حكايا ناس

قصص ملهمة│سار على قدميه 1700 ميل من أجل عناق

منعَ وضع الإغلاق العام الذي يعاني منه العالم بسبب فيروس كورونا المستجد حفيدًا يبلغ من العمر 11 عامًا من زيارة جدته البالغة سبعة وسبعين عامًا، طيلة الشهور الماضية. ووحده الشوق إليها ما جعله يقرر أن يقطع إليها رحلة من إيطاليا إلى إنجلترا سيرًا على قدميه حوالي 1700 ميل.

احتضن روميو كوكس جدته روزماري بعد أن بدأ في رحلته التي استغرقت ثلاثة أشهر من باليرمو إلى لندن. سار الصبي الصغير، الذي انضم إليه والده فيل، 46 عامًا، في رحلته عبر إيطاليا وسويسرا وفرنسا وقاتل الكلاب الضالة من أجل لم شمله مع جدته التي لم يرها منذ أكثر من عام.

انتظرا -بعد وصولهما إلى لندن- أسبوعين آخرين بسبب الحجر الصحي لفيروس كورونا قبل أن يتمكن «رويمو» أخيرًا من رؤية روزماري في منزلها في ويتني، أوكسفوردشاير. بمجرد دخوله المنزل، عبرت روزماري عن فخرها الشديد بحفيدها وبما فعله. ووصف روميو اللحظة التي رأى فيها جدته أخيرًا قائلًا: “عندما اقتربت من منزل جدتي، ركضت ووتركت والدي ورائي. كان أفضل عناق على الإطلاق.

اقرأ أيضًا: قصص ملهمة│شاب هندي يخصص 50 ألف دولار لأهل بلدته

ووففًا إلى صحيفة «الديلي ميل» البريطانية، انتقل والدي روميو من هاكني، شرق لندن، إلى باليرمو في صقلية العام الماضي. وعرض عليهم خطته في السير إلى جدته منذ بداية الجائحة أكثر من خمسين مرة لكنهم رفضوا خوفا عليه لكنه أصر حتى وافقوا شرط أن يكون كل شيء آمنا.

نام روميو ووالده أثناء مغامرتهما تحت النجوم مع الطيور التي تهدئهم للنوم، وصادفوا مجموعة من الكلاب الضالة، كما التقوا بحمار بري أطلقوا عليه اسم بيدرو. وأضاف: «أحببتُ النوم تحت النجوم والسباحة في البحر. تاه منا الطريق عدة مرات. ونمنا تحت عش الدبابير الذي لم يكن فكرة جيدة. واستيقظنا وكانت أقدامنا ملطخة بالدماء، لكننا لم نفكر أبدًا في الاستسلام». وبعد 93 يومًا من الشقاء المتواصل، والمغامرة المتخمة بالمفاجآت، وصل الرفيقان أخيرًا إلى ميدان ترافالجار في 21 سبتمبر الماضي.

 

أعمال تطوعية ومساعدة للغير أثناء السير

لم تقتصر رحلة روميو على السير قدما إلى جدته فقط بل حول طريقه إلى أعمال تطوعية لمساعدة غيره، حيث جمع خلال رحلته نحو 13731 جنيهًا إسترلينيًا لصالح المؤسسة الخيرية لتعليم اللاجئين. والتي تقدم المساعدة الطارئة والاحتياجات التعليمية للأطفال اللاجئين.

كما تطوع روميو وأبيه فيل أيضًا في مخيم للاجئين في كاليه، شمال فرنسا. جذبت رحلتهم انتباه اللورد ألفريد دوبس الذي كان من بين الأطفال اليهود الذين تم إنقاذهم من النازيين ورتب للقاء روميو بعد جائحة فيروس كورونا.

كانت المسيرة التي استمرت ثلاثة أشهر تجربة رائعة أيضًا لفيل والد روميو: «كان وقتًا خاصًا ولحظات خاصة شاركت ابني فيها ولن ننساه طوال حياتنا».

وعلى الرغم من الاضطرار إلى العودة إلى باليرمو قريبًا، قال روميو: إن مشيته الرائعة كانت تستحق العناء، وأضاف: “سأهاتف جدتي من إيطاليا ولكن ليس مثلما عناقتها عناقا حقيقيًا. قد أضطر إلى العودة قريبًا، ولا يستعد أبي للمزيد من المغامرات لمدة ستة أشهر على الأقل، لكنني أخطط لمغامرة بالفعل.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى