لايف ستايل

«أفروديت» في البحرين.. أبرز مقتنيات المتاحف في «المنامة»

أصدرت هيئة البحرين للثقافة والآثار، منذ أيام، كتابًا يضم أبرز المقتنيات الأثرية والتاريخية في متاحف دولة البحرين. خصوصًا المقتنيات الحديثة التي تم ضمها متحف البحرين الوطني خلال العام 2020/ 2021م. وقد تنوعت المقتنيات ما بين منحوتات وتماثيل تعود إلى العصر الإغريقي. ولوحات ومنقوشات حديثة من القرن العشرين.

عرفت جزيرة البحرين حضارات عديدة مثل حضارة دلمون العريقة، والتي قامت منذ حوالي 5000 سنة في جزيرة البحرية وشبه الجزيرة العربية، حيث عرفها السومريون وأشادوا ببأسها وعظمتها، ولقبوها بـ «أرض الفردوس».

اقرأ أيضًا: عباقرة مصر.. 8 مبدعين استثنائيين قدموا ابتكارات عالمية

عُرفت دولة البحرين قديما في العصر الهلنستي ذروة النفوذ اليوناني، بـ «تايلوس»، أي جزيرة الحياة الأبدية. هكذا عرفها اليونانيون لجمالها وكثرة خضرتها، وجوّها الدافئ. وتأثرت بالثقافة الإغريقية، واكتسبت منها العديد من الآثار الفنية.

وقد عثر في منطقة «الشاخورة»، وهي موقع أثري لمستوطنة قديمة في دولة البحرين؛ على أقراط مصنوعة من الذهب، ومرصعة بالأحجار الكريمة. إضافة إلى موجودات وأغراض أخرى كانت مدفونة في قبر امرأة عجوز. وتصور هذه الأقراط الثمينة المصقولة؛ الإله إيروس اليوناني رمز الحب والخصوبة والجنس، وهو يمتطي جديًا. وهي صورة سائدة، ويبدو أن هذه الأقراط تم استيرادها من باكتيريا، والتي تعرف الآن بـ أفغانستان.

أقراط
أقراط من الذهب- فترة تايلوس

ومع تراجع النفوذ اليوناني، ضُمت «تايلوس» إلى مملكة ميسان، وهي مملكة إيرانية قديمة في منطقة ما بين النهرين. وتشير الدلائل إلى قيامها في الخليج العربي/ الفارسي في القرن الثاني قبل الميلاد، وذلك بعد تفكك إمبراطورية الإسكندر المقدوني.

وتحت أرضية معبد باربار الثاني، تم العثور على رأس ثور نحاسي يعود إلى 2500 قبل الميلاد. ويرجح أنه كان في الأصل جزءًا من صندوق موسيقى خشبي، أو قيثاة تستعمل في الاحتفالات الدينية. حيث شاعت نماذج هذه القيثارات والتي لها صندوق خشبي على هيئة ثور صغير في بلاد الرافدين، مثلما كان شائعا في مدن دلمون.

متحف المنامة
رأس ثور نحاسي يعود إلى 2500 ق. م

وبحلول عام 250 قبل الميلاد، فقد اليونانيون أراضيهم لصالح البارثيين، وهي قبيلة إيرانية من آسيا الوسطى. واستطاعت سلالة البارثيين وضع الخليج العربي تحت سيطرتها ووسعوا نفوذهم حتى عمان. لأنهم احتاجوا للسيطرة على طريق التجارة في الخليج الفارسي، أنشأ البارثيون حاميات في الساحل الجنوبي للخليج العربي.

طقوس الجمال والموت

كان أغلب الموتى في جزيرة تايلوس/ البحرين يدفنون مع العديد من الأغراض التي تعتبر ضرورية بالنسبة لهم، إذ تصاحبهم خلال رحلتهم لحياة العالم الآخر. وكانت قبور النساء عادة ما تحتوي على أدوات تجميل مختلفة. مثل هذا الأنبوب المصنوع من العاج الذي يحتوي على مادة الكحل المحفوظة بشكل متقن. عثر على هذه القطعة الأثرية، في مقابر الدفن رقم واحد في مدافن «الشاخورة» سنة 1997م، وهي ضمن مقتنيات متحف البحرين الوطني.

علبة مستحضرات تجميل القرن الأول قبل الميلاد
علبة مستحضرات تجميل القرن الأول قبل الميلاد

عثر في مدافن مقابر سار الدلمونية؛ على آنية خزفية، تمتزج فيها التأثيرات الفنية والتقنية للبحرين خلال العصر البرونزي. ويرجح الباحثون أنها إنتاج محلي ينتمي إلى فترة دلمون المبكرة (2000- 1800 ق. م) حيث  تتميز هذه القطعة الأثرية المدهشة والاستثنائية بجمالية في الشكل تعود لحضارة بلاد الرافدين، وعنق مجوف ومحفوف يشبه جرار الدفن الدلمونية التقليدية بينما استلهمت زخارفها وتصاميمها وألوانها من حضارات وادي السند.

جرة فخار 2000 ق. الميلاد
جرة فخار 2000 قبل الميلاد

على الرغم من اتباع البحرين لشكل عام لطقوس الدفن التقليدية المألوفة، خلال العصر الهلنستي، لمنطقة الشرق الأوسط، إلا أن جزيرة «تايلوس» كانت تتميز ببعض الممارسات الجنائزية الفريدة. وقد عثر داخل قبور قديمة على تماثيل صغيرة ملونة لنساء يرتدين ثوبًا فضفاضًا طويلًا وقد وضعن أيديهم على شعرهن الطويل في إشارة للحزن العميق والنحيب، وهي تشكل أبرز مثال للطقوس الجنائزية الفريدة في التاريخ القديم ولا شك أن هذه التماثيل الأثرية الأصلية تعكس مهارة الحرفيين اللامعين المحليين وهي معروضة الآن في متحف البحرين الوطني.

تمثال صغير لنائح حزين
تمثال صغير لنائح حزين

يعتقد المؤرخ اليوناني «سترابو» أن أصل الفينيقيين من البحرين. كما يرى «هيرودوت» أيضًا أن موطن الفينيقيين هو البحرين. تم قبول هذه النظرية من قبل المؤرخ الألماني أرنولد هيرين، في القرن التاسع عشر. حيثُ قال: «قرأتُ في كتابات الجغرافيين اليونان عن جزيرتين، إحداهما تدعى تايروس أو تايلوس. والتي لها أن تفخر بأنها الدولة الأم للفينيقيين». وأشار إلى أنه مازالت آثار المعابد الفينيقية منتشرة في أراضي جزيرة البحرين إلى الآن.

اقرأ ايضًا: نساء في عالم التلحين│تقى طاهر: الموسيقى لا جنس لها

وفقًا للفرس، ومصادرهم التاريخية؛ فإن حساب هيرودوت يشير إلى الفينقيين القادمين من جزيرة البحرين، حيث سكنوا لفترة على ساحل البحر الأحمر، بعد أن هاجروا إلى البحر الأبيض المتوسط، واستقروا في الأجزاء التي يسكنونها الآن.

أفروديت البحرينية

عثر خلال أعمال تنقيب البعثة الفرنسية في قلعة البحرين عام 1995م؛ على تمثال صغير لرأس امرأة، يجسد أغلب الظن إلهة اليونان «أفروديت»، ولا يزال يحافظ على آثار ألوانه الأصلية. وهي قطعة أثرية نفيسة، تعكس بصفة استثنائية التماثيل الطينية التي كانت تصنع في الجزء الأول من فترة تايلوس.

تمثال صغير لرأس امرأة
تمثال صغير لرأس امرأة
فسيفساء خرز للوجه – القرن الأول الميلادي

يصور هذا الجزء من مقتنيات متحف البحرين الوطني، رأس امرأة بملامح منمقة وشعر مفوش. وقد عثر عليها عام 1988 خلال عمليات التنقيب في مقبرة محقبة تايلوس في سار. هذا النوع من القطع الفاخرة هو نتاج المهارة التقنية الفائقة لدى قدماء الزجاجين المصريين في الإسكندرية، وقد كان شائعًا في شرق البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط خلال القرن الميلادي.

فسيفساء خرز للوجه - القرن الأول الميلادي
فسيفساء خرز للوجه – القرن الأول الميلادي
العمارة القديمة لمدينة المنامة 1960م

تعتبر هذه اللوحة من أقدم الأعمال الفنية في مجموعة مقتنيات متحف البحرين الوطني. رسمها الفنان أحمد السني عام 1960م، وهو أحد أبرز رواد الحركة الفنية في البحرين.

متحف المنامة
العمارة القديمة لمدينة المنامة لـ أحمد السني 1960م

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى