حكايا ناس
أخر الأخبار

من الفقر إلى ناسا انطلاقاً إلى المريخ.. هذه حكاية ديانا تروخيو

ديانا تروخيو؛ نشأت فتاة صغيرة في كولومبيا في ثمانينات القرن العشرين، حلمت بالالتحاق بوكالة ناسا منذ طفولتها، ولكن كان الحلم أقرب إلى الخيال في ظل معاناتها من فقر مدقع وظروف صعبة.

فما القصة وراء مهندسة الفضاء التي أصبحت الآن تقود فريق كبير من خمسة وأربعين مهندسا في ناسا وفي طريقها للوصول إلى نجوم المريخ.

الآن تعمل ديانا تروخيو مهندسة فضاء، وتقود فريق مكون من 45 شخصًا في مختبر ناسا المسؤول عن الذراع الروبوتية لأحدث مركبة لاستكشاف المريخ. لكن كيف تحولت من فتاة تحلم بالنجوم في الكون الفسيح إلى مهندسة فضاء وصلت إليها بالفعل؟ وراء حكايتها قصة مثابرة مذهلة.

دراسة الفضاء لم تكن سهلة

ولدت ديانا في عام 1983، شغفت بالعلم والفضاء منذ طفولتها لكنها شكت في احرازها أي نجاح في مجال يهيمن عليه الذكور.

في سن السابعة عشرة عرض عليها والدها أن يرسلها للعيش مع عمتها في ميامي لتكتسب لغة ثانية. وقتها لم تملك سوى 300 دولار فقط، فاضطرت أن تعمل سلسلة من الوظائف لتلتحق بكلية ديد ميامي. بالإضافة إلى تعلمها اللغة الإنجليزية، درست هندسة الفضاء. لم يكن الأمر سهلا.

ديانا تروخيو
ديانا تروخيو
تنظيف المراحيض مقابل الطعام

كانت تستقل ستة باصات يوميا لتصل إلى الصف. في أيام أخرى كانت تنظف الحمامات لتساعد في دفع تكاليف دراستها. لكنها لم تتذمر.

تحكي ديانا لسي بي إس  نيوز: تعاملت مع كل شيء طريقي على أنه فرصة، لم أقل لا أستطيع أن أصدق أنني أقوم بهذا العمل في الليل، أو “لا أستطيع أن أصدق أنني أنظف الحمام الآن. بل كنت سعيدة لأن لدي وظيفة أستطيع من خلالها شراء الطعام والحصول على منزل للنوم.

لحظة فارقة 

ثم جاءت لحظة أخرى غيرت حياة تروخيو. ذكر أحد أساتذتها أنه على معرفة برواد فضاء. أدركت ديانا أنها  على بعد خطوة واحدة من معرفة رواد الفضاء، كان هذا كل ما تطلبه الأمر لتحفيز أهدافها المهنية.

واصلت تروخيو دراستها. وأصبحت أول امرأة من أصل إسباني تقبل في ناسا، تفوقت حتى أصبحت واحدة من اثنين فقط من الطلاب الذين تلقوا عرض عمل من المؤسسة المرموقة.

ديانا تروخيو
ديانا تروخيو
قصة من المثابرة

بينما كانت في أكاديمية ناسا، تعرفت على خبير الروبوتات براين روبرتس. واعترافا بقدراتها، دعاها للانضمام إلى فريقه في ناسا لبحوث الروبوتات الفضائية في جامعة ميريلاند، حيث ذهبت للحصول على درجة البكالوريوس في هندسة الفضاء في عام 2007.

في وقت لاحق من ذلك العام، أصبحت عضوا في فريق مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لوكالة ناسا. ومنذ ذلك الحين، ارتدت تروخيو العديد من القبعات في وكالة الفضاء الأمريكية، بما في ذلك قيادة بعثة روفر الفضول في عام 2014 والتي حصلت على إيماءة باعتبارها واحدة من 20 اللاتينيين الأكثر تأثيرا في صناعة التكنولوجيا.

بث فضائي بالإسبانية 

ديانا لم تتوقف عند هنا، وفي فبراير، عندما هبطت مركبة “بيرسيفيرينس روفر” على سطح المريخ، كان ذلك بفضل ديانا تروخيو حيث بثت أول بث فضائي باللغة الأسبانية على الإطلاق تقوم به وكالة ناسا، والذي وصل إلى أكثر من 2.5 مليون مشاهدة على يوتيوب. كما فازت ديانا تروخيو بالعديد من الجوائز في مجالها، وكان آخرها جائزة الشرطة التي أصدرها كونجرس كولومبيا.

ديانا تروخيو
ديانا تروخيو
 الوصول إلى النجوم

استمرت مساعي ديانا تروخيو العلمية جنبا إلى جنب مع ايمانها بدورها كقدوة مؤثرة في الأخرين لتشجيع غيرها من النساء من خلفيات مهمشة لتحقيق أحلامهم المهنية في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. تشكل قصة ديانا دليلاً على وجود عالم كامل من الفرص ينتظر الصادقين المؤمنين بأحلامهم وعملهم الجاد في اقتناص تلك الفرص للوصول الى النجوم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى