رفعت الجمال| أسطورة «الهجان» من دمياط لتل أبيب.. ستبهرك مهما سمعتها

رفعت الجمال.. رأفت الهجان.. جاك بيتون؛ شخص واحد وعدة أسماء، رجل استطاع أن يقهر جهاز «الموساد الإسرائيلي». فما حكايته؟ وكيف انتقل من شوارع دمياط إلى القاهرة ثم إلى قلب تل أبيب؟.
اسمه بالكامل هو رفعت علي سليمان الجمال، ولد لتاجر فحم في محافظة دمياط؛ في الأول من يوليو 1927، لأسرة ميسورة الحال، حتى وفاة الأب وهو لم يكمل عامه التاسع عام 1936، كان لرفعت 3 أشقاء هم سامي ولبيب ونزيهة التي عرفت في مسلسل رأفت الهجان باسم شريفة.
استطاع رفعت الجمال أن يؤسس شبكة معلومات قوية داخل عمق المجتمع الإسرائيلي على مدار 17 عاماً، أمد مصر بمعلومات غاية في السرية والأهمية عن الجيش الإسرائيلي وتحركاته ونواياه في المحيط العربي، كان أبرز تلك المعلومات هي موعد هجوم فرنسا وبريطانيا واسرائيل عام 1956 في العدوان الثلاثي. وأيضاً موعد العدوان الإسرائيلي عام 1967.
رأفت الهجان أو رفعت الجمال
كما أبلغ رفعت الجمال مصر باعتزام اسرائيل إجراء تجارب نووية واختبار أسلحة تكنولوجية حديثة، كما زود مصر بمعلومات دقيقة عن خط برليف وتسليحه والتشكيلات العسكرية المكلفة بحمايته، الأمر الذي أعطى الجيش المصري رؤية دقيقة خلال نصر أكتوبر 1973.
رجل الأقدار
القدر خبأ لرفعت الجمال مفاجآت قادته لقدره أن يكون أهم جاسوس مصري، ورسمت له حياة ومكنت شخصيته من أن يكون لها عديد من المميزات والإمكانيات لا تتوافر للأشخاص العاديين. فبعد أن ألحقه أخوته بمدرسة التجارة المتوسطة بدلاً من التعليم الجامعي، لأنهم اعتبروه شخصية مستهترة غير قادر على تحمل المسئولية، رغم ذلك أغرم رفعت باللغة الإنجليزية وتعلمها بإتقان فأصبح يتحدث اللكنة البريطانية بطلاقة.
وتعلم رفعت الجمال الفرنسية أيضاً، لإعجابه الشديد بشخصية أحد المدرسين الفرنسيين في المدرسة التجارية، كما عمل في 3 أفلام سينمائية في أدوار صغيرة، وعمل في مجال البترول بأحد الشركات برأس غارب بعد أن انتهت مغامرته في مجال السينما بالفشل.
رفعت الجمال مع ابنه دانيال وزوجته
تقول عنه زوجته والتراود بيتون :” كان شخصاً ساحراً بكل معنى الكلمة، عندما التقيته لأول مرة عرفت أنني أمام شخصية غير عادية ذات كاريزما خاصة”.
وأضافت في حوار تليفزيوني :”خلال أول عشاء بيننا قال لي سأذهب إلى النمسا لعشرة أيام، وأريد أن أتزوجك فكري في عرضي”. وأردفت:”بعدما عاد وجه لي دعوة للغداء في مكتبه وسألني حول عرضه إن كنت فكرت فيه، فأجبته نعم أنا موافقة”.
وأكدت والتراود إنها لم تشك على الإطلاق في كونه جاسوساً يعيش حياة صعبة بين شخصيتين، لأنه كان زوج وأب مثالياً، وعطوفاً جدا. وتابعت زوجة رفعت الجمال أو جاك بيتون أنه خلال أحد زياراتهم لمصر قابلت مع زوجها الرئيس السادات وتحدثت معه وقال لها أنا موجود بجانبكم أخبروني إذا حدث لكم أي مكروه، وعندما ذهبت إلى اسرائيل قابلت موشيه ديان وبن جوريون وجولدا مائير.
توفى جاك بيتون أو رفعت الجمال في 30 يناير 1982 بعد صراع مع سرطان الرئة، بدارمشتات بألمانيا، ودفن فيها، وله ابن واحد اسمه «دانيال» وابنة أيضاً.
Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email