الأشقاء الست.. الوالدان غدرا بهم والحكومة أنقذتهما من الشارع

6 أشقاء تتراوح أعمارهم من 6 أعوام إلى 14 عامًا؛ وجدوا أنفسهم فجأة بلا مأوى. الأب تركهم وراء ظهره ورحل. والأم تركتهم للحياة دون أن تعبأ بهم. فكانت شقيقتهم الكبرى صاحبة الأربعة عشر عامًا؛ أمًا لهم، وهي الكبرى، والنبع القادر على أن يفيض بالرعاية والاهتمام رغم افتقادها لذلك من أبويها.
فتحت العمة بيتها، في منطقة شبرا الخيمة، لأبناء أخيها الأشقاء الست. ولكن الظروف لم تكن رحيمة بها، لعدم قدرتها على الإنفاق عليهم. تتآكل أحلامهم شيئا فشيئا، ينتظرهم الشارع بفكه المفترس، فالأولاد الأربعة والشقيقتان يخشون الفرقة في متاهات الحياة.
رغبت العمة في إيداع أولاد أخيها في إحدى دور الرعاية، نظرا لسوء الحالة المادية التي تعاني منها. هي أيضًا لديها ولد وبنت، وينبغي عليها رعايتهما بالشكل الأفضل. فرعاية 8 أبناء، وإلحاقهم بالتعليم، ليس أمرًا هينًا.
اقرأ أيضًا: المغتصب بريء إذا تزوج من ضحيته.. قوانين عشرين دولة على مائدة الأمم المتحدة
إذا ظل الأمر هكذا؛ هل يمكن أن يتسربوا من التعليم؟ هل يمكن أن يلجأوا إلى الشارع؟ ماذا سينتظرهم حينها؟ وفي تيار الأسئلة المتصل، تحرك على الفور فريق «أطفال بلا مأوى»، وتواصل مع عمة الأطفال، لجمع المعلومات وتقديم الخدمات اللازمة للأشقاء الست.
مر الأشقاء الست بصعوبات وأزمات أسرية عديدة، ولذلك كان الجلسات الاجتماعية والنفسية معهم مهمة ومفيدة. وكذلك ممارسة عدد من الأنشطة المستهدفة معهم، والتأكد من سلامة الصحة النفسية والقوى العقلية لديهم.
اقرأ أيضًا: الهجرة غير الشرعية ودمج العائدين على مائدة التضامن والهجرة والخارجية
عمل فريق إدارة الحالة في البرنامج، على زيارة إلى مقر إقامة الأطفال، وعمل دراسة حالة للأسرة، والتأكد من صحة البيانات. وخلص تقرير إدارة الحالة أن الأطفال معرضين لخطر التسرب من التعليم، وأن عمتهم غير قادرة على إعالة 8 أطفال نظرا لسوء حالتها المادية. وهكذا عمل الفريق على توفير مأوى آمن للأطفال وإعادة دمجهم بالتعليم مرة أخرى. كما سيقوم فريق إدارة الحالة بالعمل على تقديم الدعم المناسب للأسرة؛ للعمل على إعادة الأبناء للجو الأسري من جديد.
وتم اصطحاب الأطفال إلى مستشفى إمبابة العام لعمل التحاليل والفحوصات اللازمة، والتأكد من خلو الأطفال من الأمراض المعدية وعمل تحليل كورونا، وعلى الفور تم إيداع البنين الأربعة في دار رعاية، والبنتين في دار رعاية أخرى، ويتم حاليا متابعة الأطفال الستة لإعادة دمجهم للتعليم مرة أخرى.