
حفلت «التلاوة» في مصر بالعديد من النساء اللاتي انتشر صوتهن العذب على موجات الإذاعات الأهلية، حتى إن بعضهن دربن الرجال ومنحهن الإجازة القرآنية، وذاع صيتهن في الوطن العربي كله، فيما اقتصرت معرفة بعضهن على دوائرهن المحلية فقط، قبل «المنع».
الشيخة منيرة عبده
كانت الشيخة «منيرة عبده» نحيلة وكفيفة، أحدث ظهورها ضجة كبيرة في العالم العربي، ولم يمضِ وقت على ظهورها في بداية عام 1920 وقت كان عمرها 18 عاماً حتى نافست كبار المشايخ من الرجال.
وكان لـ«منيرة عبده» واقعة شهيرة حينما عرض عليها أحد أثرياء صفاقس في تونس السفر لإحياء ليالي رمضان مقابل 1000 جنيه مصري، وهو مبلغ ضخم آنذاك إلا أنها رفضت عرضه، ليأتي الرجل خصيصاً للقاهرة للاستمتاع بصوتها العذب.
اقرأ أيضا: من فؤاد المهندس إلى رامز جلال.. كيف تطورت برامج المقالب؟
أول قارئة معتمدة
كانت «منيرة عبده» أول قارئة معتمدة في الإذاعة المصرية، وتقاضت أجراً وصل لـ5 جنيهات، كما سجلت العديد من التلاوات للإذاعة المصرية عند افتتاحها عام 1934م, بالإضافة لتسجيلات بصوتها في إذاعتي باريس ولندن، إلى أن صدرت فتوى تحريم قراءة المرأة للقرآن بدعوى أن صوت المرأة عورة، لتختفي الشيخة عن الأنظار وتعتكف ببيتها.
اقرأ أيضا: في ذكرى غرق «تايتانيك».. حكاية «الناجي» المصري والضحايا اللبنانيين
الشيخة كريمة العدلية
من أشهر قارئات القرآن من النساء، ظهرت في عصر الشيخ علي محمود والشيخ منصور بدار.
وصل صوتها إلى الوطن العربي كله من خلال الإذاعات الأهلية وظلت متربعة على عرش التلاوة حتى فترة الحرب العالمية الثانية.
نشأت قصة حب بينها وبين الشيخ علي محمود انتهت بالزواج، وكان الشيخ علي يحب صوتها ويفضله على كثير من القراء الرجال الذين تتلمذوا حتى على يديه ومنهم الشيخ محمد رفعت وطه الفشني والبهتيمي.
الشيخة سكينة حسن
ولدت الشيخة الكفيفة بإحدى قرى محافظة أسيوط عام 1896، ونالت كثيراً من الشهرة في بداية القرن العشرين، وظلت تقرأ القرآن حتى صدرت فتوى كبار الشيوخ بأن صوت المرأة عورة، فانتقلت الشيخة من تسجيل القرآن بصوتها إلى الغناء وتسجيل الطقاطيق.
وبدلاً من لقب الشيخة سكينة تحولت إلى المطربة سكينة، وصُنفت وقتها بالمطربة الرصينة، حيث أدت الطقاطيق بأسلوب رزين اختلف عن منيرة المهدية وغيرها من مطربات تلك الفترة حتى وفاتها عام 1948.
الشيخة أم محمد
يقول الكاتب محمود السعدني في كاتبه «ألحان السماء» إن الشيخة «أم محمد» ظهرت في عهد محمد علي باشا، وكان من عادتها إحياء ليالي شهر رمضان في حرملك الوالي، وإحياء ليالي المآتم في قصور قادة الجيش، وكانت تسافر لإسطنبول لإحياء الليالي الرمضانية في حرملك السلطانة.
ونالت الشيخة «أم محمد» شهرة واسعة بفضل محمد علي، وتوفيت قبل هزيمته ومرضه، وتم دفنها بمقابر الإمام الشافعي بالقاهرة.
اقرأ أيضا: اللغة المصرية القديمة.. كلمات من عمق التاريخ نتحدث بها حتى الآن
الشيخة نبوية النحاس
وكانت الشيخة نبوية النحاس آخر سيدات عرش التلاوة النسائية في مصر، وظلت حتى عام 1973 يصدح صوتها في الإذاعة المصرية، حتى انطوت تلك الصفحة تماماً، كما أن هناك قصصاً لقارئات لم تتوفر عنهن المعلومات الكافية، مثل الشيخة «مبروكة» التي وجد لها تسجيل وحيد تلت خلاله سورة الإسراء.