متى بدأ الإنسان «النوم»؟ وعادات الشعوب بين التعري والصلاة وأمراض الذكورة

لماذا ننام؟ هل فكرت يومًا في أهمية النوم؟ لماذا يهدر الإنسان ثلث عمره تقريبًا في حالة سبات؟، والأهم من ذلك؛ متى بدأت البشرية في اتباع عادات النوم ؟، إذا لم تكن تعلم الإجابة عن هذه الأسئلة – وغالبًا أنت كذلك – فما عليك إلا مطالعة الأسطر التالية.
وفقا لأحدث الدراسات التي أجريت، فأن تأثير النوم يتخطى الاسترخاء، حيث يُمكن للإنسان إنجاز مهام لا يقوى على إتمامها خلال ساعات الاستيقاظ، فبمجرد تخطى عمر الإنسان حاجز العامين ونصف، يبدأ المخ والجسد في إحداث عمليات الصيانة والإصلاح خلال فترة النوم.
وفقا لدراسة أعدها باحثون في جامعة كاليفورنيا الأمريكية، فإن اللجوء إلي النوم قد يُساعد أولئك الذين يعانون من اضطرابات في الدماغ مثل الخرف والتشتت أو حتى أمراض السكرى والسمنة، حيث يتمكن المخ من بناء روابط عصبية جديدة وتقوية ما يُعرف بـ«الوصلات العصبية» التي تُمكن خلايا الأعصاب من التواصل.
حماية من المخاطر!
والحقيقة أن ثمة نظريات مختلفة بشأن تعلم البشرية لعادات النوم، حيث يرى مجموعة من العلماء في دراسة علمية مشهورة، أن اللجوء للنوم هي عادة اكتسبها الإنسان في العصور الحجرية بهدف حماية نفسه من المخاطر، قبل أن تتطور للشكل الذي وصلت إليه حاليًا.
وتفترض النظرية أنه في العصر الحجرى كانت الحيوانات المفترسة تنشط ليلًا، ما دعى الإنسان إلي البحث عن آليات تُجنبه التعرض لهم، ليلجأ إلي كهوف وأماكن للاختباء ويبدأ في النعاس نتيجة الملل، ومع تكرار التجربة بمرور الأيام اكتشفت نشاطا ملحوظا وقدرة أفضل على أداء المهام اليومية، فأصبحت عادة بشرية نُقلت لاحقا إلي الثديات.
أيضا؛ ووفقا لما ذكره العالم ماثيو وواكر، أستاذ علوم الأعصاب وعلم النفس في جامعة كاليفورنيا في بروكلي، فأن أهمية النوم تصل للاحتفاظ بالمعلومات الهامة وعدم تذكر الثانوية، حيث يحتاج المخ لإعادة ترتيب نفسه وإتمام عمليات أشبه بـ”الأرشفة” للمعلومات اليومية من خلال عملية تُعرف باسم المرونة العصبية.
وتوضح الدراسات أن الأشخاص أصحاب معدلات النوم الأقل من الطبيعي عادة ما يحققوا نسب أقل في المهارات البشرية وعلى رأسهم التعلم والتذكر، حيث يُعاني المخ من عدم القدرة على إتمام عملية دمج الذاكرة، والمسؤولة عن تحويل الذاكرة قصيرة المدى إلي أخرى طويلة.
قلة النوم خطر على الذكورة
ويقول وواكر، أن تأثير اضطرابات النوم قد يمتد ليشمل إصابة أجهزة أساسية في الجسم، من بينها الجهاز المناعي والتناسلي، حيث أثبتت الدراسات أن معدلات الذكورة تقل للرجال أصحاب ساعات النوم الأقل من 6 ساعات، فيما أصدرت منظمة الصحة العالمية، تقريرًا قبل سنوات قليلة، لإدراج الوظائف التي تُسبب اختلال في عادات النوم باعتبارها تجعل الجسم أكثر قابلية للإصابة بأمراض مثل السرطان.
والحقيقة أنه بخلاف الجدل العلمي والأهمية البيولوجية للنوم في الحفاظ على الصحة العقلية والجسدية للإنسان، تختلف عادات النوم باختلاف المجتمعات، وتترواح بين العادية والغريبة، فمثلا؛ وفقا لدراسة أجرتها مؤسسة Sleep.org، فأن ثلث المواطنون في بريطانيا يحبذون النوم عراة، بينما اعتاد شعوب الدول الإسكندنافية، على نوم أطفالهم خارج المنزل حتى في أيام الشتاء الباردة وبغض النظر عن عمر الطفل.
كما تعتبر عادة الصلاة قبل النوم أمر شائع في المكسيك، حيث يتلو أكثر من 60% الصلوات أو يتأملون في صمت خلال الساعة التي تسبق النوم، بينما يعتاد اليابانيون على أخذ قيلولة في الأماكن العامة، حتى أصبح شئ مألوف أن تجد رجلًا أو سيدة نائمًا على كرسي في محطة قطار أو حديقة عامة.
Share on facebook
Share on whatsapp
Share on twitter
Share on telegram
Share on linkedin
Share on email
وراء كل حجر..
اقرأ أيضاً:
فيديو| الحج حمام.. راهب في حب السما والطير
https://www.youtube.com/watch?v=KHbON0wvaHw