لايف ستايل

لغات الحب الخمسة.. كيف تكتشف لغة الحب الأساسية لدى طفلك؟

ربما تحب شخصًا بالفعل، ولكن إذا لم يشعر الآخر بحبك، فهل هناك فائدة تُرتجى من هذا الحب؟ الحب هو أصل كل شيء، فالحب الحقيقي هو الذي لا يخضع لشروط أو قيود، بل هو الحب الذي يقبل اختلاف الآخر، ويدعم استقلاليته ويساهم في الحفاظ على شخصيته ودعمها طوال الوقت. وتتعدد الطرق للتعبير عن الحب بين الزوج الزوجته، وبين الوالدين وأطفالهما، ولكن تظل هناك لغات مشترك هي التي تعرف بـ لغات الحب الخمسة.

وعندما تستطيع أن تتفاعل مع لغة الحب الأساسية لدى زوجتك أو والدتك أو طفلك، فإن ذلك يساعده على الشعور بأنه مهم ومحبوب. وعندما يشعر أنه محبوب يكون خزانه الشعوري ممتلئًا، ويصبح الطفل شديد التجاوب لتوجيهات والديه، وتصبح الزوجة ودودة في التعامل مع زوجها، وتظهر الأم عطفها وحبها دون حرص طوال الوقت.

عناقيد الغضب والحب

Image result for children teach their fathers

إن الأسلوب الذي نتكلم به مهم في تحديد عمر العلاقة بينك وبين الطرف الآخر. فإذا كان صديقك أو طفلك أو شريكك العاطفي غاضبًا، وانتقدك بكلمات شديدة، فماذا يعني أن ترد عليه بنفس الشدة؟
فكر قليلًا، وتعالى نتفق على أن الأسلوب الرقيق والعبارات اللطيفة التي ستستقبل بها هذا الغضب يتمكنه من أن يخبرك بما يؤلمه ويغضبه فعلا، وسيمنحك فرصة لترى الموقف من وجهة نرك وتعبر عن فهمك لسبب إحساسك بهضا الشعور بطريقة لينة ورقيقة. فإذا كنت ظالمًا ستسطيع الاعتراف بظلمك، وإذا كنت مظلومًا ستصفح في رحابة صدر، وستسعى إلى المصالحة وتفاهم، بدلا من الندية والعناد والتشبث بالكبرياء، هذا هو الحب بطريقة ناضجة.

لغات الحب الخمسة

Image result for love and children

تصف لغات الحب الخمسة الطريقة التي نشعر بها بالحب والتقدير، وتختلف هذه الطريقة باختلاف شخصيتنا الفردية. فنحن بالتأكيد نشعر بالحب بشكل مختلف عما يشعر به شركاؤنا. ولذلك يساعد فهم هذه الاختلافات على فك تشفير هذه الطرق المختلفة لإظهار الحب، ما يساعد في التخلص من توقعات الآخر واحتياجاته. وفقًا للدكتور تشابمان، هناك خمس لغات حب: كلمات التشجيع، وتخصيص الوقت للاهتمام بالآخر، وتلقي الهدايا، وأعمال الخدمة، والتواصل البدني.

التشجيع

التشجيع إحدى طرق التعبير عن الحب عاطفيًا، ويمكنه أن يدفع المرء إلى أقصى درجات الإنجاز. وقديمًا قال أفلاطون: يملك اللسان قوة الحياة والموت. فالتشجيع مطلوب بين المدير وموظفيه، والزوج وزوجته، والأب وأطفاله. فالكلمة الطيبة تبعث الحياة من جديد. إن الإطراءات اللفظية، وكلمات التقدير؛ موصلات جيدة للحب، يقول الكاتب الإنجليزي الشهير مارك توين: «تستطيع كلمة ثناء لطيفة أن تزيد من عمري شهرين كاملين».
ويليام جيمس: إن أعمق حاجة للإنسان، هي حاجته إلى التقدير.

الاهتمام

كيف يشعر الآخر بأنك تحبه؟ الحب الحقيقي أفعال لا أقوال، وأول الأمر عندما تضع الطرف الآخر في أولوياتك، فتخصص له مساحة في يومك، وتسعى لأن تكرس أغلب وقت ممكن للاعتناء بأموره الخاصة، والحفاظ على التواصل بينكما.
وعندما تقرر أن تخصص وقتًا خاصًا لشخص، لا يعني أن تجلسا معًا على الأريكة وتشاهدا التلفزيون، هكذا تكون القناة الفضائية هي التي تسترعي انتباهك، وليس زوجتك أو ابنتك أو والدتك. المقصود من تخصيقي وقت خاص هو أن يجلس كل منكما في مواجهة الآخر، وأن تتحدثا بقلوب مفتوحة، ويعطي كل منكما للآخر اهتماما كاملًا، دون أن تكون ممسكًا بالهاتف في يدك بالطبع. أن تخرجا معا، تتريضان معًا، تتناولان الطعام معًا.

