دراسة بريطانية: وسائل التواصل الاجتماعي تسبب عدوى الحالة المزاجية
توصلت دراسة أجرتها جامعتا أكسفور وبرمنجهام، مؤخرًا، إلى ما يسمى بـ «عدوى الحالة المزاجية»، والتي تعد أحد آثار الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي.
تأثير شبكة التواصل الاجتماعي على المزاج
طُبقت الدراسة على 79 شاب موسيقي، تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عامًا، شاركوا في جولات موسيقية خلال الصيف. وكتبوا مذكراتهم عن حالتهم المزاجية اليومية وتفاعلاتهم الاجتماعية. وتُشير الدراسة إلى مفهوم العدوى العاطفية بين المراهقين، الناتج عن تأثير التفاعل عبر منصات التواصل الاجتماعي على الحالة المزاجية للأفراد.
عدوى الحالة المزاجية
وتؤكد نتائج الدراسة، أن الشعور بمزاج سيئ، وتسلل المشاعر السلبية، خاصة عند المراهقين، قد يكون سببه طبيعة ما يبثه أصدقاؤهم عبر منشورات منصات التواصل الاجتماعي. فإن حملت بعض المشاركات الغضب؛ التقط الآخرون تلك المشاعر كما لو أنهم قضوا وقتًا طويلًا معهم.
يقول الدكتور بير بلوك، من مركز ليفرهولم للعلوم الديموجرافية في أكسفورد: «تُظهر دراستنا بشكل قاطع أن أن الحالة المزاجية مُعدية من فرد لآخر. حيث يتأثر الأفراد بما يشعر به الآخرون من حولهم. رغم أن هناك احتمالا قويًا على أن الحالة المزاجية السيئة تكون معدية بصورة أقوى من الحالة المزاجية الإيجابية.
خطوة نحو الفهم
يأمل الباحثون القائمون على الدراسة أن تكون هذه النتائج خطوة نحو فهم سبب وقوع الناس تحت ضغط حالات مزاجية سيئة طويلة الأمد بشكل مفاجئ. على الرغم من هذه النتائج تتناقض مع الأبحاث السابقة التي أشارت إلى أن المزاج الجيد مُعدٍ أكثر من السيئ. وأن الحالة المزاجية السيئة مرتبطة بالانسحاب الاجتماعي. ولم تظهر هذه الدراسة الأخيرة أي دليل على أن المراهقين الذين يشعرون بالضعف ينسحبون.
وتقول فيفيان هيل، نائب رئيس قسم التربية وعلم نفس الطفل بالجمعية البريطانية: «هذا بحث مهم، يستخدم منهجية رائعة، في وقت يتزايد فيه القلق بشأن الصحة النفسية للمراهقين».
إدراك مسمى عدوى الحالة المزاجية
تشير الأبحاث الحالية التي تبحث في الصحة النفسية وحالات الحالة المزاجية للأطفال وشباب المراهقين إلى أن مستوى الإصابة بحالات المزاج السيئة أعلى بكثير مما كان مفهومًا في البداية. لذلك، يجب أن ندرك مسمى عدوى الحالة المزاجية والتأكد من تقديم الدعم المناسب ومساعدة هؤلاء المراهقين الذين يعانون من حالات مزاجية سلبية.
جائحة كورونا السبب وراء ذلك
يُذكر أن جائحة كورونا أثرت خلال الفترة الأخيرة على مستوى التواصل الاجتماعي لدى الأطفال والمراهقين. ويعتبر ذلك مصدر قلق كبير بين المتخصصين في الصحة والتعليم. لأن استمرار الوباء يهدد بتعطيل العملية التعليمية في جميع أنحاء العالم.
تقول الدكتورة ستيفاني بورنيت هايز، من كلية علم النفس بجامعة برمنجهام: تثير هذه الدراسة الكثير من الأسئلة، خاصة في زمن كوفيد 19، أهمها هو قبل أن نسأل ماذا سنخسر عندما لا نتفاعل وجهًا لوجه، ينبغي أن نسأل أيضًا وماذا سنكسب؟