حكايا ناس

من النجومية للنسيان.. وفاة صاحب أغنية «لولاكي» الفنان علي حميدة

توفى الفنان على حميدة، صاحب أغنية لولاكى، بعد صراع مع المرض.

وكانت الحالة الصحية للفنان الراحل علي حميدة، قد تدهورت إثر إصابته بورم في الرئتين، وتم نقله في ساعة مبكرة من اليوم الخميس إلى مستشفى مطروح العام.

من النجومية للنسيان

وبعد الملايين أصبح لا يجد الملاليم.. وبعد أن وصل إلى قمة النجومية الغنائية تم دفعه إلى عمق بئر النسيان، على حميدة صاحب أشهر أغنية حققت أكثر مبيعات وشهرة ورواجًا فى الوطن العربى على مدار تاريخ الأغنية العربية، (لولاكى) التى لولاها ما تغير شكل الأغنية المصرية فمن قبلها كانت هناك محاولات ناجحة لتغيير شكل الأغنية لتتماشى مع روح العصر آنذاك وكان قائد حركة التغيير هو المتألق حميد الشاعرى الذى شارك أيضا فى نجاح أغنية لولاكى بالتوزيع الموسيقى الذى كان جديدا على الأغنية فى هذا التوقيت.

نجحت (لولاكى) بشكل غريب وجارف لم يكن أحد يتوقعه أو حتى يحلم به لدرجة أنه قيل وقتها إن منتج الألبوم الذى يضم الأغنية كان يحصل فلوس الأرباح فى (أشولة) والفلوس التى تقع من الشوال لا يلتفت إليها خوفا من أن يتجمع حوله الناس وينقضوا على ما معه.. وأصبح البوم لولاكى حديث الجميع والأكثر مبيعًا بشكل لم يحققه ألبوم قبله أو حتى بعده.

وكانت نجاحاته الجماهيرية خيالية وغير متوقعة، وأصبح حميدة أشهر مطرب فى جيله رغم أنه الألبوم الأول له وأصبح حديث الجميع ما بين معارض ومساند لهذا النجاح، والمساندين له جمهور الشباب.. ومن أكثر المهاجمين له كانوا كبار النقاد والملحنين من بينهم بل أكثرهم عنفا فى الهجوم عليه كان مفيد فوزى وحلمى بكر الذى اشتهر وقتها بأكثر الملحنين هجوما على مايسمى بالأغنية الشبابية وقتها.

أصبح علي حميدة مهتما بالدفاع عن نفسه ويبرر لنجاحه ويبرئ نفسه من شائعات وكلام لم يقوله وأصبح حميدة لايفعل شيئا إلا أن يدافع ويبرئ ويبرر كلامه وبدلا من أن يركز فى الفن والابداع تحول إلى متهم.

الاستسلام والوهن

ضاع عمره ولم يجد الرد والتفسير، خاصة أن لا أحد من جيله وزملائه المطربين وقف بجانبه الكثير تخلى عنه حتى وصل الى محنته الأخيرة واستعمر المرض جسده واستسلم حميدة بعد ان وهن جسده ولم يجد ثمن علاجه فبدأ يستغيث ويبكى ويسأل العلاج لانه لا يملك المال الذى يداوى به وجع الجسد أما وجع الروح فقد نساه أو تنساه بعد أن مر العمر وضاعت نجوميته بفعل فاعل..ورأف لحاله نقيب الموسيقيين هانى شاكر ونقيب الممثلين اشرف زكى.

ولكن وزيرة الصحة كانت الأسرع وقررت علاجه على نفقة الدولة وكأنه اعتذار لمطرب كان من الممكن ان تفخر به وبتاريخه كل الدولة..والسؤال هنا كم على حميدة فى عصرنا هذا يعانى من مثل هذا الجحود..كم من فنان يبحث عن فرصة ليبدع وينجح من أجل نفسه وبلده..لماذا لا ننحي الأهواء الشخصية جانبا ونحاول أن نتعامل مع الفن بشكل عصره لماذا لا يهدأ الكبار الذين لم يتطورا مع الزمن ويتركوا الساحة لحكم الجمهور..فالفن للجمهور فقط علينا تقنين الإطار حتى لا ينحرف عن مسار القيم المجتمعية والمبادئ الأخلاقية.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى