«صادقة» تقطع 2500 كيلو من بورما إلى عريسها في ماليزيا
في أجواء محفوفة بالمخاطر، وجدت «صادقة» البالغة من العمر 21 عامًا نفسها محاصرة في جزيرة نائية؛ كل نسائها يفكرن في الانتحار. إنها مأساة شعب الروهينجا في جمهورية ميانمار (بورما)، والتي دمرها الجنود الهائجين والمتاجرين بالبشر والحكومات المتطاحنة. فماذا فعلت الفتاة المتطلعة لتبدأ حياة جديدة مع عريسها الذي ينتظرها على بعد حوالي 2500 كيلومتر في ماليزيا؟
الطريق إلى ماليزيا
في منتصف مارس الماضي، حملت صادقة بيبي البالغة من العمر 21 عامًا، حقيبة صغيرة من متعلقاتها، وانطلقت باتجاه جنوب شرق بنجلاديش، تحمل داخلها الأمل والخوف في آن واحد. ستقابلها سيارة هناك، وتقودها إلى مكان بالقرب من الشاطئ على بعد ساعة جنوبًا، ركبت قاربًا لينقلها بشكل غير قانوني إلى ماليزيا، حيث كان هناك عريسها الذي ينتظر الزواج منها.
اقرأ أيضًا: قصة حبهما تقهر الزمن.. زواج بعد 70 سنة من الفراق
كانت تعلم أنه أمر خطير. يمكن أن ينقلب القارب. أو قد تتعرض للضرب أو الجوع أو الابتزاز من قبل المتاجرين بالبشر. ويمكن أن تلقى مصرعها، مثل الكثير من المحاولات السابقة التي قام بها أناس قبلها. سواء بسبب البحار الهائجة، أو المشاغبين المنتشرين على الحدود. ومع ذلك، بدت الرحلة إلى «صادقة» بكل ما تحمله من مخاطر؛ السبيل الوحيد لبداية جديدة. إما ذلك وإما أن تقبع خلف الأسلاك الشائكة لبقية حياتها، في أكبر مخيم للاجئين في العالم.
الروهينجا.. حكاية لا تنتهي
بعد اعتقال قادة النظام السابق، شُنت على الفور هجمات ضد الروهينجا. وأدرج نظام «أونج هلاينج» على قائمة العقوبات الأمريكية، ودعت الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق في الإبادة الجماعية التي حدثت ضد الروهينجا من 2016 وحتى الآن.
لم تترك أعمال العنف في ميانمار (بورما) خيارًا لأكثر من مليون مواطن من شعب الروهينجا في البقاء في وطنهم.معظمهم فرّ إلى بنجلاديش، والهند، والبعض الآخر إلى ماليزيا وتايلاند، وأجزاء أخرى من جنوب شرق آسيا.
اقرأ أيضًا: نيلسون مانديلا.. ذكرى خروج مُلهم المضطهدين من السجن بعد 27 عامًا
أما «صادقة» فقد غادر شقيقها الأكبر عام 2013، بشكل غير قانوني حدود البلاد، وبذلك رحل آخر فرد من عائلتها، وتركوها وحيدة. وقتها أجرت صحيفة «وول ستريت» مقابلات مع سبعة أفراد من عائلتها. وبعد سبع سنوات -أخيرًا- تمكنت «صادقة» من القفز في قارب آخر لتفر هابة من تلك المآسي.
الحلم بحياة جديدة
رغم كل شيء؛ مازالت «صادقة» قادرة على التفكير في الحب، وبدء حياة جديدة مع ديل علي في ماليزيا. حيث حلما معًا بحياة خالية من الجوع، والتشرد، والحرب، والصراع، والإتجار بالبشر، والإبادات الجماعية. حبيبها الذي انتظر أن يتزوجها هناك في ماليزيا، حيث يغلفهما الحب والأمن والسلام.