حكايا ناس

شاب في الـ 24 من العمر.. دمر كورونا رئتيه وكليتيه ومازال قادرًا على النجاة

احتفل كولبي فوندتشتاين، شاب في الـ 24 من العمر، وزوجته «توري»، مع أطفالهما الثلاثة بعيد الميلاد مع عائلتهم. بعد بضعة أيام، شعر «كولبي» بالسوء، تناول بعض الأدوية معتقدًا أنها مجرد نزلة برد، ولكن سرعان ما شعر أفراد الأسرة بأعراض مشابهة، وثبتت إصابتهم بكوفيد 19.

في البداية، كان «كولبي» قادرًا على إدارة أعراضه في منزلهم في كروسبي، تكساس، وتوقع أن الفيروس سيأخذ وقته ويرحل ولكن بينما تعافت «توري» بسرعة، استمر كولبي في التدهور لدرجة أنه لم يستطع النهوض للذهاب إلى المرحاض، حتى تفاقم الوضع فاتصلوا بالإسعاف لنقله إلى المستشفى، حيث كان يقاتل.

اقرأ أيضًا: عصر الكمامات.. ارتداؤها واجب وإلقاؤها حرام شرعًا ويُعاقب عليه القانون

كان من المفترض ألا يكون «كولبي» وهو شاب في الـ 24 من العمر، معرضًا للإصابة بفيروس كورونا، لكنه أصيب مثل الكثيرين في العالم. وهكذا نقل إلى المستشفى، إذ أدى الفيروس إلى إتلاف رئتيه وكليتيه في آن واحد. لقد تطلب الأمر عملية زرع للرئتين والكلى، ورجح الأطباء أنه لن ينجو.

كولبي تحت الأجهزة
كولبي تحت الأجهزة
فشل كلوي ورئوي

أصيب «كولبي» بالتهاب رئوي، وانهارت رئتيه وفشلت كليتيه. بدأ في غسيل الكلى وتم وضعه على جهاز التنفس الصناعي. ولكن مع مثل هذه الحالة الخطيرة، احتاج «كولبي» إلى مزيد من المساعدة، وتم نقله إلى مستشفى أخرى. قالت زوجته «توري»: «أعطوه المنشطات لمساعدة الرئتين، لكنهم لم يتمكنوا من فعل الكثير لأن الكلى كانت تعاني من الفشل، ذكروا أنه لن ينجو».

 

قال «كولبي» لصحيفة «توداي»: «لم أخف، لكن كل هذه الأنابيب داخلي، ولم أكن أعرف ماذا يحدث، الأمر لا يطاق. لم أستطيع أن أشاهد أي من عائلتي أو أصدقائي الأمر صعبًا للغاية». قال الدكتور هوارد هوانج، اختصاصي أمراض الرئة: إن مرضه الشديد بسبب فيروس كورونا كان مباغتًا، ونظرًا لأنه لم يكن يعاني من حالات مرضية سابقة، كان علينا إعطائه علاجًا قاسيًا بشكل خاص. واستكمل: جاء معانيًا من فشل كلوي، وضائقة تنفسية حادة، ويحتاج إلى تنفس صناعي، وضعوه على جهاز ECMO وهو جهاز دعم الحياة، للحفاظ على رئتيه وقلبه.

وأضاف «هوانج»: «أصبح معتمدا كليا على ECMO وتطلب في البداية تخدير شديد للغاية، أصبحت المشكلة بعد ذلك أن لديك شخصًا عالق الآن في جهاز ECMO بدون حل قابل للتطبيق».

كولبي
كولبي
البحث عن رئتين وكلى جديدة للزراعة

بعد شهرين على جهاز دعم الحياة (ECMO)، بحث هوانج لإدراج كولبي في قائمة الزرع؛ لزراعة رئتين وكلى جديدة. وقالت زوجته: «إن العثور على متبرع استغرق وقتا، والأطباء والممرضات، بذلوا كل ما في وسعهم لإبقائه على قيد الحياة. وذات صباح أتيت، وأوقفني الطبيب، وقال إن الأمر يزداد صعوبة والأصعب أن الوقت ينفد. كنت أشاهده يمر بتجربة صعبة يكافح فيها من أجل العيش، لا يمكنني وصفها، أسوأ شعور شعرت به في حياتي كأنني أشاهد شخص يتعرض للتعذيب كل يوم».

كولبي وتوري زوجته
كولبي وتوري زوجته
تعافى بعد الجراحة وأصبح بصحة جيدة

في تلك الليلة، وجدوا متبرعًا وخضع كولبي لعملية زرع رئتين وزرع كلية في اليوم التالي. وتمت العمليات على خير. يتعافى كولبي الآن، وبعد أربعة أسابيع من الجراحة تمكن من اتخاذ خطواته الأولى مرة أخرى، وهي لحظة مُرضية للغاية لهوانغ، الذي قال إن كولبي يسبق وقت الشفاء المعتاد بكثير.

قضى في المشفى عدة أسابيع حتى عاد إلى منزله ورأى أطفاله لأول مرة منذ شهور. تمثلت رسالة كولبي من قصته: لابد أن يفهم الناس الأصغر سنا والأكثر صحة أنهم معرضون للاصابة بشكل خطير. واستكملت توري: وإذا أُصبت كن أكثر حذرًا بشأن الأعراض التي تظهر عليك، واعرف متى تستعين بالطبيب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى