«سكوتس»: فن صناعة الساعات أعادني إلى الحياة


أصيب روبن سكوتس بمجموعة من الأمراض المدمرة خلال رحلة استمرت ثمانية أشهر عبر أمريكا اللاتينية. خسر 35 رطلاً من جسده النحيل بالأساس، وهو دون السابعة والعشرين من العمر. وأصبح ضعيفًا لدرجة أنه بالكاد يستطيع النهوض من السرير. يشعر بألم دائم تقريبًا، فأصبح مدمنًا للأفيون، وفقد وظيفته وتوقف في النهاية عن متابعة دراساته في الجامعة. ظل على هذا الحال إلى أن لمح يد صديقه فوقع في حب ساعته.. فتغيرت حياته!

أثناء زيارة أحد الأصدقاء له، لمح في يده ساعة ميكانيكية ذات غلاف زجاجي. أدهشته حركة أجزائها المنتظمة ودقة تفاصيلها الصغيرة. وأحس بأن الحياة تأخذه لمسار جديد.

أخرجه فن صناعة الساعات من مرضه
لم يُغرم بصناعة الساعات من قبل، لكنه أدرك أن عليه أن يجرب شيئًا جديدًا فاتنًا. يقول «سكوتس» لـ «ABC Canberra»: «أردتُ أن أصنع شيئًا بيدي؛ لكنني لم أدرك أن هذا ما أردته فعلا حتى أصبحتُ مريضًا». لا تقتصر صناعة الساعات على كونها تسلية للوقت بل بالإضافة لكونها صناعة فهي فن أيضًا يمتد لـ 200 عام وعلم دقيق جدا. انغمس «سكوتس» في دراسة علم الساعات، ودرب نفسه على تقنيات صانع الساعات جورج دانيلز بعد وفاته، وهو رجل اشتهر بإبداعاته المذهلة المصنوعة يدويًا.

علم الساعات أعاده للحياة
وفقا لسكوتس يوجد اثنان فقط في العالم، يصنعان الساعات وفق مواصفات دانيلز، هما: هو، ودانيلز نفسه.
توصل «سكوتس» أيضًا إلى أن تجربته الخاصة مثال إيجابي لمن يعانون من الوحدة الجبرية في ظل ظروف الوباء. قائلا: «التغيير صعب، فالناس يخافون من العزلة. أعتقد أن الناس يخافون فقط؛ من مجرد الجلوس مع أنفسهم. ومع ذلك أرى أن تطورير المرء لذاته يبدأ في اللحظة التي يتوقف فيها عن التفكير بهذه الطريقة».
لا يمثل العمل إنهاكًا جسديًا لـ «سكوتس»، لكنه يتطلب التركيز والدقة. وبعد أن استغرق حوالي 2500 ساعة في الدراسة والبحث والتصنيع اليدوي؛ أنهى سكوتس قطعتين من أولى إنتاجه، بنسبة 100%.
وبينما يضطر «سكوتس» للراحة غالبًا، فإنه يقدر المسار الذي يسلكه الآن في حياته؛ إذ يتعلم الصبر والمثابرة، ويؤمن بأن الوقت سيكون في صالحه.