حكايا ناس

أحلام مستغانمي.. ميلاد في المنفى وبين الرواية والشعر كان درب العالمية

من جوف النضال ولدت أحلام مستغانمي.. كاتبة معاصرة فريدة من نوعها ذات مذاق مختلف عن كاتبات جيلها.. نالت شهرة واسعة بين بلاد الغرب والشرق.. وطال حبها فؤاد أعلام الشعر العربي.

«روايتها دوختني وأنا نادرًا ما أدوخ أمام رواية من الروايات.. وسبب الدوخة أن النص الذي قرأته يشبهني إلى درجة التطابق فهو مجنون ومتوتر واقتحامي ومتوحش وإنساني.. ولو أن أحدا طلب مني أن أوقع اسمي تحت هذه الرواية الاستثنائية المغتسلة بأمطار الشعر لما ترددت لحظة واحدة».. بهذه الكلمات أثنى الشاعر الكبير نزار قباني على كتابات هذه أحلام مستغانمي الشاعرة الفردية.

وتعتبر أحلام مستغانمي، أحد أشهر الأسماء النسائية في العالم العربي.. فهى شاعرة وكاتبة جزائرية معاصرة.. وهي من أكثر الكتاب نجاحًا في عصرها.

أحلام مستغانمي
أحلام مستغانمي
ولادة في المنفى

ولدت أحلام مستغانمي، في المنفى خلال فترةٍ مليئة بالاضطرابات بالجزائر في 13 أبريل من عام 1953م، وحكم على والدها «محمد الشريف» من قِبل السلطات الفرنسية بالنفي بسبب تدخله في حرب التحرير الجزائرية وظل يمكث في العاصمة التونسية حتى 1962.

شهرتها العربية

إرتادت أحلام مستغانمي أول مدرسةٍ عربية في الجزائر، ومن ثم درست في ثانوية عائشة أم المؤمنين وفي عام 1971 تخرجت.

كانت هي وزملاؤها من أوائل المواطنين الجزائريين الذين تعلموا اللغة العربية بدلًا عن الفرنسية.

وبعد قرار حل حزب الشعب الجزائري الذي أدّى إلى ولادة حزب جبهة التحرير الوطني عملت «أحلام» في الإذاعة الوطنية ونالت شهرة واسعة بسبب كلماتها الرنانة وصوتها العذب في برنامجها «همسات».

في 1973، تخرجت أحلام من جامعة الجزائر بشهادة بكالوريوس في الأدب العربي، ونشرت أول مجموعةٍ شعرية كتبت «على مرفأ الأيام».

أحلام مستغانمي
أحلام مستغانمي
أزمات أحلام الشاعرة

تعرضت أحلام مستغانمي في بداية طريقها إلى صعاب كبيرة فقد رُفضت فكرتها التي عرضتها للتسجيل في مرحلة الماجستير بالجامعة، فلكونها امرأة تكتب باللغة العربية وتتحدث بصدق وصراحة وحرية عن حقوق المرأة رُفضت من اتحاد الكتاب الجزائريين وكان داعمها الأول هو والدها المناضل فقط.

وقف والدها خلفها أمام كل من عارض كتبتها وكان يسير على خطاها ليمهد لها الكريق وتعبر في سلام وبعد صدور مؤلفتها الأولى كتب لها قائلًا: «هذه ابنتي، تكتب كما تريد، فهي حرة».

جامعة السوربون

حصلت في الثمانينات على شهادة الدكتوراة من جامعة السوربون وظلت قِبلتها بين بيروت والعاصمة الفرنسية باريس، وتوالت خبراتها التي اكتسبتها لكونها ممزوجة الوجدان بين الثقافات المتنوعة وتأثرت بثقافة والدها المناضل وأستاذ للغة الفرنسية وكونت هذه التركبية منظورًا خاصًا بها وأمدتها الوحي لكتاباتها.. كانت هذه الفترة بمثابة مرحلة الصعود الأدبي بعد صدور رواية «ذاكرة الجسد» وحصولها على جائزة نجيب محفوظ للعام 1998.

أحلام مستغانمي
أحلام مستغانمي
جائزة اليونسكو

تمادت شهرتها بين العالم وذاع عنها حبها للنضال والحرية والكبرياء فأعتبرت هى فنانة اليونسكو من أجل السلام وحاملة رسالة المنظمة من أجل السلام لمدة عامين، باعتبارها إحدى الكاتبات العربيات الأكثر تأثيراً، ومؤلفاتها من بين الأعمال الأكثر شهره في العالم.

أشهر أعمال أحلام مستغانمي

من يقرأ كلمات هذه الأديبة يقف أمام قوتها ليُعيد ترتيب أفكاره في مفهوم الكبرياء.. فقد خرجت بكلماتها الحادة تُعيد ترتيب الصورة النمطية لكل فتاة عربية تعد هى من نادت للنسيان والقدرة على العبور من نفق الحب الأعمى ومن أشهر كتابتها عن النسيان «لا أحد بإمكانه أن يهديك النسيان قبل وقته أو يبيعك إياه قبل أن يتفتح على أغصانه.. عليك أن تقتنيه بألمك وأرقك ودموعك.. هذه هي العملة الوحيدة التي تتعامل بها الأحاسيس في مواجهة الفقدان».

نشرت الشاعرة أحلام مستغانمي، أول مجموعة شعرية بعنوان «على مرفأ الأيام»، وتوالت الكتابات بعدها فكتبت كتب متنوعة مثل «النسيان، شهيًا كفرق، الأسود يلقي بكي، عليك اللهفة، قلوبهم معنا وقناديلهم علينا، فوضى الحواس، ذاكرة الجسد..» وغيرها من الكتابات الشهيرة لكاتبه فريدة متنوعة مفعمه بالقوة والكبرياء والحرية.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى