حكايا ناسسلايدرمارس شهر المرأة
أخر الأخبار

«مطبخ عزيزة».. مهمة إنسانية لـ«سد جوع» 100 محتاج يوميًا

كتبت: هبة إبراهيم- تصوير : أميرة حسن

«مبحبش أشوف قدامي حد جعان..بفرح أوي وأنا شايفة الكل بيأكل ومبسوط».. كل شخص يعيش فوق هذه الأرض لديه فلسفته الخاصة في التعامل مع حياته ومن ثم حياة الآخرين، الكلمات السابقة كانت هى فلسفة السيدة «عزيزة عبدالعليم» ابنة محافظة المنوفية، والقاطنة رفقة أسرتها في حي إمبابة بالقاهرة.. هذه السيدة التي قطعت عهدًا على نفسها بألا ينام أحدا من أهل منطقتها وهو جائع فأطلقت مبادرة «إطعام 100 محتاج في اليوم» من خلال تدشين جمعية أسمتها «أحباب الكريم» أو «مطبخ الخير».

 

عزيزة عبدالعليم جربت الجوع فقررت ألا تترك أحدًا يجوع

السيدة عزيزة عبدالعليم «أطيب خلق الله» كما يصفها أبناء منطقتها، أتت من إحدى قرى مركز أشمون في محافظة المنوفية للزواج والاستقرار في القاهرة.

انحدرت من عائلة عانت من قلة الطعام وسوء الحال، وقضت ليالِ بدون طعام، اختبرت شعور الجوع لأيام وسنوات، فقررت ألا تدع أحدًا يختبر هذا الشعور مادامت تعيش معنا على الأرض.

تقول عزيزة: «أنا جربت أنام من غير أكل كتير، وكنا بنأكل على قدنا، علشان كدة لما نزلت القاهرة نزلت بحلم وهو إني مخليش حد ينام جعان في منطقتنا».

ومضت السنوات ونجحت في أن تجمع التبرعات من أبناء منطقتها، وكل يوم في تمام الثامنة صباحًا تجمع عددًا من سيدات المنطقة ويذهبن إلى “مطبخ الخير” يشرعن في طهي الطعام الذي اشترته عزيزة بأموال التبرعات وتتكفل هي بتجهيزه في المطبخ المخصص لذلك بالقرب من منزلها، حتى إيصاله إلى منطقة أسفل كوبري عرابي بشارع المطار في إمبابة.

العمل في «مطبخ الخير» على قدم وساق

وفي هذا المطبخ بعض السيدات اللاتي يحصلن على أجور رمزية مقابل بقائهن به لأكثر من أربع أو خمس ساعات متواصلة لطهي كميات الطعام التي تأتي بها عزيزة من أموال التبرعات، واحدة تعكف على طهي الأرز وأخرى على إعداد اللحم وثالثة لطهي الخضروات، كل واحدة في خط إنتاج “مطبخ الخير” الخاص بالسيدة عزيزة تعلم دورها وتتقنه جيدًا، فتقول عزيزة : «الناس دي معايا من أكثر من 30 سنة من أيام ما كنت بعمل المطبخ ده في بيتي، عشرة عمره وبيأخذوا أجور رمزية نظير تعبهم لكنهم مبسوطين إنهم معايا في المبادرة».

أسفل كوبري شارع المطار هو مكان مائدة الرحمن المستمرة طوال العام التي دشتنها عزيزة لإطعام المحتاجين وكل من يعبر من هذا المكان، “أي حد هنا بييجي يأكل مسلم مسيحي محتاج أو لأ الجميع بيأكل ويروح مجبور الخاطر، الأكل ده كله من الله وخارج لله”، تتحدث السيدة عزيزة عبدالعليم صاحبة مبادرة إطعام 100 محتاج، وبالرغم من اسم المبادرة إلا أن عزيزة قد تطعم ما يقرب من 1000 مسكين في اليوم وربما أكثر في بعض الأحيان، خاصة في شهر رمضان المبارك، فقبل أن يعصف فيروس كورونا المستجد بشكل الحياة العادي كانت مائدة عزيزة تعج يوميًا بمئات الصائمين.

على مائدة عزيزة.. الكل هيروح «مجبور».. حتى لو هيأكل عيش وجبنه

مازالت عزيزة عبدالعليم تتذكر أول مائدة أعدتها للمحتاجين وعابري منطقة شارع المطار في حي إمبابة، قبل حوالي 32 عامًا، كانت المائدة أسفل كوبري شارع المطار ولكن في محيط أصغر قبل أن تحصل على مساحة أكبر بإذن من الحي، ولكن مطبخ الخير لم يكن المبطبخ الكائن بالشارع ذاته في الفترة الحالية، كان في منزلها فقط وكانت المتطوعات أقل عددًا.

تحلم عزيزة بينما تتذكر الأيام الأولى لها في المبادرة، أن تنتشر في كل منطقة بمصر مائدة رحمن متواجدة طوال العام، تريد أن يصبح مطبخ عزيزة فكرة تُعمم في كافة أرجاء المحروسة، فلا ينام أحد وهو جائع أو محتاج.

إذا لم تستطع جمع التبرعات لشراء كميات كبيرة من اللحوم والخضروات والأرز، تحاول حينها أن تبحث عن بديل فمطبخ عزيزة يجب أن يعمل كل يوم مهما كلفها الأمر، حتى وإذا اضطرت أن تستبدل هذه الأطعمة بالخبز والجبن والحلاوة، فهي ومعها أكثر من 25 متطوع ومتطوعة قد سبق وتعرضوا لهذا الموقف من قبل.

 

وتحتتم عزيزة: «أحيانًا مبيجيش تبرعات كفاية.. بعمل كشري وأحيانًا سندوتشات جبنة وحلاوة، المهم المطبخ يكون شغال كل يوم، مينفعش يعدي عليا يوم من غير ما ما أشوف مطبخ الخير ومائدة الخير شغالين، لحد ما أموت».

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى