ضريح الإمام الشافعي.. عودة الحياة لأقدم قبة خشبية بمصر
بالقرب من ميدان السيدة عائشة؛ يقع ضريح ثالث أئمة المذاهب السنية الأربعة، الإمام الشافعي. وفيه أقدم قبة خشبية بُنيت في تاريخ مصر.
رغم أن الإمام الشافعي لم يقضِ سوى أربع سنوات فقط في مصر، إلا أنه بعد دفنه في مصر عام 820م، في مقبرة عائلة عبد الله بن عبد الحكم، أحيط قبره بقدسية كبيرة، حيث اعتاد المصريون المجيء إلى الضريح لبث شكواهم في طقوس شعبية متعارف عليها.
اقرأ أيضًا: فريق مصري يفوز بمسابقة اليونسكو لإعمار مجمع النوري التاريخي بالعراق
عودة الحياة
وبعد إغلاق دام لنحو خمس سنوات، عادت الحياة للضريح من جديد بعد أن تم ترميمه، وتحول من حالة متداعية وهبوط أرضي، فاكتسى بحلة جديدة؛ وأصبح بمقدور الزائر أن يرى فيه زخارف الفن الإسلامي المبهرة، التي كادت أن تندثر.
وفي هذا الصدد، تقول الدكتورة مي الابراشي، المهندسة المعمارية، المسؤولة عن تنفيذ الترميم، إن المشروع بدأ في نهاية عام 2016 بتنفيذ مكتب مجاورة، تحت إطار مبادرة “الأثر لنا” وبتمويل من صندوق السفراء الأميركي للحفاظ على التراث، و شملت أعمال الترميم الخارجية ترميم الجص المزخرف، فيما تضمنت الأعمال الداخلية ترميم الأخشاب الملونة، والتكسيات الرخامية الملونة ذلك بالإضافة إلى الإصلاحات الإنشائية للمباني، وأعمال ترميم الأسقف والتبليط.
اقرأ أيضًا: آثار لم تمس وبردية استثنائية.. منطقة سقارة تكشف كنزاً رائعًا
كما أجريت مجموعة من أعمال الترميم الخاصة مثل ترميم التوابيت الخشبية والمقصورات والتكسيات الرصاص، والعشاري. كما تضمنت أعمال الحفائر وتحديث نظام الإنارة وإضافة لوح توضيحية، وتضمن المشروع أيضًا توثيقًا شاملاً للمبنى وتفاصيله الزخرفية، هذا بالإضافة الى أن هناك مرحلة أعمال جديدة، سيتم خلالها إنشاء مركز زوار ملحق بالقبة، لعرض المكتشفات وسرد قصة القبة ومحيطها بأسلوب تفاعلي شيق.
معالم الضريح
القبة الخشبية الشامخة أعلى ضريح الإمام الشافعي هي الأكبر في مصر، ويبلغ قطرها نحو 17 مترًا، ويعد الضريح واحدًا من المباني الأيوبية القليلة المتبقية ويتضمن أمثلة نادرة للزخارف الجصية والأعمال الخشبية المزخرفة بتكوينات بديعة من الخشب الملون بأنماط عثمانية مميزة.. كما ان تخطيطه يتكون من مساحة مربعة طول ضلعها من الداخل 15م وله جدران سميكة مما يؤهلها لحمل قبة ضخمة وله مدخل واحد بالضلع الشمالي الشرقي يغلق ببابين بكل طرف من أطرافه، الباب الخارجي له مصراعان من الفضة، والباب الداخلي له مصراعان عرض كل منهما 98 سم وارتفاعه 3 أمتار.
اقرأ أيضًا: في يوم التراث العالمي| تعرف على 7 مواقع أثرية مصرية مسجلة باليونسكو
وقبة الضريح تتضمن نصوصًا هامة من نصوص قرآنية لآية الكرسى ونصوص كتابية أهمها ما روي عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث تحدث عن عالم سيأتي بعده من نسل عبد مناف، وقد صدق الحبيب حيث قال: عالم قريش يملأ طباق الأرض علمًا وهي بالفعل تنطبق على الامام الشافعي حيث فتح الله عليه بالعلم الواسع علاوة على النصوص التى تشير إلى أعمال الإصلاح والترميم.