الأم تريد من ابنها اهتمامه بها. والزوجة تريد من زوجها أن يركز اهتمامه عليها. والابنة تريد من والدها أن يمنحها بعضًا من وقته. والجميع يريدون من أحبائهم أن يشاركوهم في عمل بعض الأشياء، فالمشاركة محبة.

تبادل الهدايا
تبادل الهدايا والتعبير عن الحب
تبادل الهدايا والتعبير عن الحب

عندما تقبض بيديك على هدية قدمها لك شخص ما فإنك تقول لنفسك “انظر إنه يفكر في”. فالهدية في حد ذاتها رمز للمساحة التي تشغلها في ذهن وعواطف الشخص الآخر.
ولذلك نجد الأمهات تتذكرن اليوم الذي يجلب فيه الأطفال لهن هدية في عيد الأم، حتى لو كانت مجرد وردة من الحديقة العامة.
الهدايا رموز مرئية للحب؛ فمعظم مراسم الزواج تتمثل في إعطاء الخاتم وأخذه مثلًا. فالخاتمان تعبير شكلي وخارجي عن الرابطة الداخلية والروحية بين شخصين.
ونفس الأمر عندما تقدم الهدايا لأطفالنا، ليس تلك الهدايا التي تقدم كنوع من التشجيع فقط، وإنما أيضًا الهدايا التي نتركها لهم للتعبير عن أنهم في اهتمامنا وفي قائمة أولوياتنا طوال الوقت.

أعمال خدمية

يُقصد بالأعمال الخدمية، هي الأعمال التي ينتظر منك الشخص الآخر القيام بها لأجله. تخيل مثلًا أن تساعد والدتك أو زوجتك في إعداد المائدة وغسل الأطباق، أو تنظيف البيت. أو عندما يطلب منك طفلك إصلاح دراجته أو مساعدته في هندمة ثيابه، إنها أمور يعرف من خلالها أنك بالفعل تحبه.

قد يكون الإفراط في تقديم الخدمات أمرًا غير صحي، خاصة مع الأطفال، ولكن لا ينبغي إهمال هذه اللغة في دعم العلاقة بين الوالدين وأطفالهما، فهي مهمة لتأكيد ثقته بنفسه وثقته في حب والديه له.

الاتصال البدني
لماذا التواصل البدني مهم؟
لماذا التواصل البدني مهم؟

التواصل البدني وسيلة من وسائل التعبير عن الحب، فمنذ أن يولد الطفل، يُحمل ويُحتضن ويُقبل، ويساهم ذلك كله في أن يتطور بشكل صحي من الناحية العاطفية. والاتصال البدني فعال في العلاقة بين الزوجين، فتشابك الأيدي، والقبلات والأحضان. وكذلك التربيت على الكتف للتشجيع، والشد على الإيدي للمواساة والمؤازرة في الأحزان، والاحتضان تعبيرًا عن الشوق، كلها أساليب وأدوات تؤكد مكانة الطرف الآخر لدينا. ويمكن اعتبارها وسيلة من وسائل شحن بطاريات المخزون العاطفي.

الأطفال ولغات الحب

كيف تكتشف لغة الحب الأساسية لدى طفلك؟

يتحدث أطفالنا لغة لا نفهمها في البداية على وجه صحيح، فالأطفال عادة لا يفهمون ما نقول، لكن من بين كل أشكال عدم الفهم بيننا وبين أطفالنا، توجد طريقة لتوصيل حبنا لأطفالنا كما ينبغي، فهل تستطيع أن تتحدث لغة حب طفلك؟

كل طفل لديه لغة حب أساسية يفهم بها والديه على الوجه الأفضل. وقد يستغرق اكتشاف لغة الحب الأساسية لدى طفلك وقتًا طويلًا، ولكن هناك أدلة في كل مكان. فعملية اكتشاف لغة حب طلفك قد تستغرق وقتًا أطول كلما كان طفلك صغيرًا. فالأطفال يبدأوون للتو تعلم كيف يستقبلون الحب ويعبرون عنه باللغات المختلفة.

جميع الأطفال أنانيون، ولذلك لا يكونون في الغالب واعين بأهمية التواصل بطرق غير مألوفة. وربما يكون لدى أحد الأطفال مشكلة في المشاركة، وإعطاء الهدايا. وبالتالي هو لا يفهم معنى كلمة مجتمع، وما ينبغي عليه أن يقدمه كي ينخرط في المجتمع من ود وإظهار احترام للآخر واهتمام بأولويات الآخرين، وبالتالي مهم جدًا التركيز على إنكار الذات لدى الأطفال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى