

توحيدة بن الشيخ .. أكثر من مجرد طبيبة؛ فهي ناشطة اجتماعية ساهمت في تغيير المجتمع الذي تعيش فيه، ولذلك استحقت احتفاء عملاق الانترنت «جوجل» في 27 مارس 2021.
وتصدرت «توحيدة بن الشيخ» الصورة الرئيسية على محرك البحث جوجل، والتي وصفت بطبيبة الفقراء، لذلك قام جوجل بتغيير شعاره إلى صورتها، احتفالاً بيوم 27 مارس، والذى شهد العام الماضى، طرح البنك المركزي التونسي عملة ورقية جديدة من فئة 10 دنانير، تحمل صورة أول طبيبة في تونس وشمال أفريقيا التونسية.
و وفقاً لما ذكره جوجل عنها، فهى أول امراة تمارس مهنة الطب في تونس وفي المغرب العربي، وأنشأت أول مجلة «ليلى» وهى مجلة تونسية نسائية.

ولدت Tawhida Ben Cheikh 2 يناير عام 1909 وتوفيت بتونس العاصمة، عن عمر يناهز 101 سنة، في 6 ديسمبر 2010.
لم يكن هذا فقط الذي جعل جوجل يحتفى بطبيبة الفقراء «توحيدة بن الشيخ»، ففي عام 1950، أسست ، جمعية القماطة التونسية للعناية بالأطفال الرُضع من أبناء العائلات الفقيرة، كما ساهمت في تأسيس لجنة الإسعاف الوطني، وفي عام 1958 أصبحت عضواً في عمادة الأطباء التونسيين.
نضال حكيمة
النخبة التونسية احتفت بالدكتورة توحيدة بن الشيخ، Tawhida Ben Cheikh، تقديرا لإسهاماتها الطبية والفكرية، وتم تناول مسيرتها في شريط وثائقي يحمل عنوان «نضال حكيمة»، كما أصدر البريد التونسي طوابع بريدية تحمل اسمها وصورتها وأسس عدد من الأطباء جمعية طبية تحمل اسمها «جمعية توحيدة بن الشيخ للسند الطبي» إعترافا بمكانتها وإسهاماتها التي تواصلت إلى تاريخ وفاتها سنة 2010.
جاء احتفاء جوجل، اليوم بـ توحيدة بن الشيخ لما يمثله تاريخ اليوم 27 مارس والذى شهد مبادرة البنك المركزى التونسى من طرح عملة ورقية تحمل صورة لها، نظراً لتاريخها المشرف.
النشأة
توحيدة بن الشيخ أول تونسية حصلت على شهادة الثانوية العامة في عام 1928، نشأت في كنف عائلة ميسورة الحال، في منطقة ريفية، تُسمى رأس الجبل، وهى تابعة لمحافظة بنزرت شمال العاصمة تونس، كانت والدتها من عائلة بن عمار، إحدى العائلات التونسية الثرية والمناضلة. كما أن الطاهر بن عمار، هو خالها. والذى كان من أبرز المناضلين في مسيرة استقلال تونس من الاستعمار الفرنسي.
تولت والدة تربيتها بعد وفاة والدها مع شقيقيها، وحصلت Tawhida Ben Cheikh (توحيدة بن الشيخ) على الشهادة الابتدائية عام 1922، ثم واصلت دراستها الثانوية في معهد “أرمان فاليار” بتونس، حيث نجحت في الحصول على شهادة الثانوية العامة عام 1928، وكانت بذلك أول تلميذة تونسية مسلمة تحصل على هذه الشهادة.
الالتحاق بكلية الطب

توحيدة بن الشيخ توجهت بعد حصولها على شهادة الثانوية العامة، إلى فرنسا لتتابع دراستها الجامعية، ونظرَا لنبوغها في الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا في الثانوية العامة، فقد مكنها هذا النبوغ من الالتحاق بكلية الطب بباريس، وبعد ثلاث سنوات من السكن بالحي الدولي للطالبات، انتقلت لتسكن مع عائلة الدكتور بورني الطبيب والباحث الفرنسي بمعهد باستور بتونس، وهذا ما سمح لها بالتعرف على الأوساط الثقافية والعلمية الفرنسية.
تخرجت فى عام 1936، من جامعتها في باريس، وحصلت على الماجستير والدكتوراة، حتى عادت إلى وطنها تونس، حاملة شهادتها في الطب، لتكون أول طبيبة تونسية وأول طبيبة في العالم العربي، افتتحت توحيدة بن الشيخ عيادتها الخاصة، التي كانت في ذلك الوقت مقصدا للفقراء، فقد كان الكشف والعلاج مجانًا.
كان تخصص توحيدة بن الشيخ، في طب النساء والتوليد، وكانت من أوائل المساهمات في إطلاق تجربة التنظيم العائلي في
انجازات ومناصب

تونس، وواصلت الريادة من خلال توليها العديد من المناصب الإدارية في تخصصها، حيث قامت بإنشاء قسم في مستشفى شارل نيكول بالعاصمة تونس في عام 1963، والذى كان متخصص في إجراءات التنظيم العائلي وتحديد النسل.
تولت إدارة قسم التوليد وطب الأطفال الرضع، بنفس المستشفى، بين العامين 1955 و1964، بعدها تولت منصب رئيسة قسم التوليد، بمستشفى عزيزة عثمانة بتونس، وفي عام 1970 تقلدت منصب مديرة الديوان الوطني للتنظيم العائلي، كما تولت الدكتورة توحيدة بن الشيخ بعد الاستقلال العديد المناصب منها :
– تولت إدارة قسم التوليد والأطفال الرضع، في مستشفى شارل نيكول بتونس، من عام 1955 إلى عام 1964.
– أنشأت في المستشفى ذاتها، قسما خاصا بالتنظيم العائلي أو ما يعرف (تحديد النسل) في عام 1963.
– تولت منصب رئيسة قسم التوليد، بمستشفى عزيزة عثمانة بتونس.
– تم تعيينها في عام 1970، في منصب مديرة الديوان الوطني للتنظيم العائلي.
– ساهمت في الحياة الفكرية من خلال كتاباتها المتفتحة، حتى أسست أول مجلة تونسية نسائية ناطقة بالفرنسية صدرت من 1936 إلى 1941 تحت عنوان “ليلى”.
– قدمت في الصحافة، مساهمات ذات تأثير كبير، فقد ساهمت بكتاباتها وهي طالبة في النشرة السنوية لجمعية طلبة شمال إفريقيا المسلمين، هذا بخلاف ما كانت تكتبه من موضوعات نسوية في مجلة ليلى الأسبوعية.