لايف ستايل

عملية تجميل العالم.. فلاتر «سناب شات وانستجرام»

تلعب الفلاتر دورًا هامًا في إخفاء عيوب البشرة بشكل كبير، كما أنها تُضيف ملامح الجاذبية والمثالية في معظم الصور. ولكن في الآونة الأخيرة أساءت بعض الفتيات استخدامها وأصبحت شيئًا روتينيًا في حياتهن لإبراز جمالهن، مما جعلهن يستنكرن شكلهن وشخصيتهن الحقيقية، وتحول الموضوع من صورة إلى هوس وتطور الأمر باللجوء إلى عمليات التجميل لتغيير ملامح وجههن لأتفه الأسباب!

وحسب صحيفة «مرور» البريطانية، أشارت دراسة حديثة، أن ما يقرب من ثلث الفتيات بين 11 إلى 21 عامًا، يستخدمن تطبيقات مختلفة لتغيير أشكالهن للأفضل قبل نشر صورهن على مواقع التواصل الاجتماعي.

الفراغ.. كلمة السر

وفي هذا السياق أكد الدكتور جمال فرويز، أستاذ علم النفس أن أغلب رواد السوشيال ميديا يعانون من الفراغ الثقافي الوقتي والعاطفي، وضياع وقت في أشياء لا قيمة لها، ومع الوقت يتسلل إلى الفتاة التي تستخدم الفلاتر لإخفاء عيوب وجهها، الشعور بالقبح وفقدان الثقة بالنفس، ما ينتج عنه الاضطراب في الشخصية الذي يندرج ضمن اضطرابات الوسواس القهري، وفيه يشعر الشخص المصاب بقلق مفرط بسبب عيب في شكل وملامح جسده، ويتطور الأمر أحيانًا ويصل إلى الاكتئاب الحاد الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى محاولة الانتحار.

اقرأ أيضًا: «ينبوع الشباب».. أسطورة الحياة الأبدية المفقودة منذ آلاف السنين

وأشار «فرويز» إلى أن استخدام فلاتر السوشيال ميديا يعكس صورة سلبية لدى الإنسان ونفسه، تجعله يشعر دائمًا بتدني احترام الذات والعدوانية والعزلة الاجتماعية، والهوس بشكل الجسد وأنظمة الحمية الغذائية من أجل الوصول إلى الصورة المثالية.

فلاتر سناب شات

وأكد «فرويز» أن مستخدم السوشيال ميديا يجب أن يضع لنفسه وقتًا محددًا على منصات التواصل الاجتماعي، حتى لا تترسخ بداخله فكرة التشكيك وفقدان الثقة بمظهره مما يجعله شخصًا متنمرًا، ناصحًا بضرورة التفرقة بين الواقع والعالم الافتراضي وستغلال الوقت بقدر الإمكان.

تقليد المشاهير

يقول الدكتور محمد أحمد عامر، أخصائي جراحة التجميل، إن اهتمام الفتيات بعمليات التجميل زاد بصورة ملحوظة في الفترة الأخيرة. ويرجح سبب ذلك أن الفتيات دائمًا ما يضعن أنفسهن في مقارنة مع الفنانات، ويتابعن أخبارهن باستمرار لمعرفة إذا ما كانت الفنانة بالفعل “حقنت فيلر وبوتوكس” أم لا!

اقرأ أيضًا: دراسة عربية حديثة: التنمر الإلكتروني يهدد 91% من المراهقين عبر السوشيال ميديا

وأشار «عامر» إلى أن فلاتر «السوشيال ميديا» ساهمت بشكل كبير في زيادة الطلب على عمليات التجميل. إضافة إلى الإعلانات المنتشرة عن التجميل سواء في «الميديا» أو الشوارع، ما شكل الوعي لدى الفتيات بأهميتهن خصوصًا في فترة كورونا. ويشير الدكتور محمد أحمد عامر، إلى دراسة أجرتها شبكة «بي بي سي» البريطانية، والتي كشفت خلالها أن المكوث في المنزل فترة الحجر الصحي، جعل عيادات التجميل مفتوحة مع تشديد إجراءاتها الوقائية؛ لتجنب تفشي العدوى بها.

فلاتر

وتابع أخصائي جراحة التجميل، أن السوشيال ميديا تشهد الآن كل الطبقات اللائي يجرين عمليات التجميل سواء في العيادة أو المستشفى. مؤكدًا أن الفتيات يشعرن بالثقة في النفس وصغر السن من خلال إجراء تلك العمليات التي تخفي آثار الجروح والحروق وتحسن من شكلهن.

صورة طبق الأصل

وأوضح «عامر» أن الفتيات غالبًا ما يتحدثن بينهن وبين بعضهن عن عمليات التجميل ويفخرن بها، والسبب الرئيسي في الإقبال عليها أن معظمها تتم بإجراءات بسيطة داخل العيادات ولا تحتاج إلى غرفة عمليات كبيرة فكل هذه الأسباب تسهل لهن المهمة ليخضعن لعمليات التجميل ليصبحن صورة طبق الأصل من الفلاتر المتداولة على السوشيال ميديا.
وشدد عامر على أن طبيب التجميل دوره هو تقييم الحالة ومعرفة إذ كانت تحتاج إلى عملية تجميل أم لا، خصوصًا أن الكثير من الفتيات يقررن الخضوع لعمليات التجميل بمجرد التشبه بغيرهن حتى لو كانت العملية غير مناسبة لهن، لذلك يتلخص دور الطبيب أن ينصح الفتيات بالمناسب لهن.

السوشيال ميديا تشهد الآن كل الطبقات اللائي يجرين عمليات التجميل سواء في العيادة أو المستشفى،

اقرأ أيضاً:

وراء كل حجر..

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on linkedin
Share on email

اظهر المزيد

نادر عيسى

مؤسس ومدير المحتوى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى