«تحدي التعتيم».. «ألعاب الموت» الالكترونية تهدد حياة الأطفال والشباب

من جديد عاد الحديث حول التطبيقات الإلكترونية القاتلة إلى الظهور بعدما أقدمت طفلة «10 سنوات» في مقاطعة «باليرمو» في إيطاليا على الانتحار شنقا أثناء تنفيذها ما يطلق عليه بـ«تحدي التعتيم» على تطبيق «تيك توك».
ودفع هذا الحادث السلطات الإيطالية إلى الدعوة فرض رقابة على استخدام الأطفال لتطبيق «تيك توك» المخصص لتبادل مقاطع الفيديو القصيرة.
لعبة الوشاح
وفي تفاصيل القضية، أقدمت الطفلة «أنتونيلا» البالغة من العمر 10 سنوات، على المشاركة في التحدي ووضعت حزاما حول رقبتها وحبست أنفاسها أثناء تسجيل نفسها على هاتفها.
وعندما تنبهت شقيقتها الأصغر إلى أن أختها فاقدة للوعي، نقلها الأب إلى مستشفى باليرمو للأطفال فوراً، لكنها فارقت الحياة.
صدمة للأهالي
وقال الوالدان إن شقيقة أنتونيلا البالغة تسع سنوات هى التي شرحت لهما أن الطفلة كانت تلعب لعبة الاختناق.
وقال الأب: لم نعرف شيئاً عن الأمر، ولم نكن نعلم أنها كانت تشارك في هذه اللعبة. كنت أعرف أن أنتونيلا تستخدم تيك توك من أجل مشاهدة مقاطع الفيديو. كيف كان لي أن أتخيل وجود هذه الفظائع؟
ألعاب الموت
هكذا يصف الخبراء عدد من الألعاب الإلكترونية التي انتشرت خلال الشهور الأخيرة، على الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي، والتي تجذب الكبير والصغير، فبمجرد الضغط على زر، تنطلق المغامرة المثيرة داخل اللعبة بعدة أسئلة شخصية وترفيهية، إلى أن تنتهي بكارثة قد تؤدي إلى الانتحار أو الانعزال عن الواقع.
التأثير والحماية
وعن تأثير تلك الألعاب على الأطفال، يقول د.جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن هذه الألعاب تؤثر بالفعل سلبيًا على الأطفال والمراهقين، إذ تدفعهم إلى الانعزالية والتوحد، بل وقد يصل الأمر إلى التخلص من حياته بالأدوات المستخدمة فيها كالمقص والسكين، أو الانتحار بمختلف الوسائل.
وأضاف: لابد أن نكون واقعيين، فالأجهزة الإلكترونية تغزو منازلنا، وتؤثر على الكبير والصغير، مضيفًا أن ثقافتنا تتجه الآن إلى الإنترنت، وغابت الثقافة الشعبية.
أساليب الحماية
وأوضح أنه يمكن حماية الأطفال من تلك المخاطر من خلال تشجيعهم على ممارسة حياتهم الطبيعة، وإشراكهم في النوادي لممارسة الرياضات والأنشطة المختلفة، وكذلك العودة لثقافة الكتب، والقصص التي تبرز قصص الأبطال الحقيقيين الذين خدموا الوطن.
وشدد على ضرورة تقليل مدة جلوس الأطفال أمام الإنترنت، مع العودة بهم إلى ممارسات الزمن الجميل وشغل أوقاتهم بلعب الكرة، وزيارة الأقارب، وممارسة الأنشطة العامة.

التفكك الأسري
فيما تقول د.إنشاد عز الدين، أستاذ علم الاجتماع العائلي بجامعة المنوفية، إنه من أبرز نتائج تعرض الأطفال للإنترنت إصابته بالانعزالية، موضحة أن التفكك الأسري هو ما يدفع الصغار لهوس الشاشات.
الراقابة الصارمة
وطالبت أولياء الأمور بضرورة مراقبة أطفالهم على الإنترنت، وتتبع أنشطتهم لأنهم قد ينساقوا إلى مواقع أو ألعاب تدمر حالتهم النفسية، وتعزز العنف لديهم، وتخلق منهم الإرهابي، وقد يصل الأمر للانتحار.
مخاطر الألعاب
وأضافت: «تلك الألعاب تحتوى على مضمون غير مناسب للأطفال، فمن المهم مناقشة الطفل عن اهتماماته، وتبادل الآراء معه، وتحذيره من مخاطر بعض المواقع والألعاب، وتتبعه من فترة لأخرى، مع ترشيح لهم عدد من البرامج والألعاب التي تنمي مهاراته، وتكسبه وتثرى أوقاته، وتبنى فكره، وإقناعه بها».
ضرورة التواصل
وووجهت «عز الدين»، رسالة للأهالي، قائلة: «تواصلوا مع أولادكم، وناقشوهم بالعقل والمنطق، لأن الموت بسبب الإنترنت سهل».
Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email