حكايا ناس

السمسمية.. نداهة الغنا والرقص والحرية

«بلدي يا بلدي.. يا أم البلاد يابلدي، يا أم الفنار العالي.. فوق الكنال، وسفاين رايحة جاية.. أنوارها بتلالي». على وقع أنغام آلة السمسمية تنبض شوارع بورسعيد بالحياة، فصوتها ورنتها يشعلان في القلب حنينًا للمدينة الباسلة، فهي شاهدة على أوقات الحب، والحرب، والفرح، والمقاومة.

السمسمية
التراث البورسعيدي

«يلا يا بحرية يلا.. المركب يلا.. والدوّر على الزملاء يسافروا.. واحنا على الجاية». في رحلة إلى «التراثية» لصاحبها الفنان محمد غالي، في محافظة بورسعيد، والذي سخر نفسه لصناعة آلة السمسمية، وجمع الآلات النادرة، والقديمة، والاحتفاظ بها.

اقرأ ايضًا: نساء في عالم التلحين│تقى طاهر: الموسيقى لا جنس لها

يقول «غالي» أنه وقع أسيرً في حب السمسمية لا يعرف لماذا، ولكن على الأرجح قد سحر بها، فهو يدلل على ذلك أنها تأخذ العقل فمن ضمن مسمياتها “النداهة” وقد ندهته بالفعل، فأصبح شغله الشاع تصنيع آلة السمسمية بل وتصدريها إلى الخارج في بعض الأوقات.

يحدثنا محمد غالي وهو منهم فس صناعة إحدى التحفة على حد وصفة يقول أن السمسمية التي يصنعها سوف تسافر إلى إسبانيا، وقد سبقتها مثيلتها إلى بلجكيا، وفرنسا وبعض الدول العربية.

منذ عام 2005 شعر محمد غالي بأن عازفين السمسمية أصبحوا محدودين للغاية ولم يعد إلا العازفين كبار السن فقرر إنشاء مقره الذي اسماه التراثية لتصنيعها، تجميع العاشقين من كل حدب وصوب في ليلة الخميس للعزف والغناء.

اقرأ أيضًا: دار الكتب المصرية.. 150 عامًا من حراسة التراث العربي

ولمواكبة العصر أضاف محمد غالي بعد التعديلات على آلة السمسمية وأدخل عليها الكهرباء، خلال رحلة تصنيعها التي تستغرق عادة أسبوع حتى تخرج إلى النور.

السمسمية
الصناعة اليدوية

أسماء كثيرة لمعشوقة البورسعيدية، يأتي في أولها السمسمية وهي مشتقة من المسمسمة التي نظرًا لصغر حجمها عن آلة الطنبورة، وأيضًا السلك لأنه كان يتم تصنيع أوتارها من سلك العجلات، والنداهة لأنها تخطف القلوب والمسامع. يحتفظ محمد غالي ببعض الآلات القديمة والتي تعود إلى حرب عام 1956، بالإضافة إلى آلة الطنبورة من عام 1984، حيث لم يكتف بالتصنيع فقط بل حفظ التاريخ أيضًا.

السمسمية
 آلة تراثية

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى