«سارادا»: عملي في مجال الرعاية الاجتماعية غير نظرتي للحياة


هل يمكن لعمل أن يغير طريقة رؤيتنا للعالم؟ «سارادا»، شابة في الـ 25 من العمر، تركت وظيفتها في مختبر «King’s College London» منذ بدأت جائحة كوفيد 19. باحثة عن عمل مفيد على حد وصفها، ويمكن أن تشعر بذاتها من خلاله.
«لم تكن لدي أية فكرة عما سأفعله بعدها. ومع تزايد تسريح العمالة أصبح الأمر كارثيًا». هكذا تقول «سارادا»، مضيفة: «أنا ثرثارة بطبيعتي وأحب العمل مع الناس. لذلك عندما سمعتُ أن قطاع الرعاية الاجتماعية يتيح وظائف جديدة، تحمستُ على الفور».
هل نؤمن أن بقدرتنا على التأثر الإيجابي من خلال المجال الذي نعمل به؟ تعيش «سارادا» في جنوب لندن. يعمل والدها ممرضًا عامًا في دار رعاية المسنين في بلفاست. وتقول«سارادا»: «كنت دائمًا مهتمة بعمله. أخبرني في مكالمة هاتفية عن احتياج الدار لموظفين جدد للعمل في مجال الرعاية الاجتماعية. ومع انتشار الوباء، قال أبي أنه يعتقد أن هذا العمل مفيدٌ لي، وللأشخاص الذين سأعمل معهم».
أكثر مهنة قيمة في العالم
أحبت «سارادا» العمل في مجال الرعاية منذ اللحظة الأولى. كانت قادرة على تضفير مهارات تعلمتها من وظيفتها السابقة مثل: التخلص الآمن من النفايات، وتوفير الأمان، والحرص على إنجاز مهام متعدد بكفاءة عالية.
صارت تعمل «سارادا» في مجال الرعاية الاجتماعية، بالتعاون مع وزارة الصحة. في البداية دعمت الناس في منازلهم. وتقول إنها أكثر مهنة جديرة بالاهتمام في العالم. موضحة: «بدت الرعاية المنزلية مناسبة لي. أحب التحدث إلى الناس، واعتدت الوقوف على قدمي طوال اليوم».
بدا الأمر صعبًا في البداية، لكن امتنان الأشخاص الذين ترعاهم، جعل «سارادا» وزملاءها يشعرون بأهمية دورهم في دعم هؤلاء. وفوجئت بسرعة تعلمها من المواقف الصعبة، وتدارك الإخطاء. وصارت ترى -على حد قولها- أن الرعاية الاجتماعية للبالغين هي أكثر المهنة قيمة في العالم.
كيف يجعلك العمل فخورًا بنفسك؟
تُساعد «سارادا» مرضاها في النهوض من الفراش، وإعداد وجبات الطعام، وترتيب أغراضهم، وشراء بعض مواد البقالة. وتقول: «باختصار؛ أعتني بهم». تروي «ساردا» تجربتها في مجال الرعاية الاجتماعية: ««أزور ما بين 7- 10 أشخاص في منازلهم يوميا. بعضهم من الشباب وأكثرهم من كبار السن؛ والمصابين بالزهايمر والخرف».
وعن أبرز الحالات التي تأثرت بهم «سارادا»، تقول: «تعرضتُ خلال عملي لنماذج من محتاجي الرعاية مصابين بمرض باركنسون. وتعاملتُ لأول مرة مع آخرين يعانون من السنسنة المشقوقة، والشلل الدماغي وصعوبات التعلم. وقابلتُ شخًا مصابًا بالتوحد، كان التعامل معه تحديًا كبيرًا في فهمي لحقيقة عمل الرعاية الاجتماعية».
تعتبر المكافآت في أعمال الرعاية؛ عاطفية. تقول «سارادا»: «أبسط مهمة تحدث فرقًا كبيرًا في حياة الشخص الذي أعمل معه. كل يوم في عملي، يشعرني أنني أحدث فرقًا. عندما يبتسم لي الشخص الذي أرعاه أو يمسك بيدي أو يقول شكرًا لك، أشعر بالرضا عما أفعل».
«عندما أشعر بالإرهاق في نهاية اليوم، أعود إلى المنزل وأحدث نفسي: هل فعلتُ شيئًا يستحق العناء؟». تقول «سارادا»: «غيرت هذه الوظيفة نظرتي إلى الحياة. جعلتني أقدر الأشياء، وأشعر بالفخر بحياتي المهنية».
وتضيف «سارادا»: «سأعود إلى أيرلندا الشمالية قريبًا، فلا أطيق الانتظار لبدء أعمال الرعاية في بلفاست. سواء كان ذلك في دار للرعاية، أو سأستمر في مجال الرعاية المنزلية. والدي فخور جدا بي. من يدري.. قد ينتهي الأمر بنا بالعمل في نفس المكان. أعتقد أن هذا سيكون أروع شيء يحدثُ لي».