كلما تقدمنا في العمر نفقد السيطرة على ما يدور حولنا، ونسقط في سجن الشيخوخة والمرض؛ فهل هذا صحيح؟
بعض الناس، مازالت مسيرة عطائهم مستمرة، رغم تقدمهم في العمر. ومن ضمنهم الطبيب مامبيت ماماكييف، أحد مواطني دولة «قيرغستان» في وسط آسيا الصغرى. ويُعرف بـ أكبر جراح في العالم. حيثُ مازال قادرًا على الوقوف في غرفة العمليات، وإجراء العمليات الجراحية، وهو يستقبل عامه الثالث والتسعين!
يُعرف مامبيت ماماكييف في بلده بـ «الطبيب المعجزة». والذي قضى داخل المستشفيات أكثر من 75 عامًا، أجرى خلالها حوالي 30 ألف عملية جراحية. ليصبح أكبر جراح في العالم وفق موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية.
أجرى مامبيت ماماكييف أول عملية جراحية -وفقًا لما صرح به لصحيفة «التايمز» البريطانية- في طوارئ مستشفى بيشيك. وكان ذلك بعد تخرجه بسنوات قليلة في خمسينيات القرن الماضي.
لا يعاني مامبيت ماماكييف من رعشة في الأطراف، ولا ضعف في النظر، ولا مشاكل في الذاكرة. وكل ما يعانيه هو صعوبة في تحريك قدميه والعمود الفقري. ومع ذلك هو قادرٌ على إجراء العمليات الجراحية، مهما بلغت صعوبتها ودقتها، ورغم ما تستغرقه من وقت طويل.
أكبر جراح في العالم
لا تنحصر نجاحات مامبيت ماماكييف داخل غرف العمليات فحسب. فهو مؤسس كلية الجراحة الوطنية في إقليمه. ونشر خلال مسيرته العلمية حوالي 200 ورقة بحثية في مختلف المجالات. وأشار «ماماكييف» في حديثه لصحيفة «التايمز» البريطانية إلى أنه لا يتعاطى أية مواد مخدرة، ولم يدخن أو يشرب الكحول في حياته قط.
يعتمد «ماماكييف» نظامًا غذائيًا متزنًا. ويقول :«أنا آكل كل ما أجده في طبقي. ولا أخطط لكي أتقاعد عن عملي. ومازلت أجري أكثر من خمس عمليات جراحية في اليوم الواحد!».
«شخصٌ من الصعب إرضاؤه». هكذا يقول الطبيب تالايبيك أكماتوف، أحد زملاء «ماماكييف» المقربين. ويوضح أن أكبر جراح في العالم يحب النظام. مؤكدًا: «لقد علمنا معنى الانضباط لسنوات طويلة. وهذا سر استمرار نجاحاته». ويوضح «أكماتوف» أن الطبيب مامبيت ماماكييف، أكبر طبيب في العالم، مُقدر في بلده على المستويين الاجتماعي، والرسمي. وقد تم تكريمه من قبل ومُنح لقب «الطبيب الفخري» لـ جمهورية قيرغستان.
