اكتشاف مواد كيميائية في دم النساء والأطفال.. دراسة أمريكية تؤكد: بسبب مستحضرات التجميل
اكتشف علماء أمريكيون مواد كيميائية في دم النساء الحوامل وأطفالهن. وذلك خلال دراسة أجريت على ثلاثين امرأة حامل، بما في ذلك 55 مادة لم يسبق لها مثيل في البشر مرتبطة بالبلاستيك ومستحضرات التجميل، و 42 مادة كيميائية غامضة بدون مصادر أو استخدامات معروفة.
يُعتقد أيضًا أن جميع المواد الكيميائية البالغ عددها 96 مادة، موجودة في الجسم منذ فترة طويلة. ولكن اُكتشفت الآن فقط من خلال استخدام مقياس الطيف عالي الدقة، وهي تقنية متاحة منذ العقد الماضي فقط.
اقرأ أيضًا: بعد زيادة وفيات الأطفال.. مبادرة جديدة لمحاربة إدمان الألعاب الالكترونية العنيفة
لاحظ فريق من جامعة كاليفورنيا (UCSF)، وجود مواد كيميائية في دم النساء والأطفال حديثي الولادة، ما يشير إلى أنها تعبر مشيمة الأم.
على الرغم من أن المواد الكيميائية غير معروفة، يعتقد الباحثون أنها جاءت على الأرجح من منتجات استهلاكية مثل مستحضرات التجميل والبلاستيك.
مقياس الطيف عالي الدقة
تم تطوير مقياس الطيف عالي الدقة (HRMS) لأول مرة منذ حوالي 50 عامًا، ولكن في السنوات العشر الماضية تم توفيره في متناول المجتمع العلمي.
اقرأ أيضًا: دراسة جديدة: 5 حصص من الفاكهة والخضروات.. طريقك إلى حياة أطول
هذه الأداة القوية قادرة على تحليل المادة العضوية المذابة. وذلك عبر شعاع من الضوء يقسمها إلى أجزاء مختلفة، بناءً على الجسيمات.
ينتج كل عنصر ومركب كيميائي في العينة توقيعه الخاص، ما يسمح للعلماء بتحديدها بشكل فردي. جمع فريق UCSF 60 عينة دم من 30 امرأة حامل مختلفة، بالإضافة إلى 30 عينة من الحبل السري. كشف التحليل عن 662 توقيعًا كيميائيًا عند ضرب أيونات موجبة و 788 توقيعًا سلبيًا.
منتجات استهلاكية مختلفة
جمع الباحثون عينات متشابهة وفرزوها، وحددوا 109 نتيجة فريدة؛ أغلبها مشتق من منتجات استهلاكية مختلفة. يستخدم ما يقرب من 40 عينة كمواد ملدنة، و28 منها في مستحضرات التجميل، و25 تدخل في المنتجات الاستهلاكية المختلفة، و29 كمواد صيدلانية، و23 كمبيدات حشرية، وثلاث مواد كمثبطات للهب.
اقرأ أيضًا: دراسة حديثة: عسل النحل مفتاح علاج سرطان الثدي
حدد الفريق أيضًا سبعة من مركبات «PFAS» التي تنص عليها وكالة حماية البيئة (EPA) هي مجموعة من المواد الكيميائية التي يصنعها الإنسان، والتي تم تصنيعها واستخدامها في مجموعة متنوعة من الصناعات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في الولايات المتحدة، منذ الأربعينيات.
تستخدم هذه المركبات في الغالب في السجاد والمفروشات. ووفقًا للدراسة، فإن الملدنات جاءت على الأرجح من تغليف المواد الغذائية والأواني البلاستيكية، إلى جانب الأجهزة.
وكالة البيئة وعمل أفضل
قالت تريسي جي وودروف، أستاذة التوليد وأمراض النساء وعلوم الإنجاب في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو: ربما كانت هذه المواد الكيميائية موجودة في البشر لبعض الوقت، لكن تقنيتنا تساعدنا الآن على تحديد المزيد منها. إنه أمر مقلق للغاية أننا غير قادرين على تحديد استخدامات أو مصادر الكثير من هذه المواد الكيميائية.
يجب أن تقوم وكالة حماية البيئة بعمل أفضل في مطالبة الصناعة الكيميائية بتوحيد تقاريرها عن المركبات والاستخدامات الكيميائية. ويحتاجون إلى استخدام سلطتهم للتأكد من أن لدينا معلومات كافية لتقييم الأضرار الصحية المحتملة وإزالة المواد الكيميائية من السوق التي تشكل خطرًا.
