سوشيال ناس

من رحم التنمر.. كيف تتغلب «سمروات المغرب» على العنصرية؟

«إحساس مرير لا يمكنني وصفه ذلك الذي ينتابني كلما نعتني أحدهم بـ”عزية” أي صاحبة البشرة الداكنة في مرحلة مراهقتي، وكيف كان ذلك يحزنني ويشعرني بإحباط كبير».. هكذا تتحدث المغربية زهراء مرزوكي، عن الضرر النفسي الذي يلحقها بسبب نظرة البعض إليها.

وتضيف زهراء (37 عاما)، من خلال صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «ليس الأهم لون البشرة أو العينين ولا قوام الجسم.. الأهم أن تستطيع فرض احترامك وذاتك وسط شرائح المجتمع المختلفة، وهو ما لا يستوعبه بعد كل من يصف شخصا يختلف عنه بأوصاف تحط من كرامته».

«عزية وكحلوشة ولويين».. ألقاب من بين أخرى تنعت بها ذوات البشرة الداكنة في المغرب، وهي نعوت يعتبرها البعض تنطوي على تمثلات عنصرية تكرس صور نمطية تربط جمال المرأة بلون بشرتها.

 

تجارب شخصية

ولمحاربة هذه الصور النمطية ووضع حد لمثل هذه التوصيفات العنصرية التي تستعمل بشكل يومي من قبل البعض في الشارع، أسست فتيات مجموعة على مواقع التواصل الاجتماعي أطلقنا عليها اسم «ماشي عزية»، تنشر صور وفيدوهات لفتيات من ذوات البشرة السمراء لمناهضة العنصرية.

وتشارك المجموعة عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي محتويات مختلفة من ضمنها صور نساء بالقفطان المغربي الذي يمثل المرأة المغربية الحرة بغض النظر عن اختلاف شكلها أو لونها، وهو يشكل رمزا من رموز التراث المغربي الأصيل.

 

وتقول «هدى فونو»، مؤسسة صفحة «ماشي عزية» على مواقع التواصل الاجتماعي، إن المبادرة لا تهدف فقط إلى التصدي لبعض أشكال العنصرية، بل أيضا إلى مساندة الفتيات السمراوات في المغرب ودعمهن عبر مواقع التوصل الاجتماعي.

مناهضة العنصرية بالفن

وتشدد فونو على أن الجمال هو شيء نسبي ولا يخضع لمعيار معين، لذلك نحاول داخل المجموعة مشاركة منشورات تبرز جمال المرأة السمراء في كل صورها وباختلاف لباسها تقليديا كان أو عصريا.

وتشير الشابة إلى أن العنصرية لا تنحصر فقط في الشارع فقط بل وجدت لها مكان أيضا داخل صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من خلال التعليقات والرسائل.

 

ضرورة التوعية

ويتطلب القضاء على الصور النمطية المرتبطة بالمرأة السمراء حسب «فونو» المرور عبر مراحل على رأسها التحسيس والتوعية بضرورة تجاوز العبارات العنصرية الموجهة إلى الفتيات والتي تخلف أثر نفسي عليهن خاصة المراهقات منهن.

وتتابع: هناك من لا يدرج تلك النعوت ضمن خانة العنصرية فيما يعتبرها آخرون عنصرية عفوية، وهو ما يؤكد غياب الوعي بوقع هذه العبارات العنصرية على فئة واسعة من المجتمع.

وتضيف: العنصرية هي تراكمات عبر التاريخ حيث كانت تطلق على أصحاب البشرة الداكنة مسميات من قبيل «العبد أو الخادم»، وهي صور نمطية يجب كسرها كونها لا تعكس المؤهلات والمكانة الحقيقة التي يحظى بها اليوم مواطنون يشكلون جزء من المجتمع المغربي وفي جميع أنحاء العالم.

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

اقرأ أيضا:

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى