مالتي ميديا
أخر الأخبار

حكاية حمادة السواح.. يصارع الحياة بيد واحدة يعد أن دهسه قطار

قبل  11 عامًا تغيرت حياة حمادة السواح رأسا على عقب، وامتد ذلك التغيير ليشمل جسده. حيث فقد يده وقدمه اليمنى في حادث قطار، أشبه بمشهدٍ سينمائي يخشى الجميع مشاهدته، إلا أنه في عالم حمادة السواح كان واقعًا أليما.

تخرج الكلمات من فمه متعثرة يستعيد ببطء ذكريات ما جرى، وهول ما حدث له حين فوجئ بنفسه أسفل عجلات القطار، تفيض دموعه رغم محاولات عديدة لإمساكها، إلا أن وسط كل ذلك يكرر مرارًا وتكرارًا كلمات الحمد والشكر على قضاء الله.

حمادة السواح
حمادة السواح

يتحدث حمادة السواح عن صحته الجسمانية قبل الحادث، والتي أهلته في وقت سابق للعمل كمشرف أمن في أماكن عديدة. ينظر إلى صورته القديمة، ويرى كيف تغيرت ملامحه، ويفكر أن كل ذلك ذهب بغير رجعة. يبتسم ويقول: «القطر أخذني معه 70 مترًا في تلك اللحظات رددت الشهادة أكثر من مرة، ثم نظرت إلى جسدي فلم أجد ذراعي، وساقي، وقدمي الأخرى».

في صلابة يُحسد عليها قال حمادة السواح بعد وقوع الحادث؛ وجدتُ كل من حولي منهارًا إلا أن العجيب هو أنني قمتُ بتهدئة من حولي حتى وصلت اللإسعاف وحملتني إلى المستشفى.

تزوج حمادة السواح عقب الحادث إلا أن زواجه لم يستمر غير 6 أيام، فلم تستطع زوجته التأقلم مع ظروفه القاسية، إلا أنها أهدته قرة عينه الأولى نور، والتي تبلغ من العمر 7 سنوات، ثم ابنته قمر، ليكونا جنته في الدنيا.

حمادة السواح
حمادة السواح

ينخرط حمادة في البكاء فور الحديث عن ابنتيه، لأمنية يعجز عن تحقيقها يقول: «أتمنى أخد عيالي وأمشي بجانبهم، أخرج معهم للتنزه، حلم بسيط لا أستطيع تحقيقه».

وأمام رغبة حمادة في توفير حياة تليق بابنتيه، وتعويض أمه عن الليالي الصعبة التي عاشتها؛ قرر أن يتخلى عن الكرسي المتحرك، ويمشي على ركبتيه، ليخرج باحثا عن قوت يومه وبعض الحلوى التي يعود بيها ليسعد قلوبًا صغيرة تعلقت به.
لم يجد السواح أفضل من أن يعمل على «توكتوك» يأخذه من أحد أصدقائه يخرج به صباحًا ويعود الثالثة عصرًا، إلا أنه يقول: «لما برجع باحس أني واخد ألف علقة من الوجع».

 

حمداة السواح
حمداة السواح

وعن خوف الزبائن من الركوب معه، يقول حمادة: «بالطبع أعرف أنهم يخشون الركوب معي، ينظرون إلى يدي وقدمي، ثم يختلقون الأعذار لعدم الركوب معي، ولكن لا استسلم أحاول إقناعهم بأني قد أكون أفضل من الشخص السليم».
يكره حماده أن يلقبه أحد بالعاجز، لأنه يرى أن إعاقته لم تمنعه من العمل والمثابرة، وكل ما يطلبه أن يأخذ فرصة عمل تكفل له حياة كريمة له ولأسرته.

ولإكمال ما بدأه حمادة من إخراج الطاقة الكامنة بداخلة؛ تعلم الكتابة بيده اليسرى بعد أن فقد يمناه. يقول «حمادة»: «في البداية كانت ابنتاي تسألاني أين ذهبت يداك وقدمك يا بابا؟ كنت أخبرهما أن تكونا هادئين حتى لا يحدث لهن مكروه مثلي، ومع الوقت سمعوا مني قصة الحادثة عشرات المرات».

حمادة السواح
حمادة السواح

تزوج حمادة مرة أخرى.. ومازال يتردد على المستشفيات، ويحتفظ بالتقارير الطبية التي تثبت حالته. إلا أنه يجد مشقة كبيرة في التنقل بين مستشفيات القاهرة على ركبيته، لكنه لا يزال يسافر مع الأيام في رحلات الأماني وانتظار الفرصة، ليمهد الطريق لنوره وقمره، ويسدد بعضًا ما صنعته أمه معه في طريقه غير الممهد.

وبعد نشر القصة على منصة الناس نت، حصل حمادة السواح على معاش تكافل وكرامة من وزارة التضامن الاجتماعي بعدما استمع المسئولين إلى النداء الذي قدمته المنصة بإلقاء الضوء على قصة حمادة.

وكذلك تم التقديم لحمادة من أجل الحصول على السيارة الخاصة بالمعاقين من أجل توفير جزء من مصاريفه اليومية ولكي يستطيع تدبير نفقات أسرته.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى