الضوء الأزرق.. أحد مخاطر الاستخدام المفرط للإنترنت


يقضي أغلب الناس عددًا ليس قليلًا من الساعات في تصفح الإنترنت، خاصة خلال فترة الإغلاق المفروضة بسبب فيروس كورونا.
لقد أصبح الإنترنت جزءًا رئيسيًا في حياتنا. وأصبحت حياتنا تدور حول الضوء الأزرق، المعروف باسم الضوء المرئي عالي الطاقة أو HEV المنبعث من تصفح الانترنت. تظهر الدراسات ارتفاع نسبة تصفح الانترنت العام الماضي بنسبة 58%. ما يفتح بابًا للتساؤل حول الآثار السلبية المترتبة على ذلك؟ وما الخطوات التي يمكننا اتخاذها لحماية أنفسنا؟

ما هو الضوء الأزرق؟
من المعروف أن ضوء الشمس يحتوي على أشعة ضوئية مرئية بالإضافة إلى الأشعة فوق البنفسجية غير المرئية. لكن الضوء المرئي يشمل مجموعة من الأشعة الملونة المختلفة، يحمل كل منها كميات مختلفة من الطاقة.
الضوء الأزرق هو أحد الأجزاء المرئية من الطيف الكهرومغناطيسي، لذا هو أحد الألوان التي يمكننا رؤيتها. يقول روميش أنجوناويلا، استشاري جراحة العيون في مستشفى مورفيلدز، إنها أطوال موجية أقصر من أي لون مرئي آخر. بل إنها قريبة من الأشعة فوق البنفسجية، ولكنها غير مرئية لنا.
ويضيف «أنجوناويلا» أن الضوء الأزرق ينبعث من مصابيح الفلورسنت وأجهزة LED مثل الكمبيوتر والهواتف الذكية والتلفزيون والأجهزة اللوحية. موضحًا أن الأجهزة الإلكترونية تميل إلى إصدار ضوء في هذا الطيف أكثر من الضوء الطبيعي. هذا بالإضافة إلى الوقت الذي نقضيه على أجهزتنا وقربها من وجوهنا، يثير قلق المتخصصين الصحيين بشأن العواقب المحتملة.
اقرأ أيضًا: «تحدي التعتيم».. «ألعاب الموت» الالكترونية تهدد حياة الأطفال والشباب

تأثير الضوء الأزرق على العيون
نظرًا لأن الضوء الأزرق له أقصر موجات طويلة وأعلى ترددات، فهو أكثر عرضة للتشتت، مما يتسبب في التشويش.
يضيف الضوء الأزرق ضبابية على الأشياء التي تراها. لذلك إذا كنت تقضي الكثير من الوقت على الشاشة، فإنك تتعرض لما يسمى بإرهاق الشاشة، يقول أنجوناويلا. عيناك تكافحان من أجل التركيز، الأمر الذي يمكن أن يتعبهما.
يقل إجهاد الشاشة بانخفاض الوميض المنبعث من استخدام الأجهزة. فعندما تنظر إلى الشاشة، تجف عينيك لأن معدل رمش عينيك ينخفض إلى النصف مقارنة بالالتقاء وجهًا لوجه.
بالإضافة إلى إجهاد العين، يسبب الصداع والإرهاق.
تقول أنجوناويلا: تحمل الموجات الأقصر للضوء مزيدًا من الطاقة، ويمكنها اختراق عينك بسهولة أكبر من الموجات الأطول للضوء.
يمكن للضوء الأزرق أن يتسلل إلى الشبكية-البطانة الداخلية للجزء الخلفي من العين- أظهرت الدراسات أن التعرض المفرط للضوء الأزرق يمكن أن يتلف الخلايا الحساسة للضوء في شبكية العين.
يقول أنجوناويلا: لهذا السبب، هناك نظريات تقول إن زيادة التعرض للضوء الأزرق يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بإعتام عدسة العين أو التنكس البقعي. تكمن المشكلة في بقاء الكثير من الضوء الأزرق بالقرب من أعيننا لفترات طويلة، وتسبب الصداع والارهاق الدائم.

تأثيرات على البشرة
مثلما يؤثر الضوء فوق البنفسجي على بشرتنا، يؤثر أيضًا الضوء الأزرق على بشرتنا. قارنت إحدى الدراسات التي أجريت عام 2010 تأثيرات كلا النوعين من الضوء على الجلد، وبينما لم تظهر البشرة المعرضة للضوء الأزرق أي علامات على نمو السرطان، إلا أنها أظهرت المزيد من البقع الداكنة، تسمى فرط التصبغ. كما وجدت دراسة معملية أخرى أن التعرض للشاشة لمدة ساعة واحدة فقط تسهم في فرط تصبغ الجلد وشيخوخته.
تأثيرات على النوم
من الأفضل إبقاء الهواتف خارج غرفة النوم. تقول أنجوناويلا: التعرض للضوء الأزرق يمكن أن يؤثر على أنماط النوم وإيقاعات الساعة البيولوجية.