حكايا ناس

«إبراهيم» يبحث عن أسرة.. ضحايا النزاعات المسلحة في تشاد

يزداد ضحايا النزاعات المسلحة في تشاد، بشكل مؤسف. حيث تعيش آلاف الأسر على خلفية حروب أهلية، أو الفقر أو الجفاف أو نقص الإمدادات الغذائية. حينها يتجه العديد من الأهالي إلى البحث عن فرصة أخرى في الحياة دون تهديدات.

يستضيف مخيم دار السلام في تشاد، أكثر من 7,000 لاجئ من نيجيريا، هربوا جميعا من العنف والخوف في بلادهم. ورصدت منظمة «يونسيف» قصص العديد من الأطفال الذين اضطروا إلى هجر منازلهم برفقة أهاليهم واللجوء إلى المخيمات، ومن بينهم إبراهيم 10 سنوات.

لم يكن إبراهيم محظوظا، حيث توفي والده مبكرًا بسبب المرض وتركه مع جدته في نيجيريا. ليس هذا وحسب بل غرقت أمه أيضًا وهي تحاول الهرب من هجوم لجماعة بوكو حرام. وتوالت الضربات على رأس إبراهيم، بعد أن تعرضت بلدته الصغيرة لهجوم، واضطر للفرار وحيدًا، تاركا وراءه جدته التي كانت لا تقوى على عناء الرحلة.

اقرأ أيضًا: منظمة الغذاء العالمية.. ستون عامًا من الحرب ضد الجوع

وصل «إبراهيم» أخيرا إلى تشاد، حيث بلدة نجوبونا الحدودية، ولكن الحياة لم تبستم له كيفما كان يتصور. بعد أن اصطحبته امرأة معها؛ تخلت عنه لعدم قدرتها على تحمل تكاليف إطعامه. ومن يد إلى يد تنقل «إبراهيم» باحثًا عن الأمان والسكن والطعام.

عاد «إبراهيم» إلى المخيم مرة أخرى، وحيدا لا يعرف عنه أحد شيئًا. وبعد محاولات مضنية تم التوصل إلى شخص يعرفه في المخيم اسمه «أدامو». يقول «أدامو»، إن السعادة ارتسمت على وجه إبراهيم بمجرد رؤيته. وعلى الفور قرر الاعتناء به.

«كأني حصلت على أسرة جديدة». هكذا يصف «إبراهيم» شعوره بعد التعرف على «أدامو». ذهب صاحب العشر سنوات لأول مرة إلى المدرسة التي لم يزرها من قبل في رحلة تعلم القراءة.

لم تكن قصة إبراهيم هي الأولى من نوعها، هناك أكثر من 174 طفلا في مخيم دار السلام للاجئين في تشاد؛ قد فقدوا ذويهم ضمن ضحايا النزاعات المسلحة في تشاد. إضافة إلى أن أكثر من 77,000 شخص في تشاد، معظمهم من الأطفال والنساء، هجروا بسبب العنف الدائر منذ بداية اندلاع النزاع في شمال شرق نيجيريا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى