سوشيال ناس

عصر الكمامات.. ارتداؤها واجب وإلقاؤها حرام شرعًا ويُعاقب عليه القانون

تنتشر مؤخرًا؛ ظاهرة إلقاء الكمامات والقفازات عقب استعمالها في الشوارع الأماكن العامة. وهو ما يعكس سلوكا عشوائيا، يهدد صحة المواطنين. فهذه السلوكيات الخاطئة، قد تحول بعض هذه السلوكيات المستلزمات الطبية، والتي تعتبر خط الدفاع الأول للوقاية من الإصابة بالفيروس، إلى مصدر خطير لانتقال العدوى بين الأفراد.

لماذا نرتدي الكمامة؟

ذكرت «اليونسيف» في تقرير، أن إحدى الطرق الرئيسية التي ينتشر من خلالها  فيروس كورونا، تكون في الرذاذ التنفسي، الذي يقذفه الأشخاص. مما يعني أن الفيروس يمكن له أن ينتشر عن طريق الأشخاص المصابين، الذين لا تظهر عليهم الأعراض وهم لا يدركون ذلك. وهذا أحد الأسباب، التي تجعل ارتداء الكمامة أمرا مهما للغاية في الأماكن العامة للحماية من انتقال العدوى.

الكمامة
الإقبال على الكمامات ضروري ومتزايد

مع بدء عودة الحياة  إلى طبيعتها تدريجيا في الشواطئ والحدائق والشوارع والمولات التجارية، قام البعض بممارسة بعض السلوكيات الخاطئة كإلقاء الكمامات والقفازات المستعملة في الأماكن العامة.

وفي هذا الصدد حذر الدكتور أشرف حسنين، من خطورة إلقاء الكمامات والقفازات بعد استعمالها في الأماكن العامة، مثل المجمعات التجارية والمولات ومحيط المنازل والحدائق العامة أو أمام المساجد. وأكد أن ذلك يشكل خطرا جديدا يسهم في تفشي عدوى فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، لا سيما أن الدراسات أثبتت أن الفيروس يستطيع البقاء حيا ساعات طويلة على بعض الأسطح.

الكمامة
المخلفات البلاستيكية في أحد الشوارع

وذكر الدكتور أشرف حسنين، أن الجميع يستخدم الآن الكمامة، وعندما يستخدمها الشخص عدة ساعات، فإنها تكون رطبة من خلال اللعاب والتنفس أو العطس، وعند إلقائها تصبح وسيلة لنقل العدوى.

ويضيف «حسنين» أن القفازات أيضًا قد تكون ناقلة للعدوى. فعندما يرتدي الشخص القفازات، فقد يلامس أسطحا ملوثة بالفيروس في كل الأماكن التي يذهب لها بحرية، بالتالي عندما يتخلص منها بطريقة غير آمنة ستصبح سببا في انتشار العدوى.

اقرأ أيضًا: تتأخر بشكل دائم عن مواعيدك.. تخلص من هذه العادة بـ4 طرق

وشدد على ضرورة التخلص من الكمامات والقفازات بطريقة آمنة، من خلال إزالتها بشكل آمن ورميها في صناديق القمامة المحكمة الإغلاق، وعدم رميها في الأماكن العامة والطرقات. ويؤكد الدكتور أشرف حسنين؛ أنه لا ينبغي إزالة الكمامة عند الحديث مع الآخرين لتجنب انتقال العدوى، عن طريق الرذاذ الخارج من الفم أو الأنف.

مضاعفات  

يمكن لفيروس كورونا، المعروف بإسم (كوفيد 19) غزو الجسم في حال استنشاقه إلى داخل الجهاز التنفسي عندما يسعل شخص بالقرب منك أو عند ملامسة سطح ملوث. يعاني معظم المصابين بـ «كوفيد 19» من الحمى والسعال الجاف، والإرهاق والتهاب الحلق والصداع وفقدان حاسة الشم والتذوق. أما الأعراض الخطيرة فتتمثل في صعوبة أو ضيق في التنفس أو ألم وضغط في الصدر فضلا ع فقدان القدرة على الكلام أو الحركة.

وقد حذرت الدكتور ياسمين فؤاد وزيرة البيئة المصرية، من خطورة عدم التخلص الآمن للكمامات والقفازات الذي قد يؤدي إلى آثار صحية خطيرة.

إلقاء الكمامة في الأماكن العامة: حرام شرعًا

نهت دار الإفتاء المصرية عن إلقاء الكمامة بعد استعمالها في غير الأماكن المخصصة لها، معتبرة أن هذا الأمر حرام شرعا.

الإفتاء تؤكد أن إلقاء الكمامات في الشوارع: حرام شرعًا

وشدد رئيس لجنة الفتوى الدكتور عبد الحميد الأطرش أن الأصل في الشارع حرمة الإيذاء بكل صوره وأشكاله، لافتا إلى أن إلقاء الكمامة في الشوارع يضر بالمارة ويؤذي الآخرين.

واستشهد «الأطرش» بقول الله تعالى: «وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا».

بين المخالفات وتحمل المسئولية

طالب البعض بتشديد العقوبات على إلقاء الكمامات والقفازات بعد استخدامها بطريقة خاطئة دون مراعاة لخطورة هذا السلوك العشوائي في تفشي العدوى. وذلك مثلما فرضت بعض الحكومات غرامة على من يمتنع عن ارتداء الكمامة في الأماكن العامة والمواصلات. وحذر محمود القيسوني الخبير البيئي؛ أن انتشار الكمامات التي تستخدم مرة واحدة أصبحت مشكلة متفاقمة على مستوى دول العالم بسبب طريقة التخلص منها.

عصر الكمامات.. ارتداؤها واجب وإلقاؤها حرام شرعًا ويُعاقب عليه القانون
إلقاء الكمامات في الشوارع ينذر بكارثة

وأشار «القيسوني» أن هذه الظاهرة أصبحت منتشرة في معظم دول العالم وليس فقط في الشوارع والطريق العامة بل وصلت إلى الأنهار وحتى البحار. ففي قطاع غزة على البحر الأبيض المتوسط، تتكدس الكمامات والقفازات المستعملة شاطئ البحر.

وأكثرية هذه المنتجات مصممة للاستخدام مرة واحدة وهي غير قابلة لإعادة التدوير. كما أنها لا تتفكك عضويا ما يجعلها مصدرا للتلوث وخطرا محتملا على الحياة البحرية في حال انتهى بها الأمر في البحر.

وجذرت شرطة أبو ظبي من القاء الكمامات والقفازات على الطرق والمرافق العامة بعد استخدامها، مؤكدة أن القاء المخلفات كالكمامات وغيرها، يعد مخالفة غرامتها 1000 درهم و6 نقاط مرورية.

اقرأ أيضًا: لا طعام يكفي في الصين.. عقوبات على سلوك إهدار الطعام

وأكدت العديد من الدراسات منذ بدء تفشي الجائحة، قدرة «كورونا» على البقاء حيا على الأسطح لعدة أيام، مما يعني أن تلك المخلفات الملقاة تمثل خطرا حقيقيا على أي شخص يلامسها.

فقد تنقل تلك الكمامات والقفازات العدوى للآخرين ولاسيما بين الأشخاص الذين يتعاملون مع هذه المهملات بشكل مباشر مثل عمال النظافة.

يشار إلى أن الجراثيم أو الفيروسات الملتصقة بالكمامات والقفازات الملقاة على الأرض قد تتطاير في الهواء، ومدة بقاء فيروس كورونا على الأسطح القماشية كالكمامة تصل إلى 3 ساعات تقريبا.

إرشادات منظمة الصحة حول الكمامة

تشرت منظمة الصحة العالمية عبر موقعها الرسمي، عددا من الإرشادات بخصوص استعمال الكمامات والقفازات، وطريقة التخلص منها بطريقة آمنة.

وفيما يتعلق بخلع الكمامة والتخلص منها، أشارت المنظمة إلى أنه قبل لمس الكمامة يجب فرك يديك بالمطهر الكحولى، أو اغسلهما بالماء والصابون، ثم انزع الشريطين من خلف الرأس أو الأذنين ثم انزع الشريطين من خلف الرأس أو الأذنين، دون لمس الجهة الأمامية من الكمامة، انحني إلى الأمام واسحب الكمامة بعيدا عن وجهك.

وينصح بأن يقوم الأشخاص الذين يعانون أعراضاً مثل الحمى والسعال بوضع الكمامات والقفازات في كيس مغلق قبل التخلص منها، وبعد التخلص من الكمامات والقفازات يجب تنظيف اليدين وغسلهما بالماء والصابون والكحول.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى