«مركز إبداع الطفل».. خطوات مشرقة على طريق المستقبل

صدق الرئيس عبد الفتاح السيسي، على إصدار القانون رقم 204 لسنة 2020، والذي نص على استحداث جائزة جديدة تحت مسمى «جائزة الدولة للمبدع الصغير». وبالفعل انطلقت نهاية فبراير الماضي، فعاليات الجائزة، في دار الأوبر المصرية، تحت رعاية السيدة انتصار السيسي، حرم رئيس الجمهورية. تمنح جائزة الدولة للمبدع الصغير سنويًا لمن يقدم منتجًا فكريًا أو ماديًا مبتكرًا، بهدف النهوض بالفنون والآداب، شرط ألا يتجاوز عمره 18 عاما.
اقرأ أيضًا: اقرأ لطفلك.. لماذا يحتاج الأطفال الاعتياد على قراءة الكتب؟
وفي هذا السياق، تسلط منصة «الناس. نت» الضوء على مبدعين صغار، تمت تنمية مهاراتهم واكتشاف مواهبهم، من خلال جمعية «رعاية أطفال السجينات»، والتي أسست «مركز إبداع الطفل»، بهدف كشف مواهب أبناء السجينات والغارمات.
مركز إبداع الطفل
انبثقت فكرة «مركز إبداع الطفل» من ضمن أنشطة مشروع «نقطة ضوء»، الذي قدمته جمعية رعاية أطفال السجينات لتنمية مهارات الأطفال. وعقب ورشة للسيدات داخل سجن دمنهور للتدريب على حرف يدوية؛ انطلق «مركز إبداع الطفل»، كأحد أنشطة جمعية رعاية أطفال السجينات. وقد تم إطلاق المركز رسميا في بداية عام 2020م. وصار يقدم المركز الدعم لـ 50 طفلًا في المرحلة الأولى، و50 طفلًا آخرين في المرحلة الثانية. مستهدفا الفئة من عمر 7 إلى 15 عاما.
يهدف «مركز إبداع الطفل» إلى تقديم الدعم الكامل لأطفال السجينات، اجتماعيًا ونفسيًا. وإعادة دمجهم في المجتمع لما تمر به هذه الفئة بوصمة مجتمعية وظروف اقتصادية صعبة. وتقول سمر أحمد، منسق مشروع «نقطة ضوء»: «بعد العديد من الأنشطة التي نفذناها مع الأطفال بشكل مباشر في الجمعية، باستخدام البرامج المتخصصة، ظهرت خلالها المشاكل الاجتماعية والنفسية التي يمر بها الأطفال، وما قد يسبب ذلك من خنق لمواهبهم. ولذلك فكرنا في مشروع يساعد الطفل على اكتشاف ذاته وتنمية مهاراته رغم الظروف الصعبة التي تحيط به».
أنشطة منوعة
نجح «مركز إبداع الطفل» مؤخرًا، بالتعاون مع شركة الحاوي لمهارات المسرح والتمثيل؛ في تنفيذ ورشة أظهر الأطفال خلالها مواهبهم في الرسم والتمثيل والغناء. وتشمل أنشطة «مركز إبداع الطفل»، المجالات الفنية والثقافية والاقتصادية؛ والرياضية أيضًا. حيث يتيح المركز تنمية المهارات الرياضية المختلفة لدى الأطفال مثل: كرة القدم والكاراتيه والسباحة. ويسهل عليهم الاشتراك في الأندية القريبة من مناطق سكنهم.
اقرأ أيضًا: لغات الحب الخمسة.. كيف تكتشف لغة الحب الأساسية لدى طفلك؟
تعد مشاركة الأطفال في تلك الأنشطة بمحض رغباتهم، واختياراتهم الخاصة. حيث يوازن المركز في أنشطته المتنوعة بين التعليم والترفيه، من خلال توفير زيارات للأماكن التاريخية لرفع وعي الأطفال بتاريخ بلدهم، مثل القلعة وفاجنون، وتعلم الرسم على الزجاج والفخار. وكذلك يقدم المركز أيضًا، رحلات ترفيهية للأطفال، ومسابقات مختلفة، تتخللها أنشطة تهدف إلى ترسيخ ثقافة التعاون واحترام الآخر.
تهدف جمعية رعاية أطفال السجينات، بجانب الأنشطة التثقيفية والرياضية والترفيهية، إلى غرس قيم العمل لدى الأطفال، وتعليمهم بعض الحرف اليدوية مثل صناعة الخزف، عبر أساليب تدريب خاصة تناسب أعمارهم، وتدريب على تسويق هذه المشروعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما يؤهلهم فيما بعد للنجاح في مجال ريادة الأعمال.
الأطفال يتحدثون بالفن
في 18 أغسطس الماضي؛ قدم «مركز إبداع الطفل» برنامجا فنيا شاملا للأطفال، لمدة 38 يومًا. تم دمج حوالي 57 طفلًا وطفلة في مجموعة واحدة، وتدريبهم على تحويل قضاياهم ومشاكلهم الاجتماعية في عرض مسرحي تفاعلي، من تنفيذهم بشكل كامل.
وضع الأطفال النص المسرحي لعرضهم بعنوان «اسمعونا». وبدأوا في تصميم الديكور بأنفسهم، ومباشرة باقي الأدوار الأخرى من التمثيل والغناء والإخراج. تقول سمر أحمد، إن الأطفال نجحوا في إبراز القضايا التي تمسهم، في شكل فني راقٍ. مثل افتقادهم لحقهم في اللعب والتعلم، واضطرارهم للعمل في سن صغيرة بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية لأسرهم.
وتضيف «سمر»، أن جمعية رعاية أطفال السجينات، قدمت العرض على مسرح مكتبة الزمالك العام الماضي، وتعتزم على إعادة تقديمه مجددا هذا العام.
حياة فارقة
تشير أمهات الأطفال إلى تغير إيجابي في سلوك أبنائهم: قل التنازع بين الأشقاء، قلت رغبتهم في اللعب في الشارع. لقد أصبحت أنشطة مركز إبداع الطفل، وسيلة لترغيب الأطفال في السلوكيات الحميدة داخل المنزل. وتنمية مهاراتهم الإبداعية، وحفظهم من الانجراف للسلوكيات السلبية.
اقرأ أيضًا: «تحدي التعتيم».. «ألعاب الموت» الالكترونية تهدد حياة الأطفال والشباب
«حاسة إن فيه حاجة اتغيرت في شخصيتي يمكن إني بقيت أقوى». هكذا تقول الطفلة مريم محمد، عن مشاركتها في أنشطة مركز إبداع الطفل. فيما يقول الطفل عبد الرحمن رجب: «كنت واخد الدنيا هزار، وده كان مخليني متعلمش حاجة، لكن في المركز اتعلمت أنشطة كتير». ويقول الشقيقان مريم وعمر محمد: «بنستنى يوم الورشة ييجي، عشان كل مرة بنعمل حاجة جديدة».
نتج عن المرحلة الأولى من مشروع «مركز إبداع الطفل»، فريق من الأطفال الموهوبين مكون من 20 طفلًا (من 10 سنوات إلى 15 سنة). كما تتواصل الجمعية مع الهيئات المعنية لدعم مواهب هؤلاء الأطفال وتنمية مواهبهم وقدراتهم بالشكل الأمثل.