حكايا ناس

بطل كمال أجسام هندي: رغم سرطان العمود الفقري حققتُ 40 لقبًا

أصيب أرنولد أناند، بطل كمال أجسام هندي، بسرطان العمود الفقري وهو في الخامسة عشرة من عمره. ومع ذلك أصبح من المشاهير في رياضة كمال الأجسام، وفاز في العديد من المسابقات الدولية والمحلية.

يقول «أناند» لموقع «The Better» الهندي: «لو أخبرني شخص ما في أواخر التسعينيات أنني سأسافر إلى الولايات المتحدة يوما ما للمشاركة في بطولة كمال الأجسام، كنت سأضحك أو ربما أشفق على نفسي».

اقرأ أيضًا: أول مصابة بالشلل النصفي تجتاز ماراثون 10أميال دون كرسي متحرك

فاز بطل كمال الأجسام الهندي أرنولد أناند (33 عامًا)، بأكثر من 40 لقبًا دوليًا ومحليًا، كما حصل على ميدالية ذهبية وطنية في كمال الأجسام. وتأهل إلى بطولة «مستر أولمبيا» فئة الكرسي المتحرك، (2018، 2019)، في لاس فيجاس في الولايات المتحدة. وشارك أيضًا في بطولة «PRO Super Toronto show» عام 2019 في كندا.

 

"<yoastmark

عزيمة جبارة وكابوس غير متوقع

ولد أرنولد في «لوديانا» في الهند عام 1986، لأب يعمل في سلاح الطيران، وله شقيقتان وأخ أكبر، كان لاعب كمال أجسام أيضًا. وعلى خطى أخيه الأكبر، اهتم «أرنولد» بتطوير بنيته البدنية منذ صغره. وفي الثالثة عشرة من عمره، فاز بلقب «Golden Ludhiana».

صار يحلم بالمشاركة في المسابقات الدولية، ونالت عزيمته إعجاب الجميع من حوله. وخلال التدريب أصبح يشعر بآلام أسفل ظهره، لكنه كان يقاومها، ويواظب على تدريباته بانتظام. وبعد عامين أثبتت الفحوصات إصابته بـ سرطان العمود الفقري.

يتذكر أرنولد تلك الليلة المصيرية التي أودت بحياته إلى طريق مسدود، ويقول: «شعرتُ فجأة بألم لا يمكن تحمله في الجزء السفلي من ظهري، وعندما وصلنا إلى المستشفى؛ أعلن الطبيب أنها المرحلة الأخيرة من السرطان، وأنني لن أنجو لأكثر من عام إذا لم أجرِ العملية الجراحية على الفور. أنقذتني الجراحة لكنها تركتني في على كرسي متحرك». وهكذا حدق أرنولد في أحلامه المُحطمة، وفي والديه وإخوته، الذين وقفوا جوارها وساعدوه على تلقي العلاج الطبيعي، والعودة إلى كمال الأجسام.

البطل مع أصدقائه وداعميه
البطل مع أصدقائه وداعميه
دعم صديق طفولته له

كان أميت جيل، صديق طفولته، يزوره يوميًا، وعندما عاد الجزء العلوي من جسده إلى طبيعته، اقترح «أميت» عليه أن يعود إلى صالة الألعاب الرياضية للتمرين. يقول «أميت»: «أرنولد صديق عمري، نحن مثل الإخوة، كيف أرى أخي يتخلى عن الحياة بهذه السهولة؟ كان يؤلمني لكني ارتديت وجها شجاعا وملأته بالأمل والإيجابية. كنت أعلم أن لديه القدرة على استكمال طريقه بأفضل ما لديه. واليوم، عندما يفوز بالمسابقات، أشعرُ بالفخر».

وفي عام 2005، حمل «أميت» صديقه «أرنولد» إلى صالة الألعاب الرياضية. وفي الطريق، حاول أرنولد استجماع شجاعته وإرادته لمواجهة الصالة الرياضية التي ظن أنها أصبحت شيئًا من الماضي. يقول «أرنولد»: «عند الدخول ؤية مُعدات التدريب، والرياضيين، اشتعل جسدي بالطاقة فجأة، وذهبت إلى هناك في اليوم التالي ومنذ ذلك اليوم وبعد مرور ستة أشهر بدأت في استعادة عضلاتي».

حصوله على الميدالية الذهبية في إحدى المسابقات
حصوله على الميدالية الذهبية في إحدى المسابقات
وصل إلى لياقة بدينة جعلته ينافس في المسابقات

تحت قيادة مدربه ومعلمه، رافي باراشار، بدأ بطل كمال الأجسام بالأكتاف ثم العضلات. وبمجرد أن استجاب الجسم جيدًا، انغمس في تمرين مكثف. بحلول الوقت الذي بلغ فيه العشرين من عمره، عاد للمنافسة في المسابقات المحلية في كمال الأجسام والتدريبات العامة المتعلقة باللياقة البدنية.

ومع ذلك، يعاني أرنولد من آلام متكررة كل شهرين. أدى السرطان إلى إضعاف بعض العظام التي تم استبدالها بإسمنت. ويقول إن هذا الأسمنت ينخلع أثناء السفر أو بسبب التدريبات المكثفة. ولكن على الرغم من الألم الشديد، فقد ركز أرنولد على نظام غذائي منضبط. يقول: أركز على نظامي الغذائي الذي يشمل البيض والدجاج والخضروات. تمنحني البروتينات والكربوهيدرات القوة للتعامل مع الألم. تتضمن آلية التأقلم الأخرى الخاصة بي في الحصول على حديث حماسي من باراشار وأميت وعائلتي.

أرنولد أناند بطل مستر أوليمبياد
أرنولد أناند بطل مستر أوليمبياد
بطل فولاذي لا يعوقه شيء

ربما كان هذا التصميم والأعصاب الفولاذية هي التي سمحت لأرنولد باستكشاف ميادين أخرى بصرف النظر عن كمال الأجسام. في حياته المهنية التي امتدت لعقد من الزمان، تعاون مع العديد من شركات اللياقة البدنية كسفير ونموذج. ليس ذلك فحسب، فقد عمل أيضًا في الأفلام والإعلانات. وفي الآونة الأخيرة، تعاقد مع صانع أفلام على صناعة فيلم سينمائي عن سيرته الذاتية.

لا تترك مشاركة «أرنولد» في المسابقات وارتباطاته النشطة مع طلابه مجالًا كبيرًا للتفكير في ماضيه. عندما ينظر إلى ما تغلب عليه، يشعر بالفخر، ورغم ما أخبره به الأطباء عن قصر عمره أو حركته المحدودة، لم يدع أرنولد ذلك يعوقه عن المضي في طريقه.

يقول «أرنولد»: «أشعرُ أنني مدين بكل شيء لمن حولي، للذين وقفوا بجانبي في السراء والضراء. أريدُ أن أقدم نفس الدعم والرعاية والحب للآخرين. لا يمكن لأي مرض أو حالة أو مشكلة أن توقفك ما لم تسمح لها بذلك».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى