استطاع الأطباء في بريطانيا تحديد سلالة جديدة من فيروس كورونا ظهرت على أكثر من 1000 حالة. وهكذا تدخل لندن مع القيود المفروضة عليها إلى الموجة الرابعة من الوباء.
اقرأ أيضًا: بريطانيا تقاوم السقوط في بؤرة وبائية
يقول البروفيسور كريس ويتي، كبير المسؤولين الطبيين في بريطانيا، إن أعراض السلالة الجديدة لا تختلف كثيرًا عن الأعراض الرسمية لفيروس كورونا: سعال مستمر، وفقدان حاسة الشم والتذوق، وارتفاع درجة الحرارة.
أعراض أقل شيوعًا
توضح منظمة الصحة العالمية الأعراض الأقل شيوعًا على النحو التالي:
- أوجاع وآلام بمناطق متفرقة بالجسم.
- التهاب الحلق.
- إسهال.
- التهاب الملتحمة.
- الصداع.
- طفح جلدي أو تغير لون أصابع اليدين أو القدمين.
يستغرق ظهور الأعراض حوالي خمسة أو ستة أيام من إصابة شخص بالفيروس، ولكن في بعض الحالات يستغرق الأمر ما يصل إلى أسبوعين. يقول البروفيسور «ويتي»: يُعتقد أن أعراض السلالة الجديدة مماثلة لأعراض أخرى، لا تزال هيئة الصحة العامة في إنجلترا تحلل السلالة الجديدة للحصول على مزيد من المعلومات حول انتشارها وكيف ستؤثر على إنتاج اللقاح.
انتشار السلالة الجديدة
قال الدكتور جوليان تانج، أستاذ عالم الفيروسات الإكلينيكي بجامعة ليستر، إن انتشار السلالة الجديدة يمكن أن يعود لأسباب عديدة وهذا أمر طبيعي تمامًا بالنسبة للفيروسات – مثل الإنفلونزا- حيث يمكن أن تصيب فيروسات مختلفة نفس الشخص، مما يؤدي إلى ظهور فيروس هجين. هذه مجرد إحدى الطرق التي ينشأ بها الاختلاف الفيروسي الطبيعي.
ليس من المنطقي أن يقتل الفيروس مضيفه- بل يتكاثر إلى مستويات عالية في المضيف، مما يسبب أعراضًا قليلة- حتى يتمكن المضيف من البقاء متحركًا ويظهر بشكل جيد (بدون أعراض)- للسماح له بالاختلاط أكثر مع أولئك الذين لا يزالون عرضة للإصابة- ونشروا جيناتها بشكل أكبر.
تساقط الشعر والهذيان
يتطور الفيروس بشكل مختلف لدى الأشخاص وهناك أعراض أخرى تظهر على الأشخاص مثل تساقط الشعر. وهي الحالة المعروفة باسم تساقط الشعر الكربي (TE).
وجد الباحثون سابقًا، أن 36% من مرضى كوفيد -19 في ووهان، الصين مركز الوباء، تظهر لديهم أعراض عصبية. يقول الأطباء إن المصابين بفيروس كورونا الحاد والذين يدخلون المستشفى غالبًا ما يصابون بحالة دماغية حادة تسمى «هذيان وحدة العناية المركزة».
أضاف الدكتور جيريمي فارار، مدير ويلكوم، إنه لا يزال هناك الكثير لنتعلمه من كوفيد 19. فالضغط على الفيروس لكي يتطور يزداد بسبب ملايين الإصابات الآن. معظم الطفرات لن تدعي للقلق، لكن بعضها قد يمنح الفيروس ميزة تطورية قد تؤدي إلى انتقال أعلى أو تعني أنه أكثر ضررًا.
انتشار أسرع
انتقلت لندن وأجزاء من إسكس وهيرتفوردشاير إلى الموجة الثالثة للتعامل مع الحالات الجديدة المتزايدة. كما يقول «هانكوك» وزير الصحة الانجليزي، إن الحالات المرتبطة بالطفرة الأخيرة تتزايد بسرعة رهيبة. ما أدى إلى دفع لندن وكينت وأجزاء من شرق إنجلترا إلى قيود الموجة الرابعة واستمرار ارتفاع الحالات.
وفي بيان، قال «هانكوك» لمجلس العموم: «يشير التحليل الأولي إلى أن هذا المتغير ينمو أسرع من المتغيرات الحالية، لقد حددنا حاليًا أكثر من 1000 حالة مع هذا المتغير في الغالب في جنوب إنجلترا على الرغم من اكتشاف الحالات في 60 منطقة محلية مختلفة، والأرقام تتزايد بسرعة».
القلق بشأن اللقاحات
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل اللقاح الذي تطرحه كل من شركتي Pfizer و BioNTech، فعال ضد السلالة الجديدة؟
ومع ذلك فجميع لقاحات كوفيد 19 تركز على بروتين سبايك المضاد للفيروس. ويستخدم الفيروس آلية الانتشار للتشبث بالخلايا البشرية وغزوها وتكاثرها. وهذا لا يعني أن نستبعد أن الطفرة الجديدة من كورونا قد تؤثر على فعالية اللقاح.
تقول البروفيسور ويندي باركلي، رئيسة قسم الأمراض المعدية، في إمبريال كوليدج لندن: «تحتوي اللقاحات على بعض الطفرات في بروتين سبايك. ومن المهم معرفة تأثيره على فعالية اللقاح من خلال التجارب في الأسابيع المقبلة».
ومع ذلك أوضح الدكتور «بانخانيا» لشبكة «سكاي نيوز»: «لدي ثقة أننا لن نضطر لإعادة تشكيل لقاحاتنا. فما نبحث عنه هو بروتين مرتفع كبير، ولا توجد معلومات تفيد بأن هذا البروتين المرتفع يتغير بشكل كبير». مضيفًا: «لم يتغير بروتين سبايك، ولكنه يُظهر تغييرات طفيفة، أتوقع ألا ينخدع جهاز المناعة بنسخة جديدة منه، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فلا يزال الأمر غير مهم، ويمكننا إعادة تشكيل اللقاحات بسرعة كبيرة لإنتاج بروتين سبايك متعلق بالسلالة الجديدة».
