثي ألكسندر. ورسالة عبر رسالة نمت صداقة بينهما، استمرت مدى الحياة. قالت السيدة «ستريتون»: «مع الوقت أصبحت ألكسندر واحدة من أفراد العائلة. وعندما دخلتُ منزلها، وجدتُ صورًا لي، كأنني دخلتُ منزلي!».

احتفاظ ستريتون بالعديد من الرسائل والصور الخاصة بصديقتها ألكسندر.
احتفاظ ستريتون بالعديد من الرسائل والصور الخاصة بصديقتها ألكسندر.
اللقاء ات الثلاث 

التقت الصديقتان ثلاث مرات فقط، خلال أعوام 1982 و1988 و2000. لكن مراسلاتهما استمرت دون انقطاع عبر سبع عقود كاملة. تحدثتا في رسائلهما عن كل شيء: الدراسة، الزواج، الأمومة، الأفراح والأحزان. تقول «ستريتون»: «نتشاركُ كل شيء. فعندما فقدتُ زوجي، وقتها كان عمري 54 عامًا. وفي غضون 24 ساعة وجدت مجموعة متنوعة من صناديق الفاكهة أمامي، أرسلتهم لي كاثي. لم أصدق كيف عرفت بالخبر، حتى يومنا هذا ما زلت لا أعرف كيف أخبرتها ابنتي، ليس لدي أي فكرة تمامًا.

نسخة من الرسالة الأولى التي كتبتها جيل ستريتون إلى صديقها الاسكتلندية
نسخة من الرسالة الأولى التي كتبتها جيل ستريتون إلى صديقها الاسكتلندية
صداقة عبر الكلمات

في الصغر عندما كانت جيل ستريتون تلميذة، راسلت إلكسندر التي كانت حينها في اليونان. وتقول السيدة ستريتون: «في الخمسينيات، استغرق وصول الرسالة ستة أسابيع كاملة. كان علي الانتظار ستة أسابيع أخرى لترد عليّ».

بصفتهما تلميذات، كتبت كل منهما عن المدرسة والأخوة الأصغر سنًا، وأرسلتا مع الرسائل هدية صغيرة مثل منديل صغير جميل. وعندما كبرا نسبيا، شاركتا أخبارًا عن حفلات الزفاف الخاصة بهما عبر البريد مع صور حفلات الزفاف المرفقة في رسائل.

تشمل الموروثات العائلية لكلتا المرأتين هدايا عزيزة مثل شال رقيق، أُرسل من اسكتلندا للاحتفال بميلاد ابنة السيدة ستريتون الأولى في السبعينيات، والذي استخدم مؤخرًا أيضًا في احتفال ميلاد أول حفيد لها.

عندما التقت الصديقتان أخيرًا عام 1982 لأول مرة بعد ثلاثة عقود من المراسلات، قالت ستريتون إنهما كانا قريبتين مثل الأخوات.

روت السيدة ستريتون: ما زلنا معًا كأي وقت مضى قبل 70 عامًا، إنه إنجاز كبير، وحكت ألكسندر: لدينا رؤية مماثلة للحياة بشكل عام.

التقى أصدقاء القلم ثلاث مرات فقط خلال 70 عامًا.
التقى أصدقاء القلم ثلاث مرات فقط خلال 70 عامًا.
التكنولوجيا ليست بديلة عن الرسائل المكتوبة بخط اليد

مع تطور تكنولوجيا الاتصالات، اعتقدت كل منهما أنها ستلجأ لاستخدام الفيديو كول عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمزيد من التواصل، لكنهما ظلتا حريصتين على ارسال الطرود البريدية لبعضهما البعض. تحكي السيدة ستريتون حاولنا استخدام مكالمات الفيديو لكن لم تغنينا عن الرسائل المكتوبة بخط اليد. تحمل مشاعر خاصة بيننا. طرود أعياد الميلاد مدهشة والحروف فيها واضحة وجيدة. ولكن مع زيادة تكلفة البريد نكتفي بإرسال بطاقات بريدية للمعايدة وأوقات نستخدم البريد الالكتروني.

السيدة ستريتون
السيدة ستريتون

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى