دراسة حديثة: تلوث الهواء يزيد من خطر الإصابة بالعقم
أفادت دراسة بحثية، نُشرت في مجلة البيئة الدولية، أن 30٪ من حالات العقم غير مبررة. ويعتقد العلماء أن تلوث الهواء يزيد من خطر الإصابة بالعقم.
شملت عينة الدراسة 18571 من الأزواج الصينيين. وهي جزء من مسح الخصوبة الصيني الكبير للنساء المتزوجات. ففي الصين، يُطلب من النساء التسجيل لدى السلطات قبل الحمل. ما يمكّن الباحثين من طلب معلومات من جميع النساء اللائي كن يهدفن إلى الحمل.
يضر التلوث بالخصوبة
وجد تحليل 18000 من الأزواج في الصين أن أولئك الذين يعيشون مع مستويات أعلى من تلوث الجسيمات الصغيرة لديهم خطر أكبر بنسبة 20٪ من العقم. ولم يتمكن العلماء من تحديد كيف يمكن أن يؤدي تلوث الهواء إلى الإصابة بالعقم. لكن من المعروف أن جزيئات التلوث تسبب التهابًا في الجسم، مما قد يضر بإنتاج البويضات والحيوانات المنوية.
تلوث الهواء يُخفض من البويضات في المبايض
وجدت دراسة حديثة أخرى شملت 600 امرأة يترددن على عيادة العقم في الولايات المتحدة، أن زيادة التعرض لتلوث الهواء ارتبط بانخفاض عدد البويضات في المبايض.
يؤثر العقم على ملايين الأزواج حول العالم، ولكن أُجري القليل من الأبحاث حول تأثير تلوث الهواء. ومع ذلك، من المعروف بالفعل أن الهواء الملوث يزيد من مخاطر جوانب أخرى من الإنجاب، بما في ذلك الولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة. تعد المستويات الشائعة من ثاني أكسيد النيتروجين ضارة مثل التدخين في زيادة مخاطر الإجهاض حيث تم العثور على جزيئات التلوث في جانب الجنين من المشيمة.
قال تشين لي، من مركز الطب التناسلي في المستشفى الثالث بجامعة بكين في الصين، والذي قاد أبحاث العقم، إن الآباء المحتملين يجب أن يقلقوا بشأن تلوث الهواء. وقال لصحيفة الجارديان: أشارت العديد من الدراسات إلى أن تلوث الهواء مرتبط بالكثير من حالات الحمل السلبي.
وكتب لي وزملاؤه أن ما يقرب من 30٪ من الأزواج المصابين بالعقم يعانون من عقم غير مبرر، مشيرين إلى أن العمر والوزن والتدخين عوامل معروفة. تشير الدراسة إلى أن التلوث بالجسيمات الصغيرة يمكن أن يكون عامل خطر لا يمكن تجاهله للعقم.
كما استكمل لي إن الدراسات السابقة أسفرت عن نتائج مختلطة ولكنها استندت إلى عينات من عامة السكان، لذلك قد تكون نتائجنا قابلة للتعميم بشكل أكبر.
نوعية الهواء تؤثر على الجهاز التناسلي بشكل عام
قال توم كليمنس من جامعة إدنبرة بالمملكة المتحدة: حجم التأثيرات التي يلاحظونها يبدو مرتفعًا جدًا، وهو أمر سيكون مقلقًا إذا تم إثباته في الدراسات المستقبلية أيضًا، خاصة في البيئات منخفضة التلوث، وقال إن مستويات التلوث في الصين مرتفعة نسبيًا، ولكن تم الإبلاغ عن آثار ضارة على التكاثر عند مستويات أقل بكثير. وقال: من الواضح أن نوعية الهواء الرديئة تؤثر على الجهاز التناسلي بشكل عام.
قالت الأستاذة ميراي توليدانو من إمبريال كوليدج لندن بالمملكة المتحدة، إن البحث الجديد حول هذا الموضوع المهم كان موضع ترحيب كبير حيث لم تكن هناك دراسات سابقة كثيرة. وقالت إن انخفاض مستويات تلوث الهواء قد يؤثر على العقم، لكن هناك حاجة لمزيد من البحث.
نتائج أكثر دقة
وجد الباحثون أن النساء اللاتي تعرضن لتلوث جزيئات صغيرة تزيد بمقدار 10 ميكروجرام لكل متر مكعب على مدار عام كان لديهن خطر أكبر بنسبة 20٪ للإصابة بالعقم. كان متوسط مستوى التلوث للأزواج الصينيين 57 ميكروجرام / متر مكعب. في لندن بالمملكة المتحدة، يبلغ المتوسط حوالي 13 ميكروجرام / متر مكعب.
كما أظهرت النتائج أن نسبة النساء اللائي لم يحملن بعد 12 شهرًا ارتفعت من 15٪ إلى 26٪ عند مقارنة الربع المعرض لأدنى نسبة تلوث بالربع الذي يعاني من النسبة الأعلى. أخذ الباحثون في الاعتبار عوامل أخرى بما في ذلك العمر والوزن والدخل والتدخين وشرب الكحول ومستويات ممارسة الرياضة.
استخدمت الدراسات السابقة للهواء الملوث والخصوبة بيانات عن جودة الحيوانات المنوية، ربما لأنه من الأسهل الحصول عليها، حيث خلصت مراجعة عام 2017 إلى أن تلوث الهواء يزيد من خطر الإصابة بالعقم.
.
يجب تحرك الحكومات
قال كليمنس إنه بينما يعاني الأفراد من الأضرار الصحية الناجمة عن تلوث الهواء، فإن الحكومات هي التي تحتاج إلى التحرك: يجب أن ينصب التركيز على صانعي السياسات وليس على الأفراد.
وأضاف أنه هناك خطوات يمكن للأفراد اتخاذها لتقليل التعرض للتلوث. مثل أنظمة تنقية الهواء في المواقع عالية التلوث، وتجنب التعرض لحركة المرور العالية. لكن كل تلك مازالت مجرد تحركات فردية، ومن المرجح أنها لن تؤدي إلى نتائج كبيرة على المدى الطويل. كما أنها ليست واقعية بالنسبة للعديد من الأشخاص بسبب القيود الاجتماعية والاقتصادية، بما في ذلك أنماط العمل وفرص النقل.