«سيبا».. أول سفينة خشبية نظيفة من الكربون وصديقة للبيئة

أنتجت شركة «سيلكارجو»، سفينة «سيبا» للشحن، في كوستاريكا. وهي سفينة مصنوعة من الأخشاب، وتجمع بين الطراز القديم والتكنولوجيا الجديدة. وتعتمد على طاقة نظيفة تماما، حيث تعمل بالطاقة الشمسية. وهكذا تصبح قادرة على عبور المحيطات دون الحاجة إلى الوقود الأحفوري.

سيبا.. الحوت العملاق
تتميز «سيبا» أنها تمتلك واحدًا من أكبر المحركات الكهربائية البحرية في العالم. تقول دانييل دوجيت، المديرة الإدارية والشريك المؤسس لشركة «سيلكارجو»: «يحتوي نظام الطاقة في سفينة سيبا على وسائل خاصة لتوليد طاقة الرياح، بالإضافة إلى الطاقة الشمسية. وهذا ما يجعل القيد الوحيد على مدة بقائها في البحر، هو مخزون الطعام، وليس الطاقة كما هو المعتاد».
عندما تشق «سيبا» بطن البحر؛ تبدو مثل القفص الصدري لحوت عملاق. استمر بناؤها حوالي عامين، ركب خلالهما الفريق الخاص بتصنيعها أول نصف إطار خلفي للسفينة. وهي عملية معقدة تكتمل دون استخدام الرافعات أو غيرها من المعدات. وعلى الرغم من بعض التعثرات بسبب الوباء العالمي؛ يأمل الفريق في نقل «سيبا» إلى الماء نهاية العام الجاري، على أن تبدأ في أول رحلة تجارية لنقل البضائع من كوستاريكا إلى كندا في مطلع عام 2022م.

الشركات الكبيرة
«نحاول إثبات قيمة ما نقوم به، حتى نتمكن من إلهام الشركات الكبيرة الأخرى التي تهدف للربح». هكذا تقول دانييل دوجيت. مضيفة: «أشعر أن أكبر عائق أمام النجاح هو إثبات أن الشحن النظيف ذو قيمة. آمل حقًا أنه إذا تمكنا من وضع سابقة مع شركة هادفة للربح يمكنها المطالبة بأكبر سفينة شحن خالية تمامًا من الانبعاثات في العالم. لقد فعلناها بالفعل اليوم، لأنه ليس مستحيلاً. وأنا لا أفهم، بصراحة، لماذا لا يتم التحرك بشكل أسرع نحو استخدام طاقة نظيفة تمامًا؟».
مميزات أخرى لسيبا
من المحتمل أن تكون سيبا أسرع بكثير من سفن الشحن الشراعية الأصغر حجمًا والتي لا تتمتع بالميزة الإضافية للمحرك الكهربائي. لكن دوجيت تؤكد أن الشركة لا تحاول التنافس مباشرة مع سفن الحاويات السائدة. تقول: إنه عرض خدمة مختلف تمامًا من نواح كثيرة لكن في الوقت نفسه، نحاول إثبات قيمة ما نقوم به، حتى نتمكن من إلهام تلك الشركات الكبيرة الأخرى الربحية لتلعب دورها.
وبالرغم من أن سيبا صغيرة مقارنة بمعظم سفن الحاويات، إلا أنها لا تزال أكبر بحوالي 10 مرات من سفينة الشحن الشراعية الخالية من الأحافير الأكثر رسوخًا حاليًا.

الوعي البيئي
تأمل شركة «سيلكارجو» أن تستطيع المساعدة في سد الفجوة بين هذه السفن الصغيرة والأخرى الأكبر، الخالية من الانبعاثات في المستقبل. وتخطط بالفعل لسفينة ثانية مماثلة، وهي أيضًا في المراحل الأولية من الخطط لبناء تصميم أكبر وأكثر حداثة. يقول «دوجيت»: «في غضون خمس سنوات، نأمل أن نصنع سفينة كبيرة جدًا وقابلة للتشغيل تجاريًا».
تقول «جيليام»، إن أكبر قيمة في مشروع «سيلكارجو»، هي قدرة هذا المشروع على زيادة الوعي بانبعاثات الشحن. قد يسهم ذلك في تغيير نمط الحياة.. ولما لا؟ فباجنب هذا التقدم التكونولوجي، نحن في حاجة طوال الوقت لبحث أساليب بديلة للحياة بشكل آمن.
قد يكون تركيز «سيلكارجو» على نظام دائري شامل حقيقي لبناء السفن، وهو أمرٌ جديرٌ بالثناء. ولكن في الوقت الحالي؛ لا يمكن اعتبار هذه التجربة إلا مجرد قطرة في محيط كبير متسع. فمع تزايد الضغط على صناعة الشحن، والحرص على مواكبة التقلبات المناخية؛ صار من الممكن لمثل هذه المشاريع أن تقدم بديلاً للشحن التقليدي، وتساعد في التأثير على الصناعة السائدة.



