بعد زيادة وفيات الأطفال.. مبادرة جديدة لمحاربة إدمان الألعاب الالكترونية العنيفة
ادمان الالعاب الالكترونية

بعد انتشار العديد من الحوادث التي يرجع سببها إلى إدمان العنف المنتشر في الألعاب الالكترونية، أطلقت نجلاء عياد «معلمة مصرية» مبادرة لمكافحة ألعاب الإنترنت العنيفة.
وتهدف المبادرة لتوعية وحماية الأطفال من خطر الألعاب الإلكترونية العنيفة، مثل «بابجي» ومثيلاتها من ألعاب تحمل المحتوى ذاته.

إدمان الألعاب الالكترونية
وتقول «نجلاء عياد»إن هذه المبادرة تستهدف مساعدة الطلاب على التخلص من حالة الإدمان التي أصابت هذا الجيل بسبب ألعاب الإنترنت، خاصة بعد تزايد حالات العنف والوفاة وسط هذا الجيل بسبب هذه الألعاب، خاصة مع تفشي جائحة كورونا وتوقف الدراسة.
وتعتمد المبادرة على شرح مبسط لتأثيرات مثل هذه الألعاب على الصحة الجسدية والنفسية، وبعض الدراسات المنشورة بالمجلات والمواقع العلمية.
تفاعل كبير
وحول تفاعل الطلبة مع المبادرة، أكدت أن هناك تجاوبا كبيرا من قبل الطلبة، حيث بادر عدد منهم بالمشاركة في التعريف بها عن طريق فريق أسموه «المكافحين»، ما أدى إلى سرعة تجاوب باقي زملائهم مع المبادرة وإعلانهم التوقف عن ممارسة مثل هذه الألعاب.
وتتمني المعلمة أن تتبنى وزارة التربية والتعليم هذه المبادرة لتعميمها في باقي مدارس الجمهورية.

حوادث متكررة
وحققت النيابة العامة في عدة وقائع تضمنت وفاة أطفال بسبب إدمان الألعاب الإلكترونية، وكان آخرها منذ عدة أيام بعد انتحار طفل بسبب لعبة إلكترونية وضعت بنود وشروط يجب أن يقوم ممارسها باتباعها، ويكون آخر شرط فيها الانتحار وهو ما نفذه هذا الطالب.
الإفتاء تحذر
من جانبها، حذرت دار الإفتاء، أولياء الأمور من ممارسة الأطفال للألعاب الإلكترونية دون رقابة، مع ضرورة مراقبة سلوك وأخلاق الطفل أثناء ممارسة هذه الألعاب، ومعرفة ما يجوز منها وما لا يجوز.
وقالت: «ممارسة الألعاب الإلكترونية تكون جائزة شرعا إذا كانت تعود بالنفع على الطفل ولا تؤدى إلى الضرر عليه أو على مجتمعه».
وأضافت أن هذه الألعاب تصبح محرمة إذا كانت تضر بالطفل وتؤثر على نفسيته وصحته وعقله، فتربى فيه العنف والعدوانية وحب ارتكاب الجرائم ضد مجتمعه وأوطانه.

بدائل آمنة
يقول الدكتور محمد الراجحي استشاري تعديل السلوك والتخاطب، إن هناك بديلا عن الألعاب الإلكترونية وهو أكثر أمنا.
وأكد الراجحي أن الأبوين من الممكن أن يساعدا أطفالهم في أداء تدريبات تقوي مهاراتهم الذهنية، مشددا على أن الأطفال في أوقات العزل والتباعد الاجتماعي في ظل وباء كورونا، يجب أن يمارسوا هذه الرياضات الذهنية، التي من الممكن أن تشمل المكعبات والأحاجي وتكوين الصور وإعادة سرد قصة، واللعب بالصلصال، وهي تعتبر بديلا مناسبا للتعامل مع الإنترنت فترة طويلة.
مخاطر على الأطفال
من ناحية أخرى، حدّد بحث مصري أكثر من 10 مخاطر جراء استخدام الأطفال للإنترنت، من بينها الانحراف الأخلاقي للأطفال وإغراقه في قالب معين يُحرف شخصيته.
وأعدّ الدكتور محمد مصطفي محروس، هذه الدراسة بمعهد العلوم الاجتماعية في جامعة الإسكندرية، حول الأطفال في سن (4 – 11 سنة)؛ لمعرفة أثر الارتباط المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال، وتحديد أثر التعلق لدي الأطفال من خلال استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي، وكيفية العلاج من آثارها.
وقال «محروس» إنه لا يمكن الهروب من شبكة الإنترنت في الوقت الحالي، إذ لا يقتصر استخدامها على عمر أو فئة معينة.

تغيرات سلوكية حادة
وأشار إلى أن مخاطر استخدام الإنترنت تتضمن سرقة الوقت من الطفل، وتحوّله لطفل عصبي الطباع حال الاستمرار لساعات طويلة أمام الشبكة، وتأثر وضعه النفسي لأنه يعيش أجواءً مختلفة عن الواقع الاجتماعي المحيط به، بخلاف أنه يعيش في وهم الألعاب التي يستخدمها.

وأضاف أن الألعاب الإلكترونية تتسبب في زيادة العدوانية عند الطفل، كما تؤدي شبكة الإنترنت لزيادة الانطوائية عند الأطفال، بخلاف ضعف شخصيتهم وغياب الهوية لديهم، بجانب التأثير على تفكيرهم حال بقائهم كثيرا أمام الشاشة.



