من مدرس لغة انجليزية براتب لا يتعدى الخمسة عشرة دولارا إلى قطب هائل في عالم التكنولوجيا وأغنى رجل في الصين ومصنفًا ضمن أكثر رجال العالم ثراءً. إن كنت تعيش في الصين فسوف ترى شركاته في كل مكان كل يوم بل كل ساعة. إنه رائد التكنولوجيا الملياردير “جاك ما” رجل الأعمال الشهير، البالغ من العمر 56 عامًا، مؤسس ورئيس مجموعة “علي بابا”، التي تعد اليوم أكبر شركة تجارة إلكترونية في العالم والتي تعمل بشكل أساسي على تسهيل التجارة الإلكترونية بين الأفراد والشركات والتجار، والتي تقدر ثروته 71.1 مليار دولار، مما يجعله يحتل المرتبة الحادية عشر في قائمة أغنى أشخاص في العالم.
عملاق التجارة الإلكترونية
حطم جاك أمس الرقم القياسي إذ جمع أكثر من 34 مليار دولار في طرح عام أولي لشركاته، مما يعزز مكانته في التاريخ كواحد من رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا في العالم. إن بيع حصة شركة التكنولوجيا المالية Ant Group في هونغ كونغ وشنغهاي- الأكبر في التاريخ- سينقل جاك ما إلى مسافة قريبة من أغنى النخب في العالم. من خلال عملاق التجارة الإلكترونية “علي بابا” والآن Ant Group ، كان لجاك ما تأثير تحولي على صناعة الإنترنت في الصين وعلى مئات الملايين من المستهلكين الصينيين.
جاك ما وصعود الصين
إن علي بابا أكثر من مجرد تطبيق أو موقع تسوق عبر الإنترنت وإن عددا كبيرا من الصينيين “يربطون الكثير من المنتجات بالسنوات العشر الماضية من الازدهار المتزايد بشركاته”. أنشأ جاك علي بابا – التي تشكل العمود الفقري لشركة Ant – كمشروع جانبي لسد فجوة في صناعة التسوق عبر الإنترنت الناشئة في الصين. قبل إنشاء علي بابا، كانت البنوك التي تديرها الدولة تتسم بخدمة سيئة للعملاء والتي كانت الخيار الوحيد المتاح لمعظم الشركات والمستهلكين. قال زينون كابرون، مؤسس شركة استشارات وبحوث التكنولوجيا المالية Kapronasia يحتاج أي صاحب متجر صغير إلى مئات الدولارات للوصول إلى أخر الشهر ويصعب تحمل عناء الذهاب إلى البنك للحصول على قرض.
رؤية جاك ما
“كانت رؤية “ما” منذ البداية هي تمكين الناس بشكل أساسي من القيام بعمل أفضل ومنحهم الأدوات للقيام بذلك”. من خلال Ant، حيث يمكن للناس التقدم للحصول على قروض صغيرة والحصول عليها بسرعة. كما يمكنهم أيضًا الدفع مقابل الأشياء بنقرة زر واحدة ويمكنهم الاستثمار في صناديق أسواق المال الكبيرة بأقل من 1 يوان (15 سنتًا). ظهور ant لأول مرة في السوق سيجعل “ما” أكثر ثراءً
إن إنجازات “ما” معروفة جيدًا في الصين
عبرت إديث يونج، خبيرة الإنترنت في الصين والشريكة العامة لشركة Race Capital ، عن قائمة العقبات التي كانت تنبغي أن تقف عائقا في طريق نجاحه: إنه قصير، نشأ خلال الثورة الثقافية المضطربة في الصين، ليس لديه روابط عائلية، تخرج من جامعة ينظر لها أنها الأسوأ في الصين، وأسس علي بابا في 1999، قبل عامين من انفجار فقاعة الدوت كوم. وقالت يونج إنه يمثل “الحلم الصيني فشخص مثله، لا يملك أي مؤهلات للنجاح أو الوصول إلى القمة، إنه أمر مذهل ومدهش”. وأضافت: “إن الشعب الصيني ينظر إليه بفخر لأنه يشبهنا تمامًا و حقق نجاحًا هائلاً، فهو أغنى رجل في الصين، وفقًا لمؤشر بلومبرج للمليارديرات وآخر قائمة هورون الصين للأثرياء التي نُشرت الأسبوع الماضي.
الاكتتاب العام لـ Ant سيجعله أكثر ثراءً.
إن -ما- الذي يتمتع “بالسيطرة المطلقة” على شركة Ant – سيمتلك 8.8٪ من أسهم الشركة بقيمة تزيد عن 27 مليار دولار بعد الاكتتاب العام. ستتجاوز ثروته قريبًا ثروة لاري إليسون من شركة أوراكل (ORCL) ، ووريثة لوريال (LRLCF) فرانسواز بيتنكور مايرز وأفراد من عائلة والتونس، التي تمتلك عائلتها شركة Walmart (WMT) ، وفقًا لبلومبرج. سيكون ظهور Ant لأول مرة في السوق أيضًا المرة الثانية التي يقود فيها جاك ما رقمًا قياسيًا عالميًا محطمًا للاكتتاب العام. وإلى جانب التطورات التنظيمية، أشرف جاك على تغييرات جذرية في صناعة الإنترنت في الصين. تعلم قطب التكنولوجيا عن الإنترنت خلال رحلة إلى الولايات المتحدة في عام 1995. وعاد ما إلى الصين ، حيث كان الإنترنت لا يزال مجهولًا تقريبًا.
كيف كانت البداية
يحكي جاك ما أنه في زيارته الأولى إلى الولايات المتحدة، عرف الانترنت لأول مرة. الذي لم يدخل الصين بعد، فقرر العودة، ليطلق موقعًا إلكترونيًا للأعمال لم يكن مشروعا مثمراً، ولكن عام 1999 جمع جاك أصدقائه في شقته في مدينة هانغتشو ليكشف لهم عن فكرة إنشاء شركة جديدة للتجارة الإلكترونية. وافق الجميع على المشروع وجمعوا 60 ألف دولار أمريكي لإطلاق موقع “علي بابا”. واليوم، تستضيف منصة علي بابا بانتظام أحداث التسوق المباشر المباشر حيث يمكن لملايين المستهلكين الذين يشاهدون الهواتف الذكية شراء كل شيء من المكياج إلى المانجو. ظهر Ma نفسه جنبًا إلى جنب مع المشاهير للمشاركة في تحدٍ مباشر لبيع أحمر الشفاه في عام 2018.
هنري فورد الصين
قال كابرون إنه يقيس تأثير “ما” على معاصريه، “إنه يحتل المرتبة الأولى بجانب ستيف جوبز، وبيل جيتس وجيف بيزوس”. يعود كلارك، المؤلف، إلى أبعد من ذلك، حيث يُشبه جاك ما بقطب الصناعة والأعمال الأمريكي هنري فورد. فيما يتعلق بالإنتاج القياسي لهنري فورد، يمكنك التفكير في ذلك من حيث الخدمات اللوجستية لإمبراطورية علي بابا، والتجزئة، والآن مع [تأثير ant على التمويل الصيني]. هذه ثلاثة قطاعات كبيرة هناك ربطها في طرق وثورة “. تنحى ما عن منصبه كرئيس لشركة علي بابا العام الماضي، وحول تركيزه على مر السنين بشكل متزايد إلى الجهود الخيرية في الصين وأفريقيا. وقد تعهد بالتبرع بـ 611 مليون من أسهم Ant للتبرعات الخيرية.
