انتخب المشرعون في كوسوفو فيوزا عثماني سادريو كرئيسة جديدة للبلاد، وأقسموا اليمين أمس الأحد 4 ابريل 2021، لولاية مدتها خمس سنوات، وتعتبر ثاني امرأة في الدولة البلقانية في فترة ما بعد الحرب.
شمل البرلمان 120 مقعدًا، والذي انعقد في جلسة استثنائية لمدة يومين، منح البرلمان 71 صوتًا لرئيسة البرلمان السابقة فيوزا عثماني-سادريو، في الجولة الثالثة من التصويت، في حين تم إلغاء 11 صوتًا. وقاطع حزبان معارضان وحزب الأقلية العرقية الصربية التصويت.
العام الماضي نُصبت مؤقتًا بدلًا من الرئيس السابق تاتشي
في نوفمبر، حلت عثماني سادريو البالغة من العمر 38 عامًا بشكل مؤقت محل الرئيس السابق هاشم تاتشي، والذي كان زعيم حرب عصابات أثناء حرب كوسوفو من أجل الاستقلال عن صربيا في أواخر التسعينيات، والذي استقال بعد مواجهة اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في محكمة خاصة. مقرها في لاهاي.
عثماني-سادريو، الرئيس السابع لكوسوفو ما بعد الحرب وثاني امرأة، حظيت بدعم حركة تقرير المصير اليسارية، أو التي فازت في انتخابات كوسوفو المبكرة في 14 فبراير بأغلبية ساحقة. يشغل الحزب الآن المناصب الثلاثة العليا: الرئيس ورئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء. كانت عثماني-سادريو صاحبة أعلى الأصوات في تلك الانتخابات.
تتحدث خمسة لغات
فيوزا عثماني-سادريو (من مواليد 17 مايو 1982) ناشطة حقوقية ألبانية من كوسوفو، نُصبت كرئيسة لكوسوفو 4 إبريل 2021، ومثلت سابقًا هذا الدور بين نوفمبر 2020 ومارس 2021. كما شغلت عثماني منصب رئيس الجمعية كوسوفو من فبراير 2020 حتى مارس 2021.
ولدت فيوزا عثماني سادريو عام 1982 في ميتروفيتشا، التي كانت آنذاك جزءً من جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية الاشتراكية. أنهت المدرسة الابتدائية والثانوية في مسقط رأسها. عثماني متزوجة وأم لبنتين توأم. وهي أيضًا أستاذة في جامعة بريشتينا، كما قامت بالتدريس كأستاذ في جامعة بيتسبرج. وتتحدث اللغات الإنجليزية والتركية والإسبانية والصربية والألبانية.
مسيرتها المهنية والأكاديمية
حصلت فيوزا عثماني سادريو على درجة البكالوريوس من جامعة بريشتينا في كوسوفو. وفي عام 2005 حصلت على درجة الماجستير في القانون من جامعة بيتسبرج. خلال تلك الدرجة، حصلت على مرتين جائزة التميز للمستقبل من الجامعة.
من 2009-2014 أكملت دراسة الدكتوراه في نفس الجامعة، مرة أخرى في كلية الحقوق في بيتسبرج.
بصفتها أستاذة جامعية، تقوم بتدريس القانون الدولي في كوسوفو، بينما تقوم في أمريكا بتدريس “بناء الدولة والقانون: تجربة كوسوفو”.
في عام 2017، تم تكريم عثماني بجائزة شيث الدولية من جامعة بيتسبرج لمساهمتها في الديمقراطية وحقوق الإنسان.
مسيرتها السياسية
بدأت مسيرة عثماني السياسية في سن المراهقة كناشطة في الرابطة الديمقراطية لكوسوفو. في 27 أغسطس 2009، تم انتخابها رئيسة للموظفين، ومستشارة قانونية ومستشارة في السياسة الخارجية لرئيس جمهورية كوسوفو آنذاك، فاتمير سيديو.
كانت عثماني عضوًا في مجلس كوسوفو لثلاث فترات وحصلت على أكبر عدد من الأصوات في تاريخ برلمان كوسوفو.
ساهمت عثماني في استقلال كوسوفو، حيث عملت كممثلة للرئيس في لجنة الدستور، وهي الهيئة التي أعدت دستور كوسوفو. كما عملت كممثلة لكوسوفو في قضية في محكمة العدل الدولية، حيث دافعت عن شرعية استقلال كوسوفو.
شغلت عثماني منصب رئيس لجنة الشؤون الخارجية والاستثمارات الاستراتيجية. كما عملت سابقًا كرئيسة للجنة التكامل الأوروبي ونائبة رئيس لجنة الإصلاحات الدستورية في كوسوفو.
محاربة الفساد
اعتبرت فيوزا عثماني رئيسة وزراء محتملة لكوسوفو من قبل حزبها في الانتخابات البرلمانية المبكرة لعام 2019. أثناء حملتها الانتخابية، قالت عثماني إنها تعتقد أن سكان كوسوفو مستعدون لرئاسة الوزراء، وأنها قادرة على محاربة الفساد، فضلاً عن الوعد بإصلاحات السوق الحرة في كوسوفو.
في عام 2020، عُينت عثماني رئيسة للبلاد بالنيابة لكوسوفو بعد استقالة الرئيس السابق هاشم تاتشي وسط اتهامه من قبل الدوائر المتخصصة في كوسوفو ومكتب المدعي العام المتخصص في لاهاي.
ومن الجدير بالذكر حصلت كوسوفو على استقلالها عام 2008 بعد تدخل الناتو في عام 1999 لوقف حملة القمع الدموي التي شنها الرجل الصربي آنذاك سلوبودان ميلوسوفيتش على تمرد مقاتلي الاستقلال الألبان. تم الاعتراف بها من قبل أكثر من 100 دولة ولكن ليس من قبل صربيا أو الحلفاء الصرب مثل روسيا والصين.
