«بوجي وطمطم».. أيقونة مصرية يفتقدها الأطفال والكبار في رمضان

«أهلاً أهلاً يا بوجي.. أهلاً أهلاً يا طمطم.. أهلاً بيكم يا أطفال في برنامج مش بطال برنامج بوجي وطمطم».. بهذه الكلمات انطلقت أولى حلقات الجزء الأول لمسلسل «بوجي وطمطم»، الذي أصبح في وقت قياسي أيقونة رمضانية مصرية بامتياز.
بدأ المخرج محمود رحمي، بث أولى حلقات «بوجي وطمطم» عام 1983، وتواصل عرضه على مدار 18 جزءاً تقريباً، حتى وفاته بأزمة قلبية عام 2001.
ومع أولى حلقات المسلسل ظل صوت الفنان الراحل يونس شلبي مرتبط بـ«بوجي» فيما لعبت الفنانة هالة فاخر دور «طمطم».
اقرأ أيضا: نساء «التلاوة».. أصوات عذبة نافست الرجال في قراءة القرآن | فيديو
ولمدة 18 عاماً تم عرض «بوجي وطمطم» على القنوات المصرية خلال شهر رمضان من كل عام، مستهدفاً الصغار بشكل خاص، لكن البالغين تعلّقوا كذلك بشخصياته.
واستوحى المسلسل الأحداث والشخصيات من الشارع المصري، من خلال تناول المواقف اليومية التي يتعرض لها «بوجي وطمطم»، وكيفية تعاملهما معها، ما كان له تأثير كبير في ثقافة الطفل المصري، ثم العربي بعد رواج المسلسل.

من هو محمود رحمي؟
تخرّج الفنان التشكيلي محمود رحمي في كلية الفنون الجميلة وعمل مُخرجاً في التلفزيون المصري ومُبتكراً لشخصيات عرائس الأطفال.
وكان لرحمي قبل «بوجي وطمطم» عدة أعمال ناجحة مثل برنامج «عصافير الجنة»، وشخصيات عرائس مثل «بوبو الحبوب» و«دبدوب وأرنوب» وشخصية «بقلظ» الذي ارتبط بمقدمته الإعلامية نجوى إبراهيم، وأنشأ كذلك قسم العرائس في التلفزيون المصري.
اقرأ أيضا: من فؤاد المهندس إلى رامز جلال.. كيف تطورت برامج المقالب؟

بداية بوجي وطمطم
وبعد أن قدّم المخرج محمود رحمي، مسلسل عرائس للأطفال باسم «حدوتة لتوتة»، حقق العمل نجاحاً كبيراً بفضل شخصية البطل فيه التي كانت لقرد طريف يُدعى «سمسم».
لاقي هذا العمل قبول واستحسان كبير لدى الجمهور، فأوحى ذلك لرحمي بتطوير شخصية «بوجي» من الدمية التي ابتكرها.
وبذلك أصبح «بوجي وطمطم» امتداداً لمسلسل «حدوتة لتوتة»، بحسب تصريحات سابقة للسيدة فوقية خفاجي، زوجة ومساعدة المخرج الراحل ومبتكر المسلسل.
وتضمن مسلسل «بوجي وطمطم» العديد من العرائس المصممة بأشكال وألوان كانت غير مسبوقة على التلفزيون المصري في ذلك الوقت، وكان يتم ابتكار شخصية جديدة وإضافتها لسياق المسلسل كل موسم.

أشهر شخصيات المسلسل
ومن أبرز شخصيات المسلسل «طماطم» التي أدتها تغريد العصفوري، وكذلك «عم شكشك» الذي أدى دوره الممثل رأفت فهيم، بالإضافة إلى شخصيات: «زيزي، مرمر، زيكا، زيكو وطنط شفيقة وطنط شكشوكة والفيل فلافيلو».
وفي قصص تربوية أخذت القالب الكوميدي الاجتماعي، كانت أهم مواسم مسلسل بوجي وطمطم: «الفيل الجميل، محطة فلافيلو، حكايات مع بوجي وطمطم، الفانوس السحري، بوجي وطمطم وأسرار جحا، حبيبتى اسمها مصر، أولاد القمر، بوجي وطمطم في رشيد».
ومثّل العمل حالة فريدة على شاشة التلفزيون بعد أن جمع بين بوجي وطمطم الشخصيتين المتناقضتين في منزل واحد، ومزج بين عرائس الأطفال والعنصر البشري بمشاركة ممثلين واقعيين، مثل: حسن يوسف، وحسن مصطفى، وميمي جمال، وأسامة عباس ومحمد الشرقاوي وغيرهم.
مشاركة صلاح جاهين
وقد قام الشاعر الكبير صلاح جاهين بكتابة عدة أغنيات للمسلسل، منها: “أهلاً أهلاً يا بوجي.. أهلاً أهلاً يا طمطم”، و”بطني بتوجعني يا طمطم”، و”زينة رمضان”، حتى إن صلاح جاهين بنفسه كان يكتب تتر العمل ويظهر ببعض المشاهد ممسكاً بآلة الربابة الموسيقية وهو يغني شخصياً مقولته المشهورة: «كان يا ما كان، كان في إيه، بوجي وطمطم عملوا إيه؟».
وقد استكمل من بعده نجله الشاعر بهاء جاهين كتابة الأغاني وتترات العمل، وشارك أكثر من ملحن وموسيقار في موسيقى العمل أيضاً، فلحن كل من إبراهيم رجب وعمار الشريعي وفاروق الشرنوبي بعض ألحان المسلسل وأغنياته.

محاولة إحياء بوجي وطمطم
وقد حاول نجل رحمي، باسم محمود رحمي استكمال مسيرة والده وتقديم جزء جديد من تأليفه لإعادة إحياء مسلسل بوجي وطمطم.
وقد ساعدت فوقية خفاجي، زوجة ومساعدة رحمي خلال مسيرته الطويلة، في إخراج وإنجاز المسلسل في جزئه الجديد عام 2009.
وبعد سنوات الإيقاف الطويل، ووفاة الممثل يونس شلبي الذي أدى دور «بوجي» بعد صراع مع المرض عام 2007، تغير أبطال العمل في جزئه الجديد، فقام بدور «بوجي» الممثل محمد شاهين. كما قامت بدور الممثلة إيمي سمير غانم بدور «طمطم» بدلاً من هالة فاخر.
وتم تسمية الجزء الجديد من المسلسل «بوجي وطمطم والكنز المفقود» وأُهدي العمل لروح مبتكره وصانعه رحمي.
ومع ذلك، لم تجد التجربة النجاح المأمول، وسط ترجيحات أن يكون عامل تغيير أصوات الأبطال هو السبب، أو بسبب اختلاف جيل الألفية الجديدة وعدم رواج العرائس المتحركة لديه بقدر إقباله على الرسوم المتحركة وتقنيات الصورة الجديدة للأعمال الكرتونية.



