مليون شخص من غير المدخنين يفقدون حياتهم سنويًا بسبب التدخين
قد يختار المرءُ أن يضر نفسه، ولكنه عندما يتجه إلى التدخين؛ لإنه يسلب شخصًا آخر حفه في الحفاظ على صحته. صحيح أن تدخين السجائر من أكثر الأمور شعبية في العالم. ولكن هناك منتجات أخرى من التبغ؛ تتسبب في نفس الضرر أو أكثر، مثل: تبغ النرجيلة، ومنتجات التبغ العديم الدخان، والسيجار، والسيجاريليو، والتبغ الجاهز للف باليد، وتبغ الغليون ولفافات البيدي، والكريتيك.
يحتوي التبغ على الأسيتون والقطران والنيكوتين وأول أكسيد الكربون، وأكثر من 7000 مادة كيميائية أخرى، بما في ذلك مئات المواد السامة، وحوالي 70 مادة يمكن أن تسبب السرطان. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية؛ يودي تدخين التبغ بحياة أكثر من 8 ملايين نسمة سنويًا حول العالم. من بينهم حوالي 1,2 مليون من غير المدخنين الذين يتعرضون لدخان التبغ باستمرار.
التدخين السلبي
يسمى من يتعرض لدخان التبغ، ولا يدخنه بـ «المدخن السلبي». ذلك لأنه يتأثر بكافة أضرار التدخين، مثل المدخن. فهناك حوالي مليون شخص يفقدون حياتهم بسبب التدخين؛ وهم لا يدخنون.
لا تؤثر المواد التي يستنشقها المدخن على الرئة فقط؛ بل يمكن أن تؤثر على الجسم بالكامل. وقد يؤدي التدخين أيضا إلى مجموعة متنوعة من المضاعفات المستمرة في الجسم، فضلاً عن التأثيرات طويلة المدى على أنظمة الجسد، في حين أن التدخين يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمجموعة متنوعة من المشاكل الصحية على مدار سنوات.
اقرأ أيضًا: في اليوم العالمي للصحة | مبادرات مصرية ناجحة رغم تحدي جائحة كوفيد-19
يضر التدخين بنظام القلب والأوعية الدموية. ويتسبب النيكوتين في شد الأوعية الدموية، مما يقيد تدفق الدم، ويزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية. وبمرور الوقت قد يتسبب ذلك في تلف في الأوعية الدموية. ووفقا لجمعية الرئة الأمريكية؛ أن آثار التدخين قد لا تكون فورية، ويمكن أن تظهر المضاعفات والأضرار بعد سنوات عديدة.
ما الذي يتناوله المدخن في التبغ؟
1- القطران هو إحدى مكونات التبغ، وهو عبارة عن مادة لزجة تترسب في الرئتين، وتحتوي على العديد من المواد المسببة للسرطان.
2- النيكوتين مادة كيميائية تسبب الإدمان، ويعتقد بعض الخبراء أن النيكوتين، هو مادة قابلة للإدمان أكثر من الهيروين أو الكوكايين. فالمدخن تنتابه الرغبة الشديدة في التدخين، للحصول على مزيد من النيكوتين.
3- ومن المواد السامة أيضا أول أكسيد الكربون غاز عديم اللون يقلل من كمية الأوكسجين، التي يمكن لخلايا الدم الحمراء أن تمتصها وتنقلها إلى جميع أجزاء الجسم.
التبغ غير المدخن
التبغ غير المدخن يمكن أن يسبب السرطان ومشاكل صحية أخرى، حتى عندما يتم مضغه، بدلا من استنشاقه. والشيء نفسه ينطبق على التبغ المطحون الناعم المستنشق. فمضغ التبغ على سبيل المثال يزيد من خطر الإصابة بسرطان اللثة بنحو 50 ضعفا.
اقرأ أيضًا: محمد عبدالعاطي.. بطل استثنائي في لعب الكرة ويحلم بـ«الطب»
قارن باحثون من جامعة مينيسوتا، الحالة الصحية لـ 182 من مستخدمي التبغ غير المدخن، مع 420 مدخنا للتبغ. ووجدوا أن بول مستخدمي التبغ غير المدخن يحتوي على مستويات أعلى من النيتروسامين وأيضا من النيكوتين. بينما ظهر في بول الأشخاص المدخنين، النيتروسامينيز وهو من بين أقوى المواد المسببة للسرطان في التبغ.
بديل للتدخين لا يعتمد على التبغ
ولأن المدخنين يجدون صعوبة في الإقلاع عن التدخين التقليدي الضار، ظهرت السجائر الإلكترونية التي لا تعتمد على التبغ. وقد روج للسجائر الإلكترونية أنها تلبي حاجة المدخن، وتحافظ على صحته أيضًا. خاصة وأنها تعتبر أقل ضررا بـ 95% من السيجارة العادية.
ومع مرور الوقت انتشر استخدام السجائر الإلكترونية بين المدخنين الراغبين في الحفاظ على صحتهم، لكن الطمأنينة المزعومة من الناحية الصحية جذبت شريحة جديدة إلى عالم التدخين الإلكتروني خاصة من فئة الأطفال والمراهقين.
والسيجارة الإلكترونية عبارة عن أسطوانة مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ، ومكونة من خزان لاحتواء مادة النيكوتين السائل بنسب تركيز مختلفة.
ومع أنها تتخذ شكل السيجارة العادية إلا أنها تحتوي على بطارية قابلة للشحن، ولا يصدر عنها دخان. بل كل ما في الأمر أن البطارية تعمل على تسخين سائل النيكوتين الممزوج ببعض العطور، مما يسمح بانبعاث بخار يتم استنشاقه ليخزن في الرئتين.
ورغم أن الدراسات العلمية لا تزال متضاربة حيال معدل الأمان الصحي للسجائر الإلكترونية، إلا أنها انتشرت في العديد من الدول. وبصفة خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، التي بدأت تكتشف مؤخرا أضرارا كثيرة لهذه السجائر.
وتحتفل منظمة الصحة العالمية؛ وشركاؤها، في 31 مايو من كل عام بـ «اليوم العالمي للامتناع عن التدخين». مع إبراز المخاطر الصحية المرتبطة بتعاطي التبغ، والدعوة إلى وضع سياسات فعالة للحد من استهلاكه.