ارتكبوا أخطاء كارثية.. تقارير تكشف معاناة قائدي الطائرات بعد توقفهم بسبب كورونا

كشفت تقارير كتبها طيارون عن معاناتهم بعد العودة إلى ممارسة مهامهم في قيادة الطائرات، عقب أشهر من التوقف بسبب جائحة كورونا، التي أرغمتهم على البقاء لمدة طويلة في منازلهم، واعترفوا أن التخلص من صدأ التوقف عن الطيران لفترة أصعب مما كان متوقعاً.
غياب الجاهزية
بحسب شبكة CNN الأمريكية، فإن التقارير التي كتبها الطيارون والمتاحة أيضاً للجمهور، كشفت أن مهاراتهم لم تكن على قدر الجاهزية التي توقعوها.
وكتب أحد الطيارين، يوضح سبب إغفاله عن تشغيل نظام مكافحة التجمد الضروري: «كانت هذه رحلتي الأولى منذ ما يقرب من 3 أشهر. لقد وضعت الكثير من الثقة في افتراض أنني سأستعيد كل مهاراتي باعتبارها جزءاً من طبيعتي».
تحديات العودة
تقرير تلك الرحلة، التي هبطت دون وقوع حوادث، هو واحد من أكثر من 20 تقريراً يوثق تحديات العودة من الإجازات المرتبطة بالوباء. والتقارير متاحة من خلال نظام فيدرالي لتتبع أخطاء الطيران.
كما تبين من تحليل شبكة CNN الأمريكية للتقارير المتاحة للجمهور، التي سُلط الضوء عليها في تقرير حديث لصحيفة Los Angeles Times الأمريكية، أن طيارون اعترفوا بأن مهاراتهم لم تكن على قدر الجاهزية التي توقعوها.
تدريب متكرر
وفي تقرير سابق لشبكة “CNN” الأمريكية، قال بريان ستروتون، عضو جمعية طياري الخطوط الجوية البريطانية، التي تمثل مصالح الطيارين في المملكة المتحدة، إن الطيارين بحاجة إلى تدريب متكرر ليتمكنوا من قيادة الطائرات من جديد.
ويعني ذلك الامتثال للوائح تنص على نجاح الطيار في تنفيذ 3 عمليات إقلاع وهبوط، إحداها باستخدام مرفق القيادة الآلية في قمرة القيادة، خلال الـ90 يوماً الماضية.
وتابع: هناك فحوصات سنوية أخرى، والتي تشمل فحص كفاءة الترخيص، والذي يجب على الطيار أن يجريه كل عام للحفاظ على صلاحية رخصته كطيار. كما يجب على شركة الطيران التي توظف الطيار إجراء فحص لكفاءته التشغيلية كل 6 أشهر.
مراجعة الواجبات
كما كتب الطيار في تقرير مكافحة التجمد: «يعلم الجميع أن مهارات الطيران ودرجة المعرفة بسياسات وإجراءات الشركة تتضاءل بدرجة كبيرة مع عدم الممارسة. ومن أجل التحضير لرحلة بعد فترة من عدم الممارسة، كان عليّ تخصيص المزيد من الوقت لمراجعة واجباتي».
شهادات خطيرة
إحدى أخطر المسائل التي وردت في التقارير كانت تخص طائرة هبطت دون إذن من مراقبي الحركة الجوية.
وكتب أحد الطيارين أن طياري تلك الرحلة غمروا بالاضطرابات وغيرها من عوامل التشتيت أثناء اقترابهم من المطار، ونسوا الحصول على تصريح الهبوط.
كما أبلغ العديد من الطيارين عن انحرافهم عن الارتفاع المخصص لهم. ويظهر في الوثائق أن أحد الطيارين كان متوجهاً نحو المدرج الخطأ، وهو القرار الذي كان من الممكن أن يؤدي إلى تصادم، لو كانت هناك طائرة أخرى قريبة.
بينما قال أحد الطيارين إنه بعد رحلة أولى أعقبت توقف لعدة أشهر، تفاجأ بارتكاب خطأ في إدارة سرعة الطائرة.
فيما أبلغ العديد من الطيارين عن خطأ برمجة أجهزة الكمبيوتر أو الراديو. إذ قال طيار أبلغ عن اتصاله بالترددات الخاطئة أثناء اقترابه من المطار إنه لم يقد طائرة منذ شهرين، وفي المقعد الآخر كان زميله الذي لم يُحلّق منذ ستة أسابيع.
290 ألف طيار في المنزل
وتتمثل أزمة الطيارين حالياً في الأنواع المختلفة من التدريبات والشهادات التي قد يضطر طاقم الطائرة إلى الالتزام بها إذا استمر توقف الطائرات لفترة طويلة، مع حقيقة بقاء غالبية الطيارين النشطين في العالم، ويزيد عددهم عن 290 ألف طيار، في المنزل.
قبل الكارثة
يقول خبير سلامة الطيران بيتر جويلز، إن الخطر يكمن في أن كوارث الطيران غالباً ما تكون في نهاية سلسلة تبدأ بخطأ بسيط.
وتُسيّر شركات الطيران حالياً رحلات أقل بنسبة 45% من المعتاد، وفقاً لمجموعة Airlines For America. لكن الصناعة تأمل أن يتعافى السفر مع تلقي المزيد من الناس لقاحات فيروس كورونا.
هذا النوع من الزيادة هو ما يتطلبه الأمر لأعداد أكبر من الطيارين من أجل العودة إلى الطيران.
وفي غضون ذلك ستراقب شركات الطيران هذه المشكلة.
Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email