«دنيا».. بطلة تتحدى آلام الجسد والمجتمع بالثقة وآيات «الطبطبة»

وحيدة داخل غرفتها.. تفضل المكوث بها طيلة الوقت حتى لا تثقل على من حولها أو يرمقها المارة بنظراتهم القاسية وحديثهم المتنمر حول هيئتها المختلفة.. لكن داخلها تعيش ملحمة إنسانية متكاملة في الصبر والتحدي والمثابرة.
تقول دنيا: «لدي عيب خلقي في العمود الفقري يجعله متخذا شكل حرف الـ«S» وهو ما يحدث تغييرات في شكلي وحركتي مع الوقت، بالإضافة لوجود عيوب خلقية في الفكين وعدم اكتمال لنمو الرئتين ومشكلة في العظام وعدم جريان الدم في شرايين الجسم بشكل طبيعي».
وتضيف «دنيا» أنها أصيبت بتلك التشوهات الخلقية منذ ولادتها، فضلا عن معاناتها مع قدميها الملتويتين، ما تسبب في خضوعها لما يزيد عن 11 عملية جراحية.
الأم البطلة
ظروف «دنيا» الصحية في مرحلة الطفولة، منعتها من الذهاب إلى المدرسة، التي لم تتوجه إليها إلا لحضور الامتحانات بصحبة والدتها، التي تعد «البطل الأول» في حياتها، فقد كانت هي خير سند وداعم لها بسبب حالتها الصخية.
بدون أصدقاء
بدأت «دنيا» في التوجه إلى المدرسة منذ المرحلة الإعدادية والثانوية، مفضلة البقاء وحيدة دون أصدقاء، محاولة تجاهل النظرات الغريبة التي لا تبرح أعين زملائها.
اجتهدت في دراستها الجامعية وتخرجت في كلية العلوم بتقدير جيد جدا، ثم التحقت بدبلومة خاصة بدراسة الكيمياء الحيوية، والتي حصلت خلالها على تقدير امتياز.
تؤكد «دنيا» أنها راضية بقضاء الله، لتذكر نفسها باستمرار بقوله: «لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ».
البحث عن وظيفة
المشكلة التي تؤرق «دنيا» تتمثل في البحث عن وظيفة مناسبة.. مضيفة: «من ساعة ما اتخرجت مش لاقيه شغل.. دورت كتير ورحت كل المعامل الموجودة في محيط سكني وفشلت في الحصول على وظيفة بسبب إعاقتي».
يوم غير عادي
تتحدث «دنيا» عن يومها منذ أن تستيقظ، قائلة: «يومي يتمثل في الجلوس فترة لا تقل عن نصف ساعة عقب الاستيقاظ لأخذ وضعية الحركة.. فلا يمكنني القيام وممارسة حياتي بشكل مفاجئ.. وأكثر ما يضايقني هو نظرات الناس ليا والحكم المسبق بأن إعاقتي تمنعني من العمل».
واختتمت حديثها بأن كل تغيير يحدث في جسدها بسبب الإعاقة يعيدها لـ«نقطة الصفر» لكنها تصر على السعي والحياة أملا في غد أفضل.
اقرأ أيضاً:
وراء كل حجر..
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
Share on linkedin