في عيد الأم.. حكايات ملهمة وراء اختيار الأمهات المثاليات

بين الكفاح والألم والصبر والجلد.. تولد حكايات وقصص ملهمة جعلت صاحباتها يتقدمن الصفوف ويحصدن لقب الأم المثالية لعام 2021.
أفضل أم في مصر
وعلت الابتسامة وجه السيدة «فاطمة سيد» الفائزة بالمركز الأول على مستوى مصر، مؤكدة أنها مفاجئة سعيدة لم تكن تتخيلها أبدا.
وأضافت: «شكرا لاختياري لهذا اللقب الغالي، عشت حياة مليئة بالصعوبات ومنحني الله الكثير من العطايا على مسيرتي».
وتضيف السيدة القادمة من محافظة الإسماعيلية: «تلقيت كلمات طيبة من وزيرة التضامن الاجتماعي، أشادت بتجربتي في رعاية أبنائي وعملي في مجال البناء، وانتظر بفخر لقائي مع الرئيس».

تجربة فريدة
ولدى السيدة الستينية تجربة فريدة، حيث عملت في مجال البناء خلال طفولتها لتساعد والدها وهي لا تزال في سن العاشرة، وعند زوجها ظلت تشارك في وظائف كانت حكرا على الرجال.
وتضيف: «عملت سائقة على سيارات النقل، وصناعة الطوب الأحمر وقيادة جرارات الحرث في الأراضي الزراعية ومجال توزيع الألبان».
تربية البنات
بعد زواجها رُزقت السيدة فاطمة بطفلتين لكن لم يشأ القدر أن تستكمل تجربتها الزوجية، موضحة: «حافظت على الفتاتين، استكملت مسيرتي في مجال العمل لتوفير مناخ جيد لهما، التعليم كان أولوية لنا، ونجحنا جميعا في الوصول إلى بر آمن للجميع».
القصة لم تنتهي
أحلام السيدة المكافحة لم تتوقف أبدا، حيث سعت لاستكمال تعليمها، وحصلت على الشهادة الثانوية وتخرجت من المعهد الفني التجاري ثم التحقت بكلية الحقوق لتحصل على الشهادة الجامعية.
وساهمت السيدة فاطمة في محو أمية أكثر من 300 رجل وسيدة من أبناء قريتها بمدينة التل الكبير.
وتابعت: «واجهت الكثير من المصاعب من بينها نظرة المجتمع لعملي في مجالات خاصة بالرجال فقط لكنني تمكنت من إثبات نفسي بالجهد والإخلاص والتركيز قدر الإمكان، وأنصح الجميع بعدم الاستسلام أبدا مهما كانت الظروف».

العاطفة أهم
وفي خطوة هامة أعلنت وزارة التضامن الاجتماعي، عن جائزة «الأم البديلة» الأولى في مصر والتي حصلت عليها السيدة «فاطمة إبراهيم» من محافظة القاهرة.
تزوجت السيدة فاطمة من رجل يعول 3 أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وعملت على تربيتهم بمحبة شديدة دون كلل أو ملل.
وتقول: «لم أصدق عند إعلان فوزي بهذا اللقب الغالي، الآن أشعر أن الاجتهاد لا يذهب هباء».
وتضيف: «قررت منذ سنوات خوض هذا التحدي الصعب وقلت لنفسي لا بديل عن النجاح ومساعدة الأبناء على تخطي كافة المحن».
ومنذ اللحظة الأولى لها في بيت الزوجية وقفت السيدة فاطمة إلى جانب أطفال زوجها، اهتمت بالابنة الكبرى التي تعاني من مرض أنيميا البحر المتوسط، فضلا عن متابعة جلسات التخاطب للابن الثاني، وهو ما ساعد على استجابته السريعة للعلاج ونجاحه في دراسته، بجانب إشراك الابن الثالث في عدد من الألعاب الرياضية لدمجه مع المجتمع.
وتابعت: «لم أشعر في يوم من الأيام أنني أم بديلة، عاطفة الأمومة قادتني في التعامل معهم، نتشارك جميع اللحظات الحلوة والمرة وأسعى دائما لوجودهم في أفضل مكانة».
راهبة في محراب الأمومة
من النماذج الملهمة أيضا في اختيارات وزارة التضامن الاجتماعي للأمهات المثاليات، هي الراهبة «خاريس» الأم البديلة لمؤسسات الرعاية «كريمي النسب» بمحافظة قنا.
بدأت الراهبة «خاريس» رحلتها مع المكان منذ 25 عاما بعد استدعائها من أحد الأديرة لتصبح مشرفة على تربية أبناء الدار الذين فقدوا ذويهم.
وتقول عن فوزها بلقب الأم المثالية: «مفاجأة سارة للغاية، عمت السعادة أرجاء الدار عندما تلقينا خبر الفوز، أشكر جميع من ساهم في وقوفي اليوم على منصة التتويج».
وتضيف: «لم تكن مهمتي في الدار سهلة، حاولنا على مدار أعوام تخريج أجيال عديدة في صورة مشرفة.. الإشراف على مئات الأطفال تجربة صعبة لكن كل شيء يمر بالمحبة والتفاهم والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة».
وتابعت: «لدينا الآن العديد من أبنائنا في كليات قمة ووظائف مرموقة، ونهتم بالتواصل معهم حتى الآن وبعضهم يأتي إلى الدار باستمرار، مصدر سعادتي الكبرى في رؤيتهم بأفضل حال».
وقدمت وزيرة التضامن الاجتماعي، التهاني للأمهات الفائزات، مؤكدة حرص الوزارة على تكريم الأمهات المثاليات على مستوى الجمهورية وفقا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأوضحت أن الاختيار يأتي بناء على عطاء الأم ونجاحها في الحفاظ على تماسك الأسرة ومواجهة التحديات المختلفة.
وأشارت وزيرة التضامن الاجتماعي، إلى أن عدد الأمهات الفائزات بمصر 34 سيدة جرى اختيارهم من بين 498 متقدمة.
وتضمنت شروط الاختيار إعلاء قيمة الأسرة البديلة وتفعيل دورها باعتبارها خط الدفاع الأول لمواجهة ظاهرة أطفال بلا مأوى وتعظيم دور هذه الأسر وتشجيعها على كفالة الأيتام